ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير أعده مراسلها فى القاهرة، مايكل سلاكمان أن انتشار أنباء عن صحة الرئيس مبارك وخضوعه لعملية جراحية فى وسائل الإعلام المصرية، كان سابقة فى حد ذاته، وذهبت إلى أن الحكومة حاولت من خلال هذا الإعلان الإشارة إلى سعيها الجاد لتبنى نهجا أكثر شفافية، والتخلى عن معاملة الأخبار التى تتعلق بصحة الرئيس كما لو أنها سر من أسرار الدولة التى لا يجب أبدا إفشائها. وقالت نيويورك تايمز إن خضوع الرئيس مبارك لجراحة مفاجئة بألمانيا وتسليمه السلطة لرئيس الوزراء، أحمد نظيف جاء وسط مناقشات ساخنة شغلت جميع الأوساط المصرية فى الفترة الأخيرة بشأن ملف التوريث، ومن سيخلف الرئيس مبارك على كرسى الرئاسة، بعد انتهاء فترة حكمه العام المقبل، مما أثار المزيد من التكهنات بشأن ترشحه لفترة رئاسة سادسة، أو تتويج الحزب الوطنى الحاكم لنجله جمال مبارك، أو أى شخص آخر. ومع ذلك، رأت نيويورك تايمز أن ما يدعو للاستغراب بشأن أنباء معالجة الرئيس، هو أنه تم إذاعتها على جميع وسائل الإعلام المصرية، مما أثار دهشة الكثير من المصريين، ففى عام 2008، تم الحكم على إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور بالسجن لكتابته مقالات تفيد بأن الرئيس مريض، ولكنه نال عفوا رئاسيا فى نهاية المطاف. ونقلت الصحيفة عن هشام قاسم، المدافع عن حقوق الإنسان قوله "عندما تنظر إلى طريقة العمل التى اتبعها الرئيس أعتقد أنها المرة الأولى التى يعلنون فيها عن أمر مماثل وقبل إجراء العملية". ورأى سلاكمان أن المسرح السياسى فى مصر شهد خلال الشهور الماضية استعدادا واضحا من قبل الحكومة للانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث باتت أكثر نشاطا فى محاولة إيصال رسالتها بشأن العديد من القضايا. "هذا دليل واضح على أن المبدأ تغير" هكذا قال محمد عبد اللاه، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الوطنى، مضيفا "صحة الرئيس أمر هام، ولكن لا يوجد ما يعيب قيامه بفحص كلى أو حتى خضوعه لعملية جراحية، لماذا يجب أن يبقى الأمر سرا وأن يعطوا للناس الفرصة لنشر الشائعات". أضاف قاسم، بعد عقود من السرية ليس من السهل على الناس قبول أن الحكومة ترغب الآن فى تبنى نهجاً يعتمد على الشفافية والصدق. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال بأن الوهن الذى بدا على الرئيس مبارك خلال استقباله الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى يونيو الماضى كان واضحاً، إلا أن الرئيس بعدها بدا أقوى وأفضل صحة واستمر فى القيام بمهامه بانتظام منذ ذلك الحين، وكذلك بدا الرئيس قوياً فى المؤتمر الصحفى الذى عقده يوم الخميس الماضى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأشارت وول ستريت إلى متقطفات من التاريخ الصحى للرئيس، وقالت، إنه فى عام 2003 انهار أثناء إلقائه خطاباً فى البرلمان، ثم أجرى جراحة فى الظهر فى ألمانيا عام 2004، وكان يرفض دائماً التكهنات بشأن صحته مصراً على أنه فى حالة جيدة. أما إذاعة صوت أمريكا، فقالت، إن الرئيس مبارك دائماً ما كان يبدو أصغر من سنه الحقيقى، حيث كان حريصاً على لعب الإسكواش للبقاء على لياقته. "الطيب" يهنئ مبارك بنجاح العملية الشريف ومجلس الشورى يهنئان مبارك بنجاح العملية الجراحة مستشفى هايدلبرج: مبارك فى "حالة جيدة" "الوطنى" يدرس استقبال الرئيس مبارك بمطار القاهرة سفير ألمانيا يطمئن "طنطاوى" على صحة الرئيس للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.