ما أن يطوى المصريون كارثة، حتى يستيقظوا على أخرى، وتتوالى الأحداث وتتعاقب الكوارث، من تفجيرات هنا وهناك، إلى حوادث طرق، إلى استهداف رجال الأمن فى كل مكان، إلى انهيار منازل على رؤوس أصحابها، وانتشار حوادث السرقة، وقطع الطرق والسطو المسلح، مرورا بحوادث القطارات والعبارات النيلية، ويظل الجانى مجهولا متسترا تحت عباءة الإهمال وعدم تقدير المسئولية. والغريب فى الامر أن الجرائم تتكرر بنفس الأساليب، وفى نفس الأماكن، وبنفس الوسائل، ومع ذلك يظل الجانى غير معروف، ويظل المسئولون غير قادرين أن يضبطوه، أو القائمون على منع هذه الجرائم، يتزرعون بحجج واهية لاتسمن ولا تغنى من جوع، فلا يعقل أن توجد جريمة بلا متهم . وبرصد بسيط ، نجد أن المئات من المواطنين المصريين سقطوا مؤخرا بين قتيل وجريح، فى ربوع مصر المختلفة، فخلال ال20 يوما الأخيرة، شهدت الطرق الصحراوية والزراعية، 3 حوادث مروعة ، حصدت أرواح 44 طالبا وطالبة ، وعاملا ، فى محافظاتالبحيرة وسوهاج وأسوان، وأصيب 80 آخرين، وفى منتصف شهر أكتوبر الماضى ، وقعت حادثة مفجعة ، على طريق أسوان الدولى ، لقى فيها 16 شخصا مصرعهم ، وإصيب 15 آخرين ، وفى 22 أغسطس وقع حادث سير فى شرم الشيخ أودى بحياة 33 شخصا ، وجاءت حصيلة ضحايا الحوادث المرورية خلال أيام عيد الفطر ، بجنوب سيناء 28 شخصا منهم 3 حالات وفاة وإصابة 25 آخرين طبقا لإحصاء مرفق الإسعاف ، ارتفاع عدد ضحايا حادث الأوتوستراد إلى 6 قتلى ومصابين ، وفى 3 نوفمبر الماضى وقع حادث سير بمنطقة الأوتوستراد، وصل عدد ضحاياه إلى 6 قتلى ومصابين وفى شهر أكتوبر الماضى توفى أكثر من 18 شخصا بالمنيا فى حادث غرق معدية .