ملهمتى.... على هذه السطور أخطّ إليك هذه الكلمات بقلمى. فهو الأقدر على وصف حالى. وأخبارك ما يجول بخاطرى من أفكار وآمال ورؤى تجاهك. فى البدء لم أكن أدرى أن رؤيتى إياك ستقلب حياتى رأسا على عقب. فقد رأيتك على غير تدبير من القدر ولا موعدا مع الزمان. وجدتنى مشدودًا إليك لا أعرف السبب. هل هو مجرد إعجاب بفتاة عملية؟، ربما يكون ذلك صحيحًا، لأننى أعتبر نفسى كاذبًا إذا أخبرتك بأننى أحببتك منذ النظرة الأولى – ربما بعد ذلك – لكن أن مرحلة الإعجاب تكون الأولى ثم تتبعها مراحل أخرى تنتهى بالعشق. نعم لقد وجدت فيك كما قلت سابقا الفتاة العملية التى تجتهد وتتعب ويتسلل النوم خلسة منها، وهى جالسة على أريكتها أثناء العمل من أجل توفير حياة كريمة. ووجدت فيك الإنسانة المهذبة المثقفة التى تجادل وتناقش موضوعات كثيرة ومعتزة برأيها ومتمسكة به لدرجة التشدد فى غير محله. حتى وأن أظهر لك المستقبل خطأ هذا الرأى. وهذا يدل على ثبات شخصيتك... ملهمتى... إننى أستمد من النظر إليك قوة بعد ضعف وحيوية بعد خمول ونشوة بعد كدر ورىّ بعد ظمأ وأملا بعد يأس فى هذه الحياة. أن اليوم الذى يمر علىّ دون رؤيتك يشعرنى بيأس وإحباط وكآبة. وجدتنى كالمجنون الذى يهيم فى الشوارع بحثا عنك فى كل مكان. لا أبالغ إذا أخبرتك أننى دائم المرور أمام بيتك لعلى أطالع محياك المشرق من شرفة المنزل – ملهمتى... لا أستطيع أن أصف لك مدى الوقت الذى استغرقه فى التأمل فى وجهك الجميل. يكفينى ابتسامتك العريضة التى تظهر من بين شفتيك الرقيقتين عقدا من اللالئ والفيروز التى يلمع بريقها أمام عينى، بالإضافة لسحر عينيك النجلاوين، وجسدك الممشوق القوام الذى يدل على تحفة فنية أبدعها وصاغها خالق هذا الكون. ويصدق قوله تعالى "الذى خلقك فسواك فعدلك". إننى لا أملك عند رؤيتى إياك إلا ترديد قوله تعالى "فتبارك الله أحسن الخالقين"– ملهمتى... أننى أؤمن بأن بين القلب والقلب رسول. فقد أخبرنا رسول الله أن "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف" – ملهمتى... إننى أشعر أنك تشعرين بما يلم بى تجاهك ومدى ارتباط مشاعرى نحوك. أشعر أنك تفهميننى وتعرفين مقاصدى نحوك. وإلا فبم تعللين سيرى إليك وسرعة دقات وقوة خفقان قلبى واحمرار وجهى واهتزاز نبرات صوتى عند الحديث إليك؟. أليس كل هذا أمارات وعلامات حب؟ أم لا يزال مجرد إعجاب بك؟، صدقينى إذا أخبرتك أننى أيضا لا أعرف بم أعلل هذا! – ملهمتى... أوقات كثيرة أشعر أن مشاعرك نحوى لا تختلف كثيرا عن مشاعرى نحوك. فلم لا نبوح كلانا بما نشعر وننحّى الخجل جانبا؟، -ملهمتى... هل ما يحدث لكلينا من الممكن تسميته بالحب الصامت؟ الذى لا يستطيع فيه المحب البوح لمن يحب بمشاعره وعواطفه تجاهه، بينما نترك ابتساماتنا ونظراتنا تبوح بما يجول داخل قلبينا – ملهمتى... إننى منتظر تعقيبك الذى قد يكون كتابة أو يكون ابتسامة عريضة تظهر اللؤلؤ المكنون من بين شفتيك فى أول لقاء بعد هذه الرسالة. أخيرًا ملهمتى... أن الفرق بينك وبين من عرفت من قبل كالفرق بين الشمس وسائر الكواكب. كقول الشاعر المتنبى لسيف الدولة. كأنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب * ديروط