أطباء يحذرون: عمليات علاج مرض السكر بالخلايا الجذعية فى مصر نصب واحتيال ولا تغنى عن استخدام الأدوية.. ويؤكدون: ما زالت قيد التجارب ونسبة الشفاء لا تتجاوز 1% بحسب الأبحاث

فجر أطباء السكر مفاجأة بعد نشر أخبار عن إجراء عمليات ناجحة لزراعة خلايا جذعية لعلاج مرضى السكر فى بعض المستشفيات بمصر، مؤكدين أن هذه العمليات ما زالت فى طور التجارب فقط وأن الادعاء بنجاحها فى شفاء المرض يعتبر من باب النصب والاحتيال، على الرغم من أن أطباء السكر يعتبرونها أملا لمرضى السكر ولكن فى المستقبل القريب وبعد التحقق من الأبحاث والدراسات التى تجرى عليها.
خبراء مرض السكر فى العالم يصفون مرض السكر بأنه الوباء القادم نظرًا لزيادة أعداد المرضى المتزايدة على مستوى العالم ففى مصر هناك 7 ونصف مليون مريض يعانى من السكر وهناك عدد آخر من المرضى لا يعرفون إصابتهم بالمرض ما يعرضهم للمضاعفات الخطيرة الناتجة عن مرض السكر.
وتصنف مصر بأنها رقم 9 على مستوى العالم فى نسب الإصابة بالمرض ومن المنتظر أن تصل إلى رقم 7 خلال السنوات المقبلة ورغم ظهور أدوية جديدة يوميًا لعلاج مرض السكر إلا أن هذه الأدوية لا تخرج عن كونها تعمل على ضبط معدل السكر فى الدم فقط لتجنب حدوث مضاعفات المرض ولكنها لا تؤدى إلى الشفاء التام من مرض السكر.
الدكتور مرسى عرب أستاذ الباطنة والسكر بطب الإسكندرية نائب الرئيس السابق للاتحاد الدولى للسكر ورئيس الرابطة المصرية للسكر يؤكد أن تجارب الخلايا الجذعية بدأت فى العالم منذ أكثر من 15 عامًا والأبحاث العلمية فى تطور مستمر ولكن لا تزال استخدام الخلايا الجذعية للوصول إلى تخليق خلايا قادرة تمامًا عن الاستغناء عن خلايا البنكرياس ما زال فى طور الأبحاث العلمية التى لم تتجاوز صفة الخيال العلمى إلى الحقائق العلمية النهائية لأن هناك مشاكل كثيرة علمية لم يتم التوصل النهائى إلى حلها قبل الوصول إلى هذا الهدف النهائى المستقبلى وبالتالى فالادعاء بأن هناك عمليات بالخلايا الجذعية تستطيع علاج مريض السكر فى الوقت الحالى يعتبر منافيا للواقع وضربا من الخيال.
وتابع أن هناك بعض الدول تشيع أن لديها معامل تقوم بعمليات زراعة الخلايا الجذعية بصفة علاجية للاستغناء عن وسائل العلاج التقليدية بالأنسولين محذرًا من العمليات التى تجرى فى مصر أيضًا على نطاق واسع وفى مستشفيات كبيرة موضحًا أن هناك نجاحات فى استخدام الخلايا الجذعية فى مجالات أخرى غير السكر كإصابات النخاع الشوكى بإنتاج خلايا عصبية من الخلايا الجذعية وينشر من وقت لآخر نتائج بعض العمليات فى هذا المجال ولكنها حالات محدودة للغاية وما زال المستقبل العلمى يبشر بالوصول إلى المراحل التى يتم فيها نضج هذه الأبحاث بحيث تدخل إلى مجالات التطبيق العلاجى فى الواقع.
وقال إن المستشفيات التى تقوم بهذه العمليات تقوم بها من باب النصب والاحتيال وكلها دعايات وليس لها أى أساس علمى.
ويضيف: "فى مجال استخدام الخلايا الجذعية آخر الأبحاث تسعى إلى إعادة تأهيل خلايا الجسم البشرى البالغ إلى مرحلة القدرة على تكوين أنواع مختلفة من الخلايا من الخلية الواحدة وبمعنى آخر إعادة قدرة الخلية البالغة النمو إلى مرحلة تشبه الخلية الجذعية التى مصدرها الطبيعى الأصلى من الأجنة وبذلك أمكن الاستغناء عن الأجنة كمصدر للخلايا الجذعية وهى المصدر الأصلى وبذلك يمكن التغلب على المشكلة الأخلاقية القانونية من إساءة استخدام الأجنة البشرية حيث قد أمكن بالفعل من استخدام خلايا من شخص بالغ والتعامل معها بالوسائل الجينية لإعادتها إلى التركيب المشابه للخلية الجذعية ثم إعادة تخليق انواع مختلفة من الخلية المولدة حسب نوع الخلايا المطلوب إنتاجها والتى تسمى فيبرو بلاست".
وأشار إلى أنه تم اكتشاف أنواع من الخلايا الجذعية بالسائل الامنيوسى المحيط بالجنين وبالتالى يمكن استخدامه كمصدر بديل للاستغناء عن استخدام الأجنة ذاتها كما أن هذه الخلايا يمكن تبريدها وتخزينها سنوات طويلة ثم إعادة استخدامها لتخليق أنواع جديدة من الخلايا المختلفة تمامًا كما هو الحال فى الخلايا الجذعية الجنينية.
وقال إن هذا السائل عادة ما يتم فقده أثناء الولادة ولا قيمة له بعد ذلك أصبحت الآن مصدر من مصادر الخلايا الجذعية والتى يتم استخدامها علميًا عن طريق الهندسة الجينية لتخليق أنواع مختلفة من خلايا الكائن الحى حيث إن الخلية الجذعية يمكن ان تتخلق منها خلايا عصبية وعضلية وقلبية وبنكرياسية.
وقال الدكتور مغازى محجوب أستاذ الباطنة والسكر بطب عين شمس رئيس الجمعية المصرية لزراعة خلايا البنكرياس إن الخلايا الجذعية التى تستخدم فى علاج مرضى السكر ما زالت مجرد أبحاث على الحيوانات محذرًا المرضى من السعى خلف الإعلانات لأنها مجرد عمليات نصب على المرضى خاصة أن الذين يدعون ذلك ليس لها علاقة بهذه الأبحاث ولم يقوموا بأى منها سواء فى مصر أو فى الخارج.
وأشار إلى أن هناك أبحاثًا تجرى ومستمرة فى وحدة زراعة خلايا البنكرياس بطب عين شمس على الخلايا الجذعية واستخدامها فى علاج مشاكل ومضاعفات مرض السكر مثل التهاب الأعصاب الطرفية وقرحة القدم السكرى وتأثيرها فى علاج مضاعفات مرض السكر وهى حققت نجاحات تمثل 80% ويتم تطبيقها حاليًا فى مستشفى الدمرداش حيث تستخدم الخلايا الجذعية فى علاج مضاعفات مرض السكر وليس فى علاج المرض.
وأكد الدكتور على عبد الوهاب استشارى أمراض السكر والغدد الصماء بطب قصر العينى أنه لم يتم إجراء تجارب ناجحة فى مجال علاج السكر بالخلايا الجذعية فهناك بعض الأبحاث خارج مصر أدت إلى نجاح بسيط جدًا ولفترات قصيرة لم تتجاوز بضع أشهر أمكنهم من خلالها الاستغناء عن علاج السكر لمدة عام والنسب لا تتعدى 1% فى العالم وهذا من واقع الأبحاث العالمية أن الذين أجروا تجارب عليهم فى زراعة الخلايا الجذعية لم يحققوا نسب شفاء تتجاوز ال1% فقط ولمدة قصيرة جدًا ويعود المريض إلى تناول الأنسولين مرة أخرى.
وطالب الجهات المختصة بالتحقق مع الذين يقومون بعمليات الخلايا الجذعية فى مصر لأنهم يعطوا أمل للناس بالشفاء وهذا الأمل ليس له سند علمى دقيق موضحًا أن العمليات التى تجرى خارج مصر تكلفتها مرتفعة جدًا ولا تحقق الشفاء التام من المرض فألمانيا مثلاً تكلفة العملية فيها لا تقل عن 30 ألف يورو أى ما يعادل 300 ألف جنيه ولا تحقق نتيجة مؤكدة فهى ما زالت أمل لمرضى السكر ولكنها ما زالت تحت التجربة ولم تقتنع بها جمعيات السكر العالمية إلا أنه مجال للبحث لابد أن يستمر حتى يحقق الهدف المنشود وهو الوصول إلى شفاء تام من مرض السكر باستخدام الخلايا الجذعية.
موضوعات متعلقة :
مؤتمر المصرية لزراعة خلايا البنكرياس يعلن: "الامنيوسى" غنى بالخلايا الجذعية