اهتمت صحيفة الفينيسيرو الإسبانية و"أم" المكسيكية بوفاة الكاتبة والأكاديمية المصرية رضوى عاشور عن 68 عاما بعد صراع مع مرض السرطان، وسلطت الضوء على أهم المجموعات القصصية والروايات التى تركتها "ثلاثية غرناطة" والتى تضم ثلاث روايات هى غرناطة ومريم والرحيل. وتدور الأحداث فى مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية فى الأندلس، وتبدأ أحداث الثلاثية فى عام 1491 وهو العام الذى سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التى تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكى قشتالة وأراجون، وتنتهى بمخالفة آخر أبطالها الأحياء لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت فى الرحيل عن الأندلس وليس فى البقاء. تحكى فيها رضوى عن بداية التراجع الإسلامى فى الأندلس وتسرد كيف اختلطت الأمور على المسلمين هناك مع الأحداث التى يتمكن فيها القشتاليون منهم على مدار خمس أجيال من أواخر القرن الخامس عشر حتى بدايات القرن السابع عشر. برزت فى القصة شخصية "مريمة" وهى زوجة حفيد أبى جعفر، التى ظلت متمسكة بالهوية العربية، مقابل زوجها الذى كان يخشى كل شىء إلى أن يصل به الأمر إلى مجافاة أقاربه ويرفض إيواءهم تجنبا للشبهات فقضى حياته متوجسا، وتجلت شخصية مريمة بالحركات الذكية والالتفافية وإنقاذ كثير من أبناء الحارة وبناتها من مواقف كانت ستودى بهم جميعا إلى المحاكم. أحبت غرناطة ورفضت مغادرتها على الرغم من كل أسباب الهجرة، إلى أن جاء مرسوم طرد العرب من إسبانيا على السواء فى العقد الأول من بداية القرن السابع عشر. فجاءتها المنية فى طريق الهجرة وهى محمولة على ظهر حفيدها على. "على" كان أيضا حفيد "سليمة" وهى من الشخصيات البارزة الأخرى التى تفاجئ رضوى بها القراء فى واقعية روايتها وتراجيديتها، فتموت بعد أن جعلت القارئ متعلقا بها ويتتبع فضولها العلمى إلى أين سيصل، مع انتهاء الفصل الأول من الرواية فقط من أصل ثلاثة فصول، وذلك بعد أن حكمت عليها الكنيسة بالإعدام حرقا على إثر تهمة "ممارسة السحر"، لأنها تقرأ الكتب وتحاول أن تعد خلطات من الأعشاب تداوى بها الناس. من المفارقات المحزنة فى الرواية هى سعى سليمة الحثيث فى تجميع الكتب بأى ثمن وإخفائها، مقابل حفيدها الوحيد "على" الذى أعد له جده مفاجأة اطلاعه على المخبأ السرى لتلك الكتب، ظنا منه أنه سيسعد بها إلا أن عليا لم يلق لها بالا وجعل يتساءل ألهذا جمعنى جدى؟! فتشعر أن هناك تناغما بين تخلى الجيل الجديد عن العلم وعدم تقديره والهزيمة الموعودة التى نالها جيل الأندلس هناك. عرف العرب فى الأندلس والذين لوحقت هويتهم العربية والإسلامية فى الأندلس باسم الموريسكيون. وفى عام 2003 قام ويليام جرانارا أستاذ اللغة العربية بجامعة هارفارد بترجمة رواية غرناطة إلى اللغة الإنجليزية،، وقامت بنشرها دار نشر جامعة سيراكوز بنيويورك. ولدت رضوى فى القاهرة عام 1946، وفازت بالجوائز التى شملت جائزة كفافيس قسطنطين للآداب عام 2007، وجائزة العويس فى عام 2011. وقالت إنها كتبت أكثر من 15 كتابا، والتى من أشهرها هى ثلاثية "غرناطة"، على صعود وسقوط الحضارة العربية فى إسبانيا.