سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لندن تبدأ أول خطوات مواجهة الإرهاب بقانون منع المنضمين لداعش من العودة لبريطانيا.. ويعاقب شركات الطيران التى لا تتقيد بقوائم حظر السفر.. وموقع أمريكى: التنظيم الإرهابى نجح فى إخفاء اتصالاته
كشف رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون عن مشروع قانون يتم دراسته حالياً فى لندن لمكافحة الإرهاب يمنع المواطنين البريطانيين الذين يصبحون مقاتلين أجانب فى الخارج من العودة إلى بريطانيا، وقال فى كلمة ألقاها أمام البرلمان الأسترالى إن مشروع القانون الجديد سيمنع أيضا شركات الطيران التى لا تتقيد بقوائم حظر السفر التى تصدرها بريطانيا أو إجراءات التفتيش الأمنى من الهبوط فى أراضيها. وفى أغسطس الماضى رفعت حكومة كاميرون مستوى التحذير الأمنى فى بريطانيا إلى ثانى أعلى درجة بسبب المخاطر التى يشكلها مقاتلو تنظيم داعش العائدون من العراقوسوريا، ويقدر محللون أمنيون عدد المقاتلين الأجانب فى العراقوسوريا الآن بالآلاف. جاء ذلك فيما أكد موقع "دايلى بيست" الأمريكى أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى وأتباعه ماهرون للغاية فى إخفاء اتصالاتهم، وهو ما يصعب مهمة الاستخبارات الأمريكية فى استهدافهم. وأوضح الموقع أنه بالأمس وفى نفس الوقت الذى أعلن فيه البغدادى نجاته من الضربة الجوية الأمريكية وتعهد فى رسالة مسجلة ب"اندلاع براكين الجهاد"، كان المسئولون الأمريكيون مجتمعين لمناقشة مدى صعوبة تتبع داعش، وقد أثبت البغدادى وأتباعه أنه من الصعب بشكل استثنائى تتبعهم وقتلهم لأنهم يشفرون اتصالاتهم ويقومون بخطوات لتجنب أن يتم تحديدهم من جانب المراقبة الأمريكية، وفقا لعدد من المسئولين السابقين الأمريكيين والحاليين. وأشار الموقع الأمريكى إلى أنه بدون وجود عملاء أمريكيين على الأرض فى موطن داعش بسوريا، وفى ظل العدد المحدود من طائرات الاستطلاع من الجو، فإن اتصالاتهم واحدة من الطرق الأكيدة الوحيدة لمراقبة داعش، فإلى جانب التشفير الذى يقول المسئولون الأمريكيون إنه ثبت صعوبة فكه، فإن عناصر داعش يستخدمون خدمة متاحة تجارية تلغى بشكل دائم الرسائل التى يتم إرسالها عبر الإنترنت مما يجعل من المستحيل تقريبا اعتراضها، حسبما أفاد شخص مطلع الأمر، الذى لم يكشف عن اسم تلك الخدمة، إلا أن هناك تطبيقا معروفا استخدمه داعش يسمى "FireChat" يسمح للمستخدمين بإرسال رسائل لبعضهم البعض دون الاتصال بالإنترنت. ونقل دايلى بيست عن مسئولين بالاستخبارات وشئون مكافحة الإرهاب فى الولاياتالمتحدة قولهم إن داعش عدل أنماط اتصالاته لأنه يعرف أن التنظيم مراقب بشكل دائم، وكان مقاتلو التنظيم يتخذون احتياطيات إضافية لعدة أشهر، واستغرق الأمر وقتا طويلا لاستهداف البغدادى، بعد ستة أسابيع من بدء الضربات فى سوريا وأكثر من ثلاثة أشهر من بدئها فى العراق، وحقيقة أنه لم يقتل فى الهجوم يشير إلى أن داعش يفرض سيطرة مشددة على الاتصالات بين عناصره، لاسيما على مستوى قيادة التنظيم، وقال المسئول المطلع على وسائل المراقبة المضادة لداعش إن هذا التنظيم لديه مستوى عال من الانضباط، كما استخدم أشخاص لنقل بعض الرسائل من أجل تجنب الاتصالات الرقمية تماما. وكان وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل قد شهد أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب، أمس الخميس، بأن داعش يتملص من أجهزة المخابرات الأمريكية، لاسيما مع ضرب التنظيم عسكريا الآن، وقال إن مقاتلى داعش اضطروا إلى تغيير تكتيكاتهم، والتلاعب بالجماعات الأصغر وإخفاء المعدات الكبيرة وتغيير طرق اتصالاتهم. ومن العوامل اأ خرى التى تعقد جهود إيجاد عناصر داعش هو وجود قوات قتالية على الأرض لمتابعة الأدلة التى جمعتها طائرات بدون طيار أو الاستخبارات التى تراقب أرض المعركة من الجو، وقال مسئول سابق "عندما يكون لديك حرفيا قوة على الأرض، تكون فى وضع أفضل للاستفادة من تلك الاتصالات". من ناحية أخرى أبلغ الجنرال مارتن ديمبسى رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مشرعين أمس الخميس أنه سيدرس إرسال مستشارين عسكريين أمريكيين لمرافقة قوات برية عراقية إذا تقدمت ضد متشددى تنظيم الدولة الإسلامية فى مناطق صعبة حول الموصل وعلى الحدود بين العراقوسوريا، وقال ديمبسى أثناء جلسة استماع فى الكونجرس إنه لم يقرر بعد ما إذا كانت مثل هذه التوصية ستكون ضرورية. وقال متحدث إن ديمبسى لم يكن يشير إلى إرسال قوات برية مقاتلة لقتال المتشددين لكنه كان يشير إلى نشر مستشارين للمساعدة فى ضربات جوية وهى فكرة كان آثارها علنا أول مرة فى سبتمبر. وقد تثير تعليقات الجنرال الأمريكى قلقا سياسيا قبل أيام قليلة من موافقة الرئيس باراك أوباما على زيادة عدد الجنود الأمريكيين فى العراق ليصل إلى 3100 من العدد الحالى البالغ 1600 وهو ما سيضيف المزيد من المستشارين وأيضا الجنود لتدريب القوات العراقية، وقال ديمبسى إنه "يدرس بالتأكيد" إرسال مستشارين أمريكيين لدعم القوات العراقية. وأبلغ وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل اللجنة بأن الحملة الجوية التى تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتى تتعرض لانتقادات لصغر عدد الضربات الجوية سيجرى تكثيفها مع تزايد قدرات القوات العراقية إلى الحد الذى يمكنها التحول إلى الهجوم، وحث ديمبسى وهاجل الكونجرس على الموافقة على تمويل إضافى بقيمة 5.6 مليار دولار لتلك الحملة.