شارك الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر ورئيس المجلس التنفيذى لليونسكو، اليوم الثلاثاء، فى الاجتماع الذى نظمه رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة حول "الثقافة والتنمية المستدامة"، بحضور كل من المديرة العامة لليونسكو ورئيس المؤتمر العام للمنظمة ومشاركة كبيرة لعدد كبير من الوزراء والمسئولين الحكوميين وغير الحكوميين المعنيين بقضايا التنمية والثقافة من جميع أنحاء العالم. وعرض الدكتور محمد سامح عمرو، فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، رؤيته عن ارتباط الثقافة بقضايا التنمية مستشهدا فى ذلك بعدد من القرارات التى تبناها اليونسكو والأمم المتحدة. ونقل إلى المشاركين حرص أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو على ان تحتل موضوعات الثقافة مرتبة متقدمة عند تبنى أجندة التنمية المستدامة لفترة ما بعد 2015، باعتبار هذه الخطة تمثل الدرب المشترك الذى نمهده للأجيال القادمة لمواجهة التحديات المتوقعة والتى يجب التعامل معها من منظور عالمى على أسس من العدالة والمساواة. واستعرض السفير محمد سامح عمرو بعض الجهود الدولية التى ربطت بين قضايا الثقافة والتنمية فى عدد من الدول فى مناطق العالم المختلفة مثل كمبوديا ونيكارجوا وموزمبيق، والتى كان لها تأثير إيجابى مباشر على المجتمعات التى تم بها تنفيذ مشروعات تنموية من منظور ثقافى. واستشهد بالنتائج الايجابية التى تحققت من خلال تنفيذ بعض المشروعات الثقافية بمنطقة دهشور فى مصر والتى تم تمويلها من مصادر دولية بهدف الحفاظ على التراث الثقافى وتطويره مستشهدا بالتبعات الاقتصادية والاجتماعية الايجابية التى ترتبت على هذا المشروع الثقافى والتى أسفرت عن فتح أسواق عمل وتطوير عدد من الصناعات والحرف اليدوية من خلال المشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم. وأكد الدكتور عمرو خلال مداخلته على أن الحفاظ على المكون الثقافى للمجتمعات يرتبط بالحفاظ على ذاتيتها وباعث لجميع خطط المواطنة بشكلها الإيجابى وأداة لمقاومة الممارسات غير العادلة على كافة المستويات. وعبر السفير المصرى لدى اليونسكو رئيس المجلس التنفيذى للمنظمة عن أمله فى ان تكون الثقافة احد الركائز التى ستقوم عليها أجندة التنمية لفترة ما بعد 2015 خاصة الموضوعات المتعلقة بحماية التراث الثقافى والآثار والصناعات التقليدية ذات الطابع الحرفى. وفى الختام طلب من جميع المشاركين دعم جهود اليونسكو فى هذا المجال مؤكدا على ضرورة العمل المشترك لتحقيق هذه الغاية السامية وان تكون الثقافة والحفاظ على الذاتية الثقافية للشعوب أحد ركائز أجندة التنمية المستدامة وأن توضع الآليات الدولية اللازمة لضمان تنفيذها بالشكل المأمول.