تحدث الباحث فى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيرى بدبى، الدكتور أحمد عبد الله المغربى فى ندوة مخصصة لقراءة منهجية فى ألفية ابن مالك، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب الثالث والثلاثين، موضحاً أن القراءة بشكل عام تأتى فى ثلاثة أنواع أساسية، هى القراءة الإدراكية، والقراءة التحليلية، والقراءة النقدية، مشيراً إلى أن القراءة الإدراكية تركز على الفهم فقط، وتحديداً فهم ظاهر السطور، والقارئ هنا لا يناقش ولا يعترض على ما قرأه، أما القراءة التحليلية، فتتضمن الإدراك من أجل البحث والتأليف، حيث يمكن للقارئ هنا أن يحلل، لكنه يسلم ويوافق على ما كتبه المؤلف، أما القراءة النقدية فهى القراءة التى تتضمن نقداً ومخالفة للكاتب، فالقارئ هنا يدرك ويحلل وينتقد ويخالف. ولفت إلى أن هناك عدة تعريفات للمنهج والمنهجية، لكن المهم فى تلك التعريفات التى تؤشر بصيغة أو بأخرى على عدم الاتفاق والاعتماد على تعريف واحد عام، وعرج على شروحات الآخرين للألفية، ومدى توافقهم معها، أو اعتراضهم وملاحظاتهم عليها، معتبراً أن من أهم شروحات الألفية شرح ابن عقيل، موضحاً أن الألفية لم تؤلف لصغار الطلاب والمبتدئين فى عالم النحو، بل لكبار العلماء، وتم تأليفها لتذكير العلماء، ولمن تبحر فى عالم النحو، وهى ليست للمبتدئين أبداً، وقد اختارها صاحبها لتكون مختصرة جداً كى تكون تذكرة. والألفية متن يضم غالب قواعد النحو والصرف العربى فى منظومة شعرية يبلغ عدد أبياتها ألف بيت على وزن بحر الرجز أو مشطوره، وحظيت ألفية ابن مالك بقبول واسع لدى دارسى النحو العربى، فحرصوا على حفظها وشرحها أكثر من غيرها من المتون النحوية، وذلك لما تميزت به من التنظيم، والسهولة فى الألفاظ، والإحاطة بالقواعد النحوية والصرفية فى إيجاز، مع ترتيب محكم لموضوعات النحو، واستشهاد دقيق لكل واحد من هذه المواضيع، وصاحب الألفية هو محمد بن عبد الله بن مالك الطائى الجيانى. وتتعدد فصول وأبواب ألفية ابن مالك بتعدد فصول النحو وأبوابه، وفى الوقت نفسه يتفاوت طول كل فصل أو باب بحسب ما يحتاجه من الذكر والاستشهاد، وقد ابتدأ ابن مالك ألفيته بالكلام فى اللغة العربية وما يتألف منه. وكثرت شروح الألفية من قبل مجتهدين وعلماء، من بينها شرح ابن هشام الأنصارى وشرح الأشمونى وشرح ابن عقيل وشرح السيوطى، وغيرهم من علماء النحو. وقد لقيت ألفية ابن مالك عناية كبيرة من العلماء، فقام بعضهم بشرحها وإعراب أبياتها، أو وضع حواشٍ وتعليقات عليها، وقد زاد عدد شرَّاح الألفية على الأربعين، من بينهم ابن مالك نفسه، وابنه محمد بدر الدين.