سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنفاق رفح تحتضر منذ ثورة 30 يونيو..مصدر أمنى: الشواهد تؤكد توقف التهريب إلى غزة منذ عزل «مرسى».. وياسر الشاعر: توقف الأنفاق أوقف التجارة كلياً فى رفح.. ومهرب سابق: المهربون أوقفوا نشاطهم بالأنفاق
القضاء على أنفاق رفح، وإنهاء أسطورة التهريب بين سيناء وقطاع غزة كانا هما السبب وراء ما تشهده مدينة رفح المصرية من عمليات إخلاء لمنازل، وإنشاء منطقة عازلة، وفرض طوق أمنى حول المنطقة، وتشديد الإجراءات، ونشر القوات بجميع شوارعها. مصدر أمنى برفح قال إنه حتى اللحظة يتم الكشف عن فتحات أنفاق جديدة وتدميرها، لافتًا إلى أنه فى غضون الشهر الماضى تم تدمير 15 نفقًا تم اكتشافها خلال عمليات هدم المنازل بالمنطقة العازلة الجارى العمل بها. وأشار المصدر إلى أن الشواهد على الأرض تشير إلى أنه لا توجد عمليات تهريب، وتراجعت ظاهرة التهريب إلى غزة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، حيث تم التضييق عليها وإنهاؤها، إلى أن أصبح الوضع كما هو الآن، حيث لا مجال أمام المهربين لممارسة نشاطهم، وإن كان من المتوقع وجود أنفاق قد يبتعد مداها عن ال500 متر التى تمت إزالة المنازل بها. وقال أحد المهربين سابقًا فى أنفاق رفح إن المهربين أوقفوا نشاطهم بالأنفاق بعد أن حققوا أرباحًا طائلة، واتجهوا بما حققوه من أموال للاستثمار فى المجال العقارى بالعريش، والزراعى بمحافظات الشرقية والبحيرة والإسماعيلية. ومع توقف العمل فى أنفاق رفح ووأدها توقفت الحياة التجارية بشكل شبه كلى بمدينة رفح، بحسب قول ياسر الشاعر، أحد أبناء المنطقة، والذى أشار إلى أن مدينة رفح قبل إغلاق أنفاقها كانت تعج بكل الوجوه من عمال اليوميات من مختلف المحافظات، إلى جانب التجار والمسافرين القادمين من وإلى غزة، وسيارات نقل البضائع المهربة، وهذا كان يضفى واقعًا غير الموجود الآن على المدينة التى أصبحت خالية من السكان، إلا من بعض المقيمين فيها من الموظفين والمزارعين وأصحاب المحال. من جانبه، قال أحد الأهالى إن بعض من عمليات التهريب لا تزال موجودة، حيث يتم بين الحين والآخر تهريب السجائر التى تحقق أرباحًا خيالية لمن يستطيع تمرير شحنة منها عبر فتحة نفق قد تكون مهجورة، ولم تصل إليها القوات الأمنية. وأوضح المواطن أن وجود هذه الأنفاق يمثل مصدر رزق وعيش لأهالى المنطقة فى سيناء، حيث لا توجد مصانع للعمل، ولا مؤسسات ولا مصادر أخرى للعيش، مضيفًا أن المنطقة تعانى الفقر ومشاكل ومصاعب عدة، حيث لا توجد مياه صالحة للشرب، ولا يوجد أطباء ولا تخصصات فى المستشفيات، مشيرًً إلى أن مدينة العريش، أقرب مدينة للمنطقة، أصبح الوصول إليها والرجوع منها فى غاية الصعوبة، ويستغرق وقتًا طويلًا. بينما قال اللواء علاء عز الدين، الخبير العسكرى، المدير السابق بمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، إن المخاطر الأمنية هى التى تحدد مساحة المنطقة العازلة، مضيفًا أن وجود أنفاق واصلة بين مصر وقطاع غزة يتجاوز طولها ال500 متر هى التى دفعت القوات المسلحة لاتخاذ قرار بمضاعفة المنطقة العازلة إلى 1000 متر. وأضاف أن هدف إخلاء مساحة 500 متر إضافية هو استمرار قيام القوات المسلحة بدورها، خاصة عندما وجدت عناصر حرس الحدود ورجال الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة أن طول الأنفاق الممتدة من غزة إلى أراضى مصر بلغت مساحات أكبر مما كانت متوقعة، بعضها يصل إلى 800 متر. وأوضح أن كل تلك الإجراءات التى تتخذها القيادة المصرية هدفها تجفيف منابع تمويل العمليات الإرهابية فى سيناء، وتضييق الخناق على الإرهابيين، بالإضافة إلى حرص الجيش على توفير الظروف الملائمة بدلًا من تعريض حياة العزل والأبرياء للخطر، مؤكدًا أن تلك الخطوات جعلت من سيناء منطقة طاردة للإرهاب بسبب التضييقات الأمنية والتشديدات المكثفة على الإرهابيين هناك. فيما قال اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن الدولة المصرية بإقامتها منطقة عازلة على الشريط الحدودى مع قطاع غزة، فإنها تبدأ السيطرة على جزء مهم من أراضيها، وإقامة حائط صد ضد الأخطار القادمة من هناك، مشيرًا إلى أن المنطقة العازلة هى إحدى الأدوات التى تستخدمها القوات المسلحة لتأمين سيناء.