سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سوزان رايس تقود صقور البيت الأبيض وتغضب كيرى وهاجل وتسيطر على "أوباما".. مستشارة الأمن القومى رفضها الجمهوريون فى منصب وزير الخارجية فقادت دائرة أهل الثقة داخل البيت الأبيض
بعد ثورة 30 يونيو كان هناك تفهم من جانب الخارجية الأمريكية لطبيعة الأحداث التى دفعت المصريين للخروج على نظام الإخوان المسلمين، لكن فى البيت الأبيض كان هناك تيار قوى يقف ضد الثورة، ويحاول أن يوجه الأمور فى اتجاه آخر، ومع مرور الوقت اتضح أن الموقف المتزمت من جانب البيت الأبيض ناحية الثورة المصرية نابع فى الأساس من رأى مستشارة الأمن القومى الأمريكى سوزان رايس، التى توصف بأنها زعيمة الصقور فى إدارة باراك أوباما. حينما كان يجرى الحديث عن وجود خلاف فى واشنطن حول الثورة المصرية، كان الرد بأن هذا غير صحيح، لأن لواشنطن استراتيجية واحدة تجاه كل الملفات، لكن مؤخراً ظهرت حقيقة هذا الخلاف الذى تقف على رأسه سوزان رايس التى يبرز اسمها بقوة على الساحة الإعلامية الأمريكية، هذه الأيام، ليس باعتبارها مستشارة الأمن القومى فى إدارة الرئيس باراك أوباما، ولكن بسبب إثارتها الكثير من الجدل بسبب ما يبدو لها من نفوذ متزايد داخل البيت الأبيض. وأشارت تقارير إعلامية محلية، مؤخرا، إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يتخذ نهجا، منذ فترة ليست قصيرة، بالاعتماد على ما يوصف ب "أهل الثقة" على رأسهم السفيرة السابقة لدى الأممالمتحدة ومستشارة الأمن القومى حاليا، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن أوباما يتجه لتغييرات فى إدارته، حتى أنه يميل لتسليم المهام الحساسة لمستشاريه الأكثر وثوقا، فى مقابل احتمال التخلى عن اثنين من أبرز وزرائه، وهم وزير الخارجية جون كيرى والدفاع تشاك هاجل، الذين يكافحون من أجل اختراق دائرة متماسكة بإحكام حول الرئيس تقودها رايس. وتعود العلاقة بين رايس وأوباما إلى عام 2008، حيث عملت رايس مستشارة السياسة الخارجية فى الحملة الأولى للرئيس الأمريكى، وقد رشحها الرئيس الأمريكى لخلافة هيلارى كلينتون فى وزارة الخارجية العام الماضى، لكن الأمر أثار خلافا حادا بين الديمقراطيين والجمهوريين فى الكونجرس بعد تصريحاتها عن الهجوم الذى استهدف القنصيلة الأمريكية فى بنغازى فى 11 سبتمبر 2012، ففى 16 سبتمبر قالت أمام وسائل الإعلام، بعد أيام من الهجوم الذى استهدف القنصلية الأمريكية فى بنغازى، أن الهجوم لم يكن بالضرورة اعتداء إرهابيا بل كان نتيجة لتظاهرة عفوية انتهت بشكل سيىء، وهو ما دفع الجمهوريون لاتهامها بخداع الأمريكيين والاشتباه فى أن الإدارة الأمريكية تحاول إخفاء "الطابع الإرهابى" للهجوم لغايات سياسية، فما كان من إدارة أوباما إلا أنها أقرت علنا أن تفسير رايس للأحداث خاطئ، لكن لم يغفر الجمهوريين لرايس هذا الخطأ، وما أن ذكر اسمها كمرشحة لخلافة كلينتون حتى بعث حولى 100 عضو من مجلس النواب، الذى يهيمن عليه الجمهوريون، رسالة لأوباما لثنيه عن تعيين رايس على رأس وزارة الخارجية. ويبدو أن، الدبلوماسية السابقة الرفيعة المستوى التى تحمل شهادات علمية عالية ومعروفة بين الأوساط الدبلوماسية بصراحتها، هى العقل المدبر للبيت الأبيض، منذ أن حلت مستشارة للأمن القومى فى صيف 2013، فبحسب تقارير صحفية أمريكية، العام الماضى، فإن رايس داومت طيلة شهرى يوليو وأغسطس على الاجتماع بمساعديها داخل البيت الأبيض لرسم مستقبل الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط، وأنها أجرت مراجعة كنوع من تصحيح مسار السياسات الأمريكية فى المنطقة. هذه التقارير تتأكد هذه الأيام، مع شكوى العديد من مسئولى البنتاجون حيال الأوامر الصارمة التى تفرضها المستشارة الأمريكية على خطط الحرب القائمة ضد تنظيم داعش فى العراقوسوريا، فضلا عن التعامل مع الأزمة السياسية السورية. ورغم أن رايس قالت فى مقابلة، مع شبكة NBC NEWS، الشهر الماضى، إن القوات البرية سوف تكون جزءا من الحملة لمكافحة تنظيم داعش، إلا أنها أكدت أن هذه القوات سوف تكون عراقية وليس أمريكية. وبحسب تقرير لصحيفة الديلى بيست، فإن إحباطا كبيرا يعم بين المستويات المختلفة للقادة داخل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بشأن القيود المشددة التى تفرضها دائرة داخل البيت الأبيض، بقيادة مستشارة الأمن القومى، على خطط مكافحة تنظيم داعش وتدريب جيش جديد من المتمردين السوريين. ويشكو أولئك المسئولون من تلك الأوامر التى تعمل على إبقاء الحرب فى حدود السياسة، ويتحدث المسئولون عن لقاءات مفاجئة ومتكررة من قبل مجلس الأمن القومى وما يسمى لجنة الدفاع الأعلى والاستخبارات ومسئولى السياسة الخارجية. وبحسب مسئول رفيع فى البنتاجون، فإن "هناك الكثير من المناقشات بشأن الأمور الصغيرة. القرارات الأساسية التى ينبغى أن تستغرق ساعات وتأخذ أياما أحيانا". ووفقا لتصريحات أدلت بها رايس، عقب توليها منصبها الحالى، فإن هدف أوباما هو محاولة تجنب ابتلاع الأحداث المتصاعدة فى المنطقة لأجندة السياسة الخارجية للرئيس، كما فعل غيره من الرؤساء السابقين. قائلة: "لا يمكن أن نسمح للمنطقة أن تستهلك 7 أيام فى الأسبوع من طاقتنا، فالرئيس يعتقد أنه الوقت المناسب للتراجع وإعادة التقييم". وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذا النهج يبدو نموذجا من البراجماتية التى تقوم على تجنب استخدام القوة، إلا فى الرد على أعمال العدوان ضد الولاياتالمتحدة أو حلفائها، ولكنها تنم عن الكثير بشأن تراجع اهتمامها بتعزيز الديمقراطية كمصلحة أساسية. ورغم أن الدور الأمريكى فى المنطقة، لم يتقلص بالشكل الذى توقعته نيويورك تايمز، حيث تقود الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا لشن ضربات جوية على تنظيم داعش فى سوريا، فضلا عن غارتها على التنظيم الإرهابى فى العراق، لكن رفض الإدارة الأمريكية إرسال قوات برية رغم تأكيد مختلف خبراء الدفاع وحتى رئيس الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسى نفسه أن الغارات الجوية وحدها لن تقضى على داعش، يعكس النهج الذى وضعته رايس. موضوعات متعلقة .. اجتماع أمريكى إسرائيلى فى البيت الأبيض لبحث القضايا الأمنية الإقليمية