نقلا عن العدد اليومى : «الضرة مرة ولو كانت جرة».. يحكى أن أحد الرجال كان متزوجاً منذ زمن طويل وكانت زوجته لا تنجب، وألحت عليه زوجته بأن يتزوج غيرها حتى ينجب أبناءً يحملون اسمه من بعده، فحذرها الزوج من وجود زوجة أخرى فيحدث بينهما مشكلات بسبب الغيرة، فما كان من الزوجه إلا أن أخبرته أنها سترعاها حباً فيه وزادت فى إلحاحها حتى وافق الزوج وأخبرها أنه سيسافر إلى قرية أخرى ليتزوج امرأة غريبة حتى لا يحدث بينهما مشكلات، وبالفعل سافر الرجل وبعد ثلاثة أيام عاد للبيت ومعه جرة كبيرة من الفخار قد ألبسها ثياب أمرأة وغطاها بعباءة. ودخل الرجل حاملاً زوجته الجديدة وخصص لها حجرة وسمح لزوجته أن تراها من بعيد وهى نائمة، وخرج لها قائلاً: «ها أنا قد حققت نصيحتك وتزوجت من هذه الفتاة النائمة دعيها ترتاح الآن من عناء السفر وغداً أقدمها لك»، وعندما عاد الزوج من عمله إلى البيت وجد زوجته تبكى بكاءً شديدا فسألها «ما الذى يبكيكِ ؟» فردت عليه أن امرأتك الجديدة التى جئت بها أهانتنى وضربتنى وأنا لن أصبر على هذه الإهانة.. فنظر الزوج لها فى تعجب شديد وقال: لن أرضى إهانة زوجتى الحبيبة وسترين ما سأفعله بها، وأمسك عصا غليظة وضرب الضرة على رأسها وجانبيها فتهشمت الجرة، فاستحت زوجته مما رأت ونظرت فى الأرض، فقال لها الزوج لقد أدبتها هل أنت راضية، فأجابته: لا تلومنى يا زوجى الحبيب. أمر طبيعى أن تغار المرأة على زوجها من كل نساء الدنيا وتريده لها وحدها، وهو ما وصفته الشاعرة الأندلسية حفصه بنت الحاج فى شعر كتبته لزوجها.. أغارُ عليك من عينى ومنى.. ومنك ومن زمانك والمكان.. ولو أنى خبأتك فى عيونى.. إلى يوم القيامة ما كفانى.. إلى هنا كان الأمر طبيعى، إلا أن الجنون بعينه تمثل فى أن تغار المرأة على زوجها من الحور العين اللاتى وعد الله بهن عباده المؤمنين فى الجنة، وكأنها ضمنت أنها وزوجها فى جنات الخلد وتفرض شروطها من الآن. ما أخبرتك به ليس دربا من الهوى، فما عليك إلا أن تسأل موقع البحث الشهير جوجل عن الحور العين، فستجد فى مقدمة المقاطع المرئية عن الحور العين أحدهن تسأل الشيخ كيف تبعد الحور العين عن زوجها فى الجنة، معللة على أنها تريده لها وحدها ولا تريد أن يشاركها فيه هؤلاء الحور الذين اللاتى وعده الله بهن عند دخوله الجنة، الأمر لم يكن حالة فردية فبعدما ترى هذه المقطع ارجع إلى موقع البحث واسأله عن الغيرة من الحور العين، ستجد مئات الأسئلة التى وجهت للمواقع المختصة بالشأن الدينى عن كيفيه أن تبعد امرأة زوجها عن الحور العين بعد العبور إلى الجنة.. فمن أشعلت الغيرة نارها من الجرة لا يمكن أن تهدأ وشريكتها قال الله تعالى فيهن «كأمثال اللؤلؤ المكنون». وإن كان معيار الأفضلية لدى بعض الرجال هو الجمال.. فهل نساء الدنيا سيصبحن أجمل من الحور العين إن كتب لهن دخول الجنة؟.. الإجابة كانت ما رواه الطبرانى فى «الأوسط والكبير» وضعفه آخرون.. «أن أم سلمة سألت النبى صلى الله عليه وسلم قائلة: يا رسول الله نساء الدنيا أفضل أم الحور العين فقال: نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الطهارة على البطانة.. قلت يارسول الله ولم ذلك؟ قال: بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله تعالى، ألبس الله وجوهن النور وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلى، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب». وإن لم تكن نساء الدنيا أجمل من الحور العين فهل هناك غيرة فى الجنة؟.. يقول الله تعالى فى سورة الحجر «إن المتقين فى جنات وعيون * ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما فى قلوبهم من غل إخوانا على سررٍ متقابلين * لايمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين».. عزيزتى حواء التى أعلنت أنها تغار من الحور العين قبل أن تضمن أنها قد وصلت للجنة ومعها زوجها، عليك الانشغال بالوصول للجنة أولاً وبعد ذلك يطهرك الله من أى غيرة على أى من كان، عزيزتى حواء.. غيرتك هذه قد تؤدى للطلاق أو أن يبحث زوجك عن زوجة جديدة من بنات الدنيا.