لا أحسبُ أن أحداً من مواليد السبعينات وما بعدها لم يرتبط بالأفلام السينمائية التى قدمها الفنان القدير محمود يس والتى تُداخل أحداثها وقائع حرب أكتوبر .. وما زلت أذكر كم كنّا ننتظر أجازة (6 أكتوبر) التى كانت تأتى بعد بداية العام الدراسى بأيامٍ قلائل حتى نشاهد الأفلام التى سوف يعرضها التلفزيون لتلك المناسبة و كم كانت سعادتنا وقتها حين يُعرض فيلم. (الرصاصة لاتزال فى جيبى) .. على وجه التحديد حيث إن هذا الفيلم كان من أكثر الأفلام التى تعطى مساحة كبيرة للقطات الحرب. قام الفنان القدير محمود يس ببطولة عدة أفلام تدور أحداثها عن حرب أكتوبر ( الوفاء العظيم- بدور) ورغم أنه ليس هو الفنان الوحيد الذى قام ببطولة أفلام تفرد مساحة لأحداث الحرب فقد قام الفنان محمود عبد العزيز على سبيل المثال ببطولة فيلم شهير وهو (حتى آخر العمر) والفنان محمد خيرى بالاشتراك مع الفنانة القديرة ماجدة ببطولة فيلم ( العمر لحظة ) هذا غير أفلام أخرى رائعة مثل ( أبناء الصمت) وفيلم ( أغنية على الممر) للمخرج على عبد الخالق - وهو فيلم مميز لا شك، إلا أنه ورغم هذا حاز الفنان محمود يس بقصب السبق فى تبوأ مكانة متميزة فى ذاكرة أفلام أكتوبر . محمود يس إن كان يستحق لقباً فهو لقب (جندى السينما المصرية ) يستحقه عن جدارةٍ ولاشك لأن الأفلام التى قدمها استطاعت أن تجعل أبناء جيلٍ كامل يشعر بالإثارة والفخار.. ورغم أن الكثير من النقاد يهاجمون تلك الأفلام وينعتونها بأنها أفلام مناسبات وتم صناعتها على عجلٍ إلا أننى أستطيع أن أؤكد أن تلك الأفلام لها فضلُ كبير فى تشكيل وعى الكثير من الأجيال التى لم تعاصر تلك الحرب أو على الأقل كانت لا تزال فى مرحلة الطفولة آنذاك. لا تستهينوا بالأفلام التى قدمها (جندى السينما المصرية ) محمود يس فهى أفلام جميلة وصادقة. وسوف يظل الفنان القدير محمود يس رمزًا من رموز السينما فى مصر بما قدمه من أفلام صدق فيها أداؤه وهو فنان يستحق الإشادة بتاريخه الفنى فى مجمله فى كل الأحوال. محمود يس جندى السينما المصرية.. لك التحية والتقدير والعرفان من واحدٍ من أبناء جيل السبعينات.
