فى روايته "كشف هيئة" الصادرة عن دار "ملامح" استطاع الروائى على سيد أن يعرى المجتمع ويستعمل "الجنس" كتيمة أساسية جعلها مدخلاً للإسقاط على الواقع بمشكلاته الاجتماعية والاقتصادية، التى لم يسلم منها هو نفسه وحتى روايته التى كان ينوى نشرها منذ عام 2007 ولم تخرج إلى النور إلى قبيل معرض الكتاب لهذا العام، عن روايته وعن مشكلته مع الناشر كان لنا معه هذا الحوار: فى مقالك "حكايتى مع روايتى" تحدثت عن المعاناة التى واجهتك حتى تنشر الرواية... قاطعنى.. المعاناة لم تنتهِ حتى الآن وإلى هذه اللحظة لم أرَ الرواية، فالناشر لم يوزعها على المكتبات ولم يعرضها بجناحه بمعرض الكتاب، وأفكر بشكل جدى فى نشرها مرة أخرى، فالناشر غير ملتزم، بل وكاذب يؤكد لى أن الرواية معه "وتعالى خد النسخ" وأفاجأ أن الرواية لم تدخل المطبعة، بل ووصل به الأمر إلى تحديد موعد لحفل التوقيع، وأعلن عن ذلك على "الفيس بوك" دون أن ينتهى من طبع الرواية. وهل من مصلحة الناشر أن يضطهد "كاتباً ينشر لديه، وإذا كان يضطهدك هل يضطهد نفسه ويقف ضد كتاب نشره؟ الناشر لا يضطهدنى وحدى، لأن القصة تكررت مع العديد من الكتاب والمبدعين، وليس أدل على ذلك من الأزمة الشهيرة بينه وبين "مروة رخا". قبل أن نتحدث عن الرواية ألا ترى أن الغلاف مستفز ويثير الاشمئزاز؟ أتفق معك فى ذلك، فالغلاف لا يعبر عن مضمون الرواية ولكننى اضطررت للموافقة عليه بعد أن كان الناشر يؤخر نشر الرواية متعللاً بالغلاف حتى إنه غيره 3 مرات واستقر على هذا الأخير، وقال لى "الغلاف بياع" وقد كنت مللت من الانتظار فوافقت "وخلاص". ألا ترى أنك استخدمت تيمة "الجنس" بشكل زائد ودون ضرورة فنية؟ لا أتفق معك فى هذا، فاستخدام الجنس فى الرواية أساسى، لأنه يعتبر المدخل الرئيسى للعديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التى نعانى منها نحن "جيل الشباب" وأهمها مشكلة البطالة، ومن يقل غير ذلك فهو واهم، ولا أتصور أن بطل الرواية كان سيمارس "العادة السرية" ويعمل بمقهى للشيشة، رغم إنه من حملة المؤهلات العليا، لولا الفقر والحاجة وعدم قدرته على الزواج، كما أن البطل لم يقم بهذه الممارسات بدافع الشذوذ، ولكنه كان يفعل هذا تدفعه غريزته التى لا يجد لها متنفساً شرعياً ومقبولاً. هل تسعى لتبرير أفعال بطلك، حتى إنك أوجدت له أسباباً تبرر له "التحرش الجنسى" أيضا؟ لا أبرر له، ولكن "البطل" يعانى من مشكلات اقتصادية واجتماعية كما ذكرت أثرت على حالته النفسية وجعلته يبرر لنفسه الخطأ، فالتحرش يجرى بموافقة الفتاة ورغماً عنه كما يقول. هناك جدلية تستند إليها شخصية البطل الذى يقرأ القرآن بعد أن يمارس "العادة السرية" فماذا تقصد من وراء ذلك؟ البطل يعانى من حالة فصام، هو جزء من التناقض الذى يعانى منه الشارع والمجتمع بين التدين واللا تدين، فيمكن رؤية بعض الفتيات يرتدين الحجاب على رؤوسهن، ويلبسن ملابس ضيقة تكشف أكثر مما تغطى، أظن أن لدينا خللا ما فى القيم والمفاهيم. تناولت أيضاً ما يحدث داخل المؤسسات الثقافية الحكومية، وتحدثت عن علاقات غير شرعية ورشاوى بين الموظفين والكتاب، ألا ترى أنك متحامل بعض الشىء؟ لست متحاملاً لقد عملت لمدة 7 أعوام فى مؤسسة ثقافية حكومية كبيرة، وقابلت نماذج كثيرة من الموظفين الذين يعانون من المرض النفسى، ناهيك عن انتشار الرشاوى والمحسوبية، ولكننى التمس لهم العذر، فالهيئة تعانى من ترهل شديد ويعمل بها 3 آلاف موظف لا يعمل منهم فعلياً سوى 100 شخص فقط. ولماذا أوردت شخصية "اليسارى" بشكل عابر، ألا ترى أن ظهورها مفتعلاً وخارج نسيج العمل؟ قصدت هذا لأن اليسار المصرى ليس له دور ملموس ولم يقدم شيئاً للحركة السياسية مما أثر على وانطبع على العمل. كذلك فإن حضور "الشاذ جنسياً" فى الرواية أيضاً يبدو مفتعلاً؟ لقد وضعت البطل فى مواجهة مع الشاذ جنسياً حتى أؤكد أن الشباب رغم ما يمرون به من أوضاع سيئة، إلا أن ذلك لا يؤدى بهم إلى الوقوع فى الرذيلة والاستسلام لإغراءات المال بشكل كامل، أى أننى جئت به لأدافع عن البطل. وماذا عن مشاريعك القادمة؟ أعمل حالياً على رواية جديدة تدور أحداثها ما بين الإسكندريةوسراييفو وقد مكثت فى الإسكندرية 3 أشهر حتى أتعايش مع الأماكن والشخصيات وسأذهب إلى هناك مرات عديدة، أما سراييفو فسأكتفى بالقراءة عنها. موضوعات متعلقة.. فصل من رواية "كشف هيئة" للكاتب على سيد