يشكل جناح مكتبة الإسكندرية المشارك فى الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولى للكتاب، وجهة للباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث والمخطوطات، حيث يقدم لرواده مجموعة متنوعة من الإصدارات المطبوعة، والتسجيلات الصوتية والبصرية، التى لا تؤرخ للموروث الحضارى المصرى فحسب، وإنما تشكل ذاكرة للتاريخ الإنسانى على امتداد حضاراته المتعاقبة. واستناداً على ما تتمتع به من ماضٍ عريق، يمتد من فترة تشييدها على يد بطليموس الأول فى عام 288 قبل الميلاد، وحتى إعادة افتتاحها بثوبها الجديد عام 2002، يواكب جناح مكتبة الإسكندرية هذه الريادة التاريخية المستحقة عبر ما يوفره من إصدارات، تكشف عن روح التفاعل بين الشعوب والحضارات التى مرت على مصر، وتركت بصماتها على كل مكان فيها، بما فى ذلك ملمس الحجر وملامح البشر. ويقول إيهاب الرفاعى، مدير المعارض الخارجية فى مكتبة الإسكندرية، والمسؤول عن جناحها فى معرض الشارقة الدولى للكتاب: "إن المكتبة تسعى إلى أن تكون سفارة عالمية للمعرفة، تنتجها وتنشرها لمختلف الشعوب، كما تمثل مركزاً للتعلّم والتسامح والحوار والتفاهم عبر إصداراتها المختلفة، والتى تستعيد من خلالها روح الانفتاح والبحث التى ميزت المكتبة القديمة". ويشير إلى أن ما تصدره المكتبة من كتاب، ومجلات، ونشرات دورية، وبوسترات، وخرائط، وأفلام، وثائقية، وأقراص صوتية، يركز على توثيق تاريخ وتراث مصر والوطن العربى والعالم الإسلامي، على مدار العصور التى تعاقبت على الأرض. ويؤكد الرفاعى أن مكتبة الإسكندرية تحرص على المشاركة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب باستمرار، بفضل الرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتى جعلت المعرض الرابع فى العالم، من حيث عدد الأجنحة المشاركة وعدد الزوار وحجم المبيعات، والتى أسهمت فى جعله قبلة لنخبة المثقفين والباحثين الذين تتطلع المكتبة إلى التواصل معهم. مضيفاً أن الإصدارات التى يوفرها الجناح لزواره، تشمل موضوعات التاريخ، والجغرافيا، والعمارة، والفنون، والنقوش، والكتابات، والمخطوطات، والصحافة، والسيرة الذاتية، إضافة إلى الحضارة المصرية القديمة. وتتميز مشاركة المكتبة هذا العام بتوفيرها، وللمرة الأولى، إصدارات معهد المخطوطات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، والذى انتقل من الكويت إلى القاهرة. كما يوفر الجناح أعداد مجلة "ذاكرة مصر" منذ صدورها فى يناير 2010، والتى توثق لتاريخ مصر، وللحياة اليومية لأهلها وزوارها بالصور والوثائق، وتعتبر مرجعاً للباحثين فى مختلف جوانب الحضارة المصرية المعاصرة. ويتضمن الجناح أيضاً الأعداد ال24 التى صدرت حتى الآن من نشرة "مراصد" التى تبحث فى أهم الظواهر الاجتماعية الجديدة فى العالمين العربى والإسلامي. ومن أهم الإصدارات الجديدة فى جناح المكتبة، كتاب "الجامع الأزهر الشريف" المكون من مجلدين، والصادر عن مركز دراسات الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامى فى مكتبة الإسكندرية، ويعرض بالنص والصور والخرائط والمخططات التاريخية النادرة، وبطباعة فاخرة ملونة، لمعالم العمارة المتفردة فى منطقة الأزهر الشريف، بما تشمله من جوامع، ومساجد، وبيوت، ومدارس، وأسواق، ومحلات تجارية". وهناك كتاب "سيرة العميد سيد إبراهيم - قراءة فى سيرة عميد الخط العربي" من إعداد محمد حسن، والصادر عن مركز دراسات الكتابات والخطوط فى المكتبة. ويعرض هذا الكتاب لرائد قل نظيره فى الخط العربي، والذى يعتبر أهم خطاطى الجيل الثانى فى المدرسة المصرية للخط، بعد جيل محمد مؤنس زادة وتلاميذه. ومن بين جديد مكتبة الإسكندرية أيضاً الكتاب المصور "قصور وحدائق المنتزه" لمحمد عوض، والمتوفر باللغتين العربية والإنجليزية، ويستعرض فيه مؤلفه بالصور والوثائق تاريخ هذا الموقع العريق فى مدينة الإسكندرية بإطلالته على البحر الأبيض المتوسط. ويتناول كتاب "تاريخ البريد فى مصر" لمؤلفه عبد الوهاب شاكر، وهو أحد إصدارات سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة، أبرز محطات تطور الخدمات البريدية فى مصر، ويتضمن العديد من الصور النادرة لطوابع البريد القديمة، وقوائم أوزان وأسعار الطرود البريدية التى كانت توضع فى مكاتب البريد على امتداد الدولة المصرية، وفى فترات تاريخية مختلفة. ويتوفر فى جناح المكتبة بمعرض الشارقة الدولى للكتاب كذلك، كتاب "بيت السناري"، وهو أحد البيوت التراثية والتاريخية فى منطقة السيدة زينب بقلب القاهرة القديمة، والذى أصبح اليوم مقراً للنشاطات الثقافية التى تنظمها مكتبة الإسكندرية فى العاصمة المصرية، والتى تشمل المحاضرات، وحفلات توقيع الكتب، وورش العمل. ويتناول الكتاب تاريخ هذا البيت الذى كان مقراً للأمير إبراهيم السنارى، وهو مكان يتجاوز قيمته المعمارية والفنية الأثرية، حيث يجسد تاريخ القاهرة فى فترة تحول جوهرية من تاريخ العاصمة المصرية ألا وهى نهاية العصر العثمانى ومجىء الحملة الفرنسية على مصر.