الخروج حرام والتلفزيون والجرايد وكل من يظهر عليه كفرة، هذا ما عاشت فيه الزوجة صاحبة ال27 عاماً، منذ أن تزوجت فى سن ال17 كادت أن تصاب بالجنون بسبب الخوف والاضطرابات التى عاشت فيها وتمنت أن تموت هربا من حياة مليئة بالكبت، وأخيرا حصلت على الطلاق من محكمة الأسرة بمصر الجديدة فى الدعوى رقم 9876 لسنة 2013. صمتت «هناء. ف» لتستجمع تاريخها المرير مع زوجها ثم قالت: طلقت من زوجى بعد الأزمة الأخيرة التى أطاحت بسيطرة الجماعات الجهادية على حكم مصر، وأحمد الله أننى خرجت من تجربة الوقوع تحت قبضت «عبدالرحمن. س» الزوج الذى حاول أن يجعلها مريضة بالخوف من الحرام والحلال، والذى يسطر على فكرة مفاهيم متطرفة إلى أقصى درجة، والذى جعلنى أؤمن بأنه أسوأ اختيار قمت باتخاذه. وتابعت فى حزن على حياة قضتها مع زوج متطرف: كان يرى الحياة كلها حراما، جعلنا نتحول إلى آلات بسبب الخوف، كأننا نمشى على خط مستقيم نفزع عندما نظن أننا أخطأنا بسبب أنه لن يرحمنا أحيانا، كنت أسال نفسى الله يرحم، فكيف حالنا نحن كيف نفعل ذلك فى أنفسنا وأتساءل هل فعلا أنا وأولادى كفرة وغير ملتزمين وسندخل النار، ومرت الأيام ولم أتحمل، وعندما جاءت الفرصة هربت معهم بعيدا عنه وعائلته لعلنى أجد الاستقرار لأربى أولادى على احترام الجميع وعدم تكفير أى شخص، فالله وحده هو من يختار من يدخل الجنة، ومن يدخل النار، وليس زوجى السابق الذى أصبح موكلا بالحكم على نوايا المصريين، وجميع من نعرف فقد تسبب فى خسارتى كل أصدقائى ونبذى من الجميع. ولم يكن الحال بأحسنه أثناء فترة التسعينيات وانتشار الجماعات الجهادية والإرهاب الذى أسفر عن هروب الزوجات وطلاقهن بعد عيش جحيم التطرف، وذهاب أزواج البعض منهن إلى السجون بتهم تمس الأمن القومى. ومن أشهر الحالات أيضاً «آمنة. س» زوجة أحد السجناء المتهمين بارتكاب أعمال إرهابية التى قالت: المجتمع كان مختلفا فى التسعينات فلم تكن التكنولوجيا ووسائل الاتصال منتشرة بين الأسر، فلم يكن من السهل على زوجة أن تخالف أوامر زوجها وإذا فكرت فمن الممكن أن تتعرض إلى العقاب والحرمان من حق الحياة، وهذه هى حالتنا، وخصوصا زوجات المتطرفين، لذا لم أجد بديلا إلا تحمل الحياة فيما يشبه السجن مع زوجى الذى كان كل شىء بحساب، حتى النفس فهو يخاف من أن يفتضح أمره ويخاف من الجهات الأمنية، ويخاف منى ويعاملنى كأننى جاسوسة عليه. وأضافت «آمنة»، وحاولت الانفصال عنه ولكن لا حياة لمن تنادى، فأهلى يرون أن الطلاق أبغض الحلال، فهم مثله متشددون لأبعد درجة، وإذا ضربنى لا يهمهم، واستمررت معه حتى انخرط فى تنظيم جهادى وقام بارتكاب عمليات تحرضية ضد الدولة، وبعد ذلك تم سجنه، وعندها وجدت الفرصة سانحة أمامى للهرب من الحياة معه والطلاق، وبالفعل حصلت على الطلاق بعد سنة من سجنه.