قبل الميلاد بحوالى 3200 سنة كان الملك نارمر يوحد مدينة "من نفر".. أو كما نعرفها الآن باسم "القاهرة الكبرى".. ومنذ ذلك الحين تطورت القاهرة وتغير شكلها آلاف المرات ورسمت ملامحها التى نعيشها الآن آلاف السنوات من التطور والبناء والأخطاء، حتى أصبح لها روح تلازمها وتفاصيل خاصة لا تنافسها فيها مدينة أخرى – بالتأكيد لم يكن يتوقع نارمر هذه التفاصيل-، من بين هذه التفاصيل الصغيرة هى رحلات المصريين اليومية للبحث عن أشياء بعينها يعتبر البحث عنها فى شوارع القاهرة كالبحث عن إبرة فى كوم قش، ويعتبر من يجدها صاحب يوم الحظ، أو كالفائز بتذكرة اليانصيب. 1- الركن.. من استطاع إليه سبيلا مالك السيارة الخاصة فى القاهرة ما يشغل همه فى الصباح هو مكان انتظار سيارته، والسؤال المهم لكل شخص يستعد لزيارة عائلية أو خدمية "فى ركنه فى المكان ولا لأ؟".. وهذا السؤال ببساطة يمكن أن ينهى فكرة الخروج من المنزل، وهو ما قرر البعض استغلاله كمهنة تزايدت فى شوارع القاهرة بعنوان "سايس"، ومع زيادة أزمة الركنة تتزايد المهنة حتى توحشت فى مناطق معينة مثل حى الحسين، الذى تبدأ الركنة فيه على أرصفة الشوارع ب 10 جنيهات، وتزيد فى المناسبات حتى تصل أحيانا إلى ثلاثين جنيها يدفعهم أى زائر إجباريا لما يطلقون على أنفسهم "سياس". كاريكاتير ابتسامة موظف حكومة 2- موظف حكومة "بيضحك".. الحمد لله أننا مش زى سوريا "بس العراق وفسلطين أحسن مننا" لا تختلف صعوبة استخراج أى ورقة حكومية، عن البحث عن موظف حكومة مبتسم، الجولات بين زحام المصالح الحكومية ومكاتب الموظفين لو بحثت عن صفة مشتركة فيها ستكون هى ببساطة "البؤس"، كما لو أن هذه المكاتب عششت فوقها أكوام من الكآبة، ونسوا أنهم الشعب الذى اخترع أعظم حكايات جحا، والذى خرج منه نجيب الريحانى وإسماعيلى يس وفؤاد المهندس وعادل إمام وآلاف المضحكين الذين مازال صدى ضحكاتهم يتردد فى أرجاء الوطن العربى بأكمله حتى الآن. على كل الأحوال الأممالمتحدة بنفسها أكدت أن مصر الآن دولة متراجعة بالنسبة لمعدل السعادة، حيث جاء ترتيب مصر فى المركز 130فى مؤشر السعادة العالمى عن عام 2013، وهذا ما يعتبر ترتيبا سيئا للغاية حيث نتفوق فى الدول العربية على اليمن وسوريا فقط التى جاءت فى المركز 184 ولكن حتى دول مثل العراق وفلسطين جاءوا أفضل منا. 3- قليل البخت "تطلع له الزحمة فى الكوبرى" مع زيادة الكتلة السكانية فى القاهرة وظهور العشوائيات، لجأت الحكومات فى حقبتى الثمانينات والتسعينات إلى التوسع فى إنشاء ومد الكبارى، على اعتبار أنها ستكون الحل السحرى لزحام القاهرة، ولكن الشعب قليل البخت "تطلع له الزحمة فى الكوبرى"، فأصبحت كبارى القاهرة مواقف انتظار، فالجميع يمكنه تحديد متى سيصعد إلى الكوبرى، ولكن موعد النزول لا يعلمه إلا الله، ولذلك يبحث المصريون يوميا عن "كوبرى فاضى"، ومن يجد، يقضى فى الغالب باقى يومه سعيدا بالحظ الذى حالفة، وبركة دعاء والدية التى ناله نصيبا منها. زحام كبارى وشوارع المحروسة لا يبدو أنه سينتهى قريبا، حيث توقع تقرير صادر عن الأممالمتحدة عن أوضاع المدن الكبرى فى العالم تقدم القاهرة إلى المركز ال13 بين المدن الأكثر ازدحاما فى العالم بحلول عام 2025، بعد أن كانت فى المركز ال15 فى 2007. كاريكاتير صعوبة الحصول على سرير فى المستشفى 4- سرير فى مستشفى فى القاهرة من الممكن أن يموت المريض وهو يبحث عن سرير فى مستشفى، ويشفى آخر "بالبركة" قبل أن تمر أيام انتظار دخوله إلى المستشفى، موعد دخول المريض المستشفى هنا لا يحدده الطبيب كما لا تحدده حالة المريض الصحية، ولكن فى الغالب يحدده سرير المستشفى حينما يكون فارغا. وبلغة الأرقام، كشف تقرير لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة عن انخفاض عدد الأسرة فى المستشفيات فى مصر من 125 ألف و457 سريرا فى 1998 إلى 115 ألفاً و735 سريرا فى 2011، بدلا من زيادتها بما يواكب الزيادة الكبيرة فى عدد السكان. وأشار التقرير إلى أن عدد الأسرة فى المستشفيات الحكومية بوزارة الصحة، نقص من 71 ألفاً و694 سريرا عام 1998 إلى 41 ألفاً و647 سريرا فى 2011، وفى المقابل زادت نسبة عدد الأسرة فى القطاع الخاص من 15 ألفا و259 سريرا عام 1998 إلى 29 ألف 393 سريرا عام 2011. مشلكة سرير العناية المركز 5 حالاقاتك برجالاتاك مفيش "حضانة أطفال لأولادك" إلى جانب الأمنيات والدعوات التى تتلقاها الأمهات الآن بأن يخرج أولادهم إلى الدنيا فى أفضل حال، هى أن لا يحتاج هؤلاء الأطفال إلى حضانة، كى لا يكونوا من بين 270 ألف مولود يبحثون عن دور فى 4 آلاف حضانة. من 10 سنين نفسى فى عيل.. ولما ربنا رزقنى كانوا 3 توائم ولدوا قبل موعدهم "مبتسرين " يأتى هذا التليفون على برنامج الإعلامية شريهان أبو الحسن المذاع على فضائية أون تى فى، ويرد مسئول بوزارة الصحة فى نفس البرنامج أن مصر بالفعل تعانى أزمة شديدة فى الحضانات. نفس التصريحات أكدها الدكتور شريف الأنوارى مدرس طب الأطفال بطب قصر العينى، ومدير وحدة الأطفال المبتسرين بقصر العينى، والذى قال إنه من المعروف أن هناك ما يقرب من 2 مليون و700 ألف مولود سنويا فى مصر ويحتاج 10% من هذا العدد إلى حضانة فى حين أن عدد الحضانات الموجود حاليا 4000 حضانة فقط.