سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بدو جنوب سيناء يدشنون حملة لإعادة السياحة للمنطقة.. ومجموعة من الأجانب يتجاهلون التحذيرات بخطورة زيارة "أرض الفيروز" ويرفعون العلم المصرى فوق جبل "عباس باشا"
"مثل العديد من مناطق الجذب السياحى فى مصر، تقع منطقة جنوبسيناء فى قبضة أزمة السياحة منذ ثورة يناير"، هكذا تصف صحيفة "هافينجتون بوست" المشهد فى منطقة سانت كاترين، مشيرة إلى أن مدنا ازدهرت بالسياحة مثل شرم الشيخ ودهب وطابا، باتت أشبه بمدن الأشباح. ومع ذلك، لا مكان عانى فى جنوبسيناء بقدر المناطق بالداخل، تقول الصحيفة الأمريكية، فى تقريرها الصادر الاثنين: "فى الجبال الوعرة فى أنحاء سانت كاترين، حيث تعيش المجتمعات البدوية، كانت الأمور صعبة للغاية، بدون السياحة التى تمثل مصدر رزق أساسيًا للسكان". وعلاوة على أزمة السياحة، فإن سيناء تعانى، منذ سنوات، من المتطرفين وهناك سلسلة من القصص الأسبوعية المتشابهة عن التفجيرات. وطالما تم تصوير سيناء باعتبارها مثال قلب الظلام فى مصر، وعززت التحذيرات الحكومية هذه الصورة، فضلا عن تحذيرات السفر التى تصدرها الحكومات الغربية عن جنوبسيناء. وحتى عندما تم رفع هذه التحذيرات من المنتجعات الساحلية، مثل شرم الشيخ ودهب، فإن الوضع بقى كما هو بالنسبة للداخل، إذ أن تلك التحذيرات لم تمنح فقط مزيدًا من المصداقية بأن جنوبسيناء منطقة خطرة، ولكن جعل الأمر أصعب على السياح أن يحصلوا على تأمين سفر، مما وضع عقبات عملية فى طريق السياحة. وتقول الصحيفة "بالنسبة لمجتمعات البدو المحلية، فإنهم يعتبرون ما ينشره الإعلام مجرد روايات كاذبة عن موطنهم، كما لو أن ما يشاع يراد أن يتوافق مع قصص مختلقة لا مكان لها على أرض الفيروز". لكن مؤخرا، التقت جماعة محلية فى سانت كاترين، بقيادة شخصيات بدوية من قبيلة "جيبيلية"، لمناقشة سبل تحدى هذا التحريف المستمر والتواصل مع العالم الخارجى بطريقة أكثر دقة وإيجابية، لتغيير التصور الخاطئ عن سيناء وتشجيع عودة السياحة للمنطقة. ومن هذا الاجتماع جاءت فكرة تنظيم جولات خاصة، لأشخاص من جميع أنحاء العالم لإرسال رسالة حول السلامة فى المنطقة، وبعد شهر من التخطيط، تم تنفيذ الفكرة أخيرًا خلال عطلة الأسبوع الماضى. والتقى أكثر من 60 شخصًا، من مصر ودول بعيدة مثل النمسا وتشيلى وروسيا والمملكة المتحدة ونيوزيلندا، فى منطقة سانت كاترين، جنبا إلى جنب مع بدو من مختلف قبائل سيناء، فضلا عن عائلات وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات. وتسلق السياح واحدًا من أكبر الجبال فى سيناء، وهو جبل عباس باشا، وناموا فى بستان بدوى قديم، ثم خرجوا فى صباح اليوم التالى للتجول عبر ممر ضيق يفضى إلى حوض مياه طبيعى بين الصخور. وتشير الصحيفة إلى أن أولئك المتجولين أتوا من أنحاء العالم لدعم المجتمع البدوى المحلى، الذى أدار الجولة من بدايتها لنهايتها، ليقضوا على التصور الخاص بجنوبسيناء كمكان خطير. وفوق جبل عباس باشا، رفع المتجولون علم مصر مرفقا بعبارة "سيناء آمنة". وعلى الرغم من أن البعض شعر بالتردد بعد الهجوم الإرهابى الذى استهدف نقطة عسكرية شمال سيناء أواخر أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 جنديا من الجيش، إلا أن المجموعة استمتعت بجولتها دون أى خطر، وكانت السلامة فى طليعة كل اعتبار إذ كان المنظمين متأكدين تماما أن المكان آمن. وتقول هافنجتون بوست، إنه "عندما تنظر من خلال عيون البدو، فإن سيناء تبدو مكانًا مختلفًا فالمسافرون كانوا بصحبة البدو الذين أبدوا حرصا غير عادى على توفير الحماية والأمن لهم". وتخلص الصحيفة بالقول إنه "كلما زادت الزيارات لجنوبسيناء، أمكن التخلص من ذلك التصور الخاطئ بأنها منطقة خطرة، وكانت هناك آمال بعودة السياحة، التى تشكل مصدر رزق سكانها". فتاة من أوروبا تتجول بجمل فى جبال سيناء برفقة أحد أهالى سيناء مجموعة من السياح يلتقطون صورة مع بدو سيناء السياح يقومون بنصب الخيام