نقلا عن العدد اليومى : ستة عشر أثرا تحويها منطقة الباطنية التابعة لحى الدرب الأحمر، المتاخم لحى الأزهر الشريف، غير أن هذه المنطقة الأثرية والتاريخية التى أنشأها الفاطميون، منذ دخولهم مصر «969 - 1171 م»، مرتبطة فى أذهان المصريين بأنها عاصمة المخدرات ومملكة «الكيف» فى مصر، وخصوصا «الحشيش»، ذلك المخدر الذى استعاد مكانته بين سوق «الممنوعات»، وبات من أكثر أنواع المخدرات انتشارا، بحسب دراسة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. حى الباطنية واحد من أقدم أحياء القاهرة، ويقع فى حضن جبل المقطم، عمره يزيد على الألف عام، وعلى الرغم من مكانته التاريخية والأثرية الضاربة فى جذور التاريخ العربى والإسلامى، فإن هذا الحى يمكن أن نطلق عليه «حى سيئ السمعة»، لارتباط اسم «الباطنية» بأشهر سوق للمخدرات فى مصر، لدرجة أن البعض كان يتندر من الاتجار فى الحشيش، معتبرين التجارة فى الحشيش أمرا «حلالا»، رافعين شعارا ساخرا «لو كان حلال أدينا بنشربه.. ولو حرام فبنحرقه». التفاح الأمريكانى والحشيش الأفغانى حى «الباطنية» أو «قلعة الكيف» فى مصر، بدأت شهرته فى عالم تجارة المخدرات، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى، وحتى الآن، فمع عصر الانفتاح الاقتصادى الذى بدأه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، انتشرت تجارة المخدرات فى الكثير من الأحياء والمحافظات بمصر، كجانب سلبى للحياة الاستهلاكية التى غزت الثقافة المصرية، وفى تلك الفترة بدأت هوجة الاستيراد تجتاح أركان الاقتصاد المصرى وتهز عرش السوق الاشتراكى الموجه الناصرى، فبدأ استيراد سلع استهلاكية ك«التفاح الأمريكانى» والحشيش الأفغانى. وبمجرد أن تطأ قدمك دهاليز الحى الوعرة، التى تمتزج فيها رائحة التاريخ والآثار الفاطمية بدخان الحشيش الأزرق، تجد نفسك محاصرا بين عدد من مرشدى تجار المخدرات الذين يطلق عليهم «ناضورجية»، وسريعا ما يتطوع «الناضورجى»، بعد أن يطمئن قلبه بأنك «زبون»، فيبدأ توجيه الأسئلة «طلباتك يا زعيم»، فيرد «الزبون» «حشيش»، يرد «الناضورجى» بسرعة وعفوية: «تعالى ورايا»، ويصحبه إلى دهاليز وأزقة الباطنية، ويسلم الناضورجى الزبون، لأحد تجار التجزئة، الذى يبيع له ما يحتاج، من «صباع لقرش أو فرش أو وقية» أو ما يشاء من حشيش مجزأ مسبقا فى ورق سوليفان. «باى باى رشدى» «أحمد رشدى» و«الباطنية» ثنائية دائما ما يقفز أحدهما بذكر الآخر، فما إن يذكر اسم اللواء أحمد رشدى، أحد أقوى وزراء الداخلية، فى ثمانينيات القرن الماضى، إلا ويترادف معه مصطلح «تطهير الباطنية من المخدرات» حتى إن بعض المراقبين ربط الأمر برحيل «رشدى» من وزارة الداخلية، على خلفية أحداث الأمن المركزى، فى فبراير عام 1986. من أهم إنجازات اللواء أحمد رشدى القضاء على عدد كبير من تجار المخدرات بمنطقة الباطنية، وقاد اللواء «رشدى» نفسه العديد من الحملات، ليقترب من إنهاء أسطورة حى الباطنية فى الاتجار بالمخدرات، لدرجة أنه بعد أن غادر الوزارة بعد أحداث الأمن المركزى انتشرت شائعة بوجود نوع جديد من الحشيش أطلق عليه التجار «باى باى رشدى». أول مظاهرة ضد حشيش الباطنية لأول مرة فى تاريخ مصر، وبالتحديد بعد صلاة الجمعة من يوم 24 مايو عام 2013، وقف العشرات أمام الجامع الأزهر، للتنديد بانتشار المخدرات فى حى الباطنية المجاور للجامع الأزهر. باطنية الإسكندرية.. لأصحاب السيارات الفارهة فى كل محافظة من محافظات مصر، توجد منطقة أو أكثر، تتخصص فى الاتجار فى المخدرات، لتحمل لقب «باطنية إسكندرية أو القليوبية أو الإسماعيلية» وتكثر تجارة الحشيش فى منطقة الباطنية الجديدة الواقعة بحى ميامى الراقى، والتى تقع أمام المقر الرئيسى لمبنى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومحيط منطقة ميامى من الأحياء الراقية التى يسكنها الأغنياء وعدد من الأجانب فى الإسكندرية.