سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السحابة السوداء مأساة شهرى أكتوبر ونوفمبر من كل عام.. تتكرر منذ عام 99 وتسبب الالتهابات الرئوية.. وقش الأرز ليس المتهم الوحيد.. وأدوية الوقاية لمرضى الحساسية هى الحل
تعانى مصر سنويا من "السحابة السوداء" التى تطبق على صدور المصريين، وتهدد الكثيرين بالأزمات التنفسية، وقد يصل الأمر إلى حساسية العيون، والأنف، وتهدد بانتشار أمراض الصدر وعلى رأسها الربو بين الأطفال، ومن يعانون من حساسية الصدر. بدأت عام 1999 يقول الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، استشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، السحابة السوداء مشكلة تتكرر فى نفس التوقيت (أكتوبر ونوفمبر) من كل عام منذ سنة 1999، حيث ترتفع الأدخنة ثم ترتد مرة أخرى لتتشكل هذه السحابة نتيجة لحرق ما يقرب من 4 ملايين طن من قش الأرز سنويًا فى محافظات وسط وشمال الدلتا. الخريف يساعد على تلك المشكلة وأضاف بدران أنه على مدار العام يرتفع الهواء فوق القاهرة حاملا معه الدخان والملوثات ثم تدفعها الرياح بعيدا عن القاهرة، ولكن المشكلة أنه مع ركود الهواء فى الخريف يتراكم الهواء من أعلى إلى أسفل كغطاء كبير، مما يؤدى إلى أن تنشأ طبقة الانعكاس الحرارى بين 50- 1600 متر فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، وتظهر السحابة السوداء. مصر فى المركز السادس عالميًا فى تلوث الهواء ويوضح أستاذ المناعة أن أكثر مدن العالم تلوثًا للهواء هى موسكو وبكين وبومباى وكراتشى وجاكرتا ومانيلا والقاهرة، وتحتل مصر المركز السادس عالميًا فى تلوث الهواء. قش الأرز ليس المتهم الوحيد ويقول عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إنه حاليا تعانى مصر من نسبة مرتفعة من التلوث الهوائى وذلك بسبب عوادم السيارات، فالقاهرة وحدها بها 3 ملايين سيارة، 67.3% من السيارات تستهلك البنزين،24.0% تستهلك السولار، 8.7% تستهلك الغاز، بالإضافة إلى الأدخنة الصناعية من المصانع، المسابك، الفواخير، المكامير، حرق المخلفات الزراعية، حرق القمامة. كما أن القاهرة تقع وسط مجموعة من المناطق الصناعية، فالقاهرة محاصرة بين منطقة صناعية فى شبرا الخيمة، ومنطقة صناعية فى حلوان، بالإضافة إلى هضبة المقطم، وهضبة الأهرام. تاثير التلوث على البشر التعرض لتلك المؤثرات السلبية يؤدى إلى انتشار الإصابة بالالتهابات التنفسية خاصة الالتهاب الرئوى، والإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، والقصور فى الدورة الدموية، خفض معدلات الذكاء، زيادة معدلات سرطان الرئة، كما أن التلوث يعوق اكتمال نمو الرئتين للأجنة. وعالميًا يموت 3 ملايين منهم، 1.1 مليون طفل سنويًا بسبب تلوث الهواء المنزلى، كما أن التلوث يسبب الضرر بالحيوان والنبات، وتآكل المواد المستخدمة فى البناء. الهواء الفاسد وهناك عدة عناصر تنتشر بسبب الهواء الملوث، ومنها أول أكسيد الكربون القاتل الصامت ويقتل الضحايا بدون أن يشعروا، فهو غاز عديم اللون والطعم والرائحة، وهو يعطل عمل الهيموجلوبين فيصبح الدم غير قادر على حمل الأوكسجين، وبالتالى ينخفض أداء كافة أجهزة الجسم. غاز ثانى أكسيد الكربون غاز سام خانق يتسبب فى رفع درجة حرارة الكرة الأرضية مما ينجم عنه ارتفاع أمواج مياه البحر وكثرة الفيضانات والعواصف وندرة الأمطار. ثانى أكسيد الكبريت يسبب مشاكل بالغشاء المخاطى للجهاز التنفسى، كما أنه يسبب التهابات العيون، ويسبب اضطرابات الأحبال الصوتية، كما أنه يسبب الأمطار الحمضية. أكاسيد النيتروجين تعتبر السيارات هى المصدر الرئيس لأكاسيد النتروجين خاصة فى المدن المزدحمة، كما أن عمليات الاحتراق (البوتاجاز والكيروسين) من مصادر هذا الغاز، الطائرات، الأفران، حرق النفايات، احتراق الوقود الأحفورى، محطات توليد الكهرباء، التدخين، حرق الوقود الصلب، الخشب، والفحم، والورنيش، والطلاء، والتنظيف الجاف، وروث البهائم. ثانى أوكسيد النيتروجين وهو أكثر خطورة من أول أكسيد الكربون، حيث يتحول إلى أكسيد النتريك، ويصل إلى أعماق المسالك التنفسية حيث يملأ الحويصلات الهوائية، وربما تصل النسب داخل المنازل إلى ضعف النسب فى البيئة. ويسبب هذا الغاز تهيج الغشاء المخاطى للحلق وللجهاز التنفسى والعين، ويزيد من نسبة الحساسية وأعراضها وأزمات الربو، ويزيد من فرص العدوى بالالتهابات التنفسية فى الأطفال، ويقلل من كفاءة الرئتين. كيف يمكن أن نحارب التلوث ويوضح "بدران" أن تقليل نسب التلوث بالهواء مسئولية الجميع ويمكن ذلك من خلال تفعيل قوانين البيئة، صيانة المركبات والقيادة الآمنة لوسائل النقل، استخدام الطرق الآمنة والصحية للحفاظ على هواء بيئة العمل من التلوث. كما يجب وضع حلول عملية لمشكلة قش الأرز، مثل استغلالها فى صناعة المنتجات الغذائية للحيوانات، وفى صناعة الورق، وتشجيع الأبناء على الحفاظ على البيئة، ومكافحة التدخين، واسترجاع الرئة الخضراء للبيئة، من خلال زرع شجرة لكل مواطن. وينصح مرضى الحساسية بتناول الأدوية الموصوفة لهم خاصة أدوية الوقاية من الأزمات التنفسية، وارتداء الكمامات حال الخروج خلال فترة السحابة السوداء، وغسل الأنف أولا بأول.