سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القرعة الإلكترونية اختارت المستشار محمود كامل الرشيدى للحكم على مبارك ورجاله.. قضى 40 عاماً بمنصات القضاء.. ونظر تظلم رشيد محمد رشيد.. ويصدر حكم أشهر قضية فى تاريخ مصر كله
نقلا عن العدد اليومى : قاضى «محاكمة مبارك والعادلى» المستشار محمود كامل الرشيدى، رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة له 40 عاما من الخبرة على المنصة، وهو نموذج مشرف للقاضى البارع المنصف، رفض السفر للعمل بالدول العربية وظل فى مصر يحكم بين الناس بالعدل، وتولى المحاكمة خلفا للمستشار مصطفى حسين بعد تنحيه لاستشعاره الحرج. «القدر» اختاره عبر «القرعة الإلكترونية» ليخلف المستشار أحمد رفعت المتقاعد لنظر أشهر محاكمة فى تاريخ مصر وهى «قضية القرن»، ويعرف عن هذه الدائرة أنها دائرة متشددة فى أحكامها خاصة فى قضايا القتل. المستشار محمود الرشيدى البالغ من العمر 62 ربيعاً، وهو من مواليد الأول من أغسطس عام 1952، بمنطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة، وتخرج فى كلية الحقوق جامعة عين شمس بدرجة جيد جدا، وبدأ العمل فى سلك القضاء معاونا للنيابة بنيابة الأربعين فى محافظة السويس، ثم تمت ترقيته إلى درجة مساعد نيابة، ثم مدير نيابة الأربعين، وبعدها مدير نيابة جنوبسيناء، ثم عمل بعد ذلك بنيابة بنها الكلية. ومن النيابة انتقل الرشيدى إلى القضاء فى مطلع أكتوبر سنة 1982، حيث عمل بمحكمة شمال القاهرة، وتمت ترقيته عقب ذلك ليتولى رئاسة محكمة مصر الجديدة، والتى عمل بها حتى 1991، ثم تولى رئاسة محكمة سوهاج وترقى بعدها لدرجة مستشار فى 31 أغسطس 1992، ثم تمت ترقيته رئيسا بمحكمة الاستئناف فى 30 يونيو 1998، وعمل كعضو الشمال فى محاكم جنايات الزقازيقوالقاهرة والجيزة والإسماعيلية والسويس، بالإضافة إلى عمله كعضو يمين فى نفس المحاكم، ثم أصبح رئيس الدائرة الثانية لمحكمة جنايات شمال القاهرة، وفاز برئاسة نادى القضاة بالسويس، بعد اختياره وانتخابه باكتساح. ومن الصفات التى يتحلى بها المستشار الرشيدى أنه من القضاة الذين يتمتعون بحس المحقق قبل الحكم الذى يصدره، كما يعرف عنه داخل أروقة المحاكم والقاعات بالحسم والقوة والسيطرة على الجلسات دون حدوث حالات من الهرج والمرج، التى اعتادت عليها المحاكم مؤخرًا من المحامين وطرفى الخصومة، كما أن المحامين يدركون مدى قوة الرجل وحسمه ويضطرون إلى الالتزام بقواعد الجلسات. ومن أشهر القضايا التى نظرها المستشار الرشيدى قضية التظلم المقدم من رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة الأسبق، على أمر منعه من التصرف فى أمواله، وقضية قتل المتظاهرين بالمرج المتهم فيها ضباط قسم المرج، والتى راح ضحيتها شهيد و11 مصابا، والتى قرر التنحى عن نظرها فى يناير الماضى، وذلك لاستشعاره الحرج، كما تنحى عن محاكمة 494 متهمًا فى «أحداث مسجد الفتح» لاستشعاره الحرج. ومن أشهر كلمات قاضى القرن خلال المحاكمة: «أنا قريب من القبر وقريبًا سأجلس للحساب أمام الله.. وهذه هى عقيدتى.. لا أريد مدحًا ولا ذمًا من البشر».. أنا «حاسس بيكم»!!، وقوله «لديى سلاحان فى هذه القضية، أحدهما هو قلمى الرصاص الذى أعتاد أن أدير به جلساتى، ثم الإعلام، وإذا ما طرأ أى طارئ لا أقبله فى القضية، سأدعو إلى مؤتمر صحفى لنقل الحقيقة للجميع، وسأعود إلى منصتى لمباشرة القضايا العادية».. «لن نلتفت للصيحات والضوضاء التى تمنعنا من الوصول للحقيقة». ومن اللحظات المؤثرة التى مر بها المستشار الرشيدى خلال المحاكمة عندما أبدى تأثره بكلمات اللواء عدلى فايد فى نهاية مرافعته عن نفسه، وذلك عقب إنهاء المتهم دفاعه عن نفسه بقوله «لا أخشى عقوبة، ولكن أخشى الله وحده، وأذكر نفسى والباقين بأنه من رأى مظلومًا ولم ينصفْه وعلم العدل ولم يحققه فهو فى ظلمات يوم القيامة».