سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلافات داخل الإدارة الأمريكية بسبب سيطرة البيت الأبيض على "حرب داعش".. صحف تتحدث عن اتجاه أوباما للإطاحة بكيرى وهاجل بعد الانتخابات النصفية.. والوزيران يتهمان الرئيس بالاعتماد على أهل الثقة
خلافات حادة داخل الإدارة الأمريكية مبعثها أزمات الشرق الأوسط وتحديدا مكافحة تنظيم داعش، والتعامل مع الملف السورى، فالمنطقة التى طالما ظلت صداعا فى رأس الرئيس باراك أوباما، منذ دخوله البيت الأبيض، قد تؤدى به إلى إقالة اثنين من أهم وزراء إدارته، فبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن أوباما قد يطيح بوزيرى الخارجية والدفاع بعد الانتهاء من الانتخابات النصفية. الجميع يشكو تعامل الإدارة الأمريكية مع الأزمات المختلفة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، لكن الأمر وصل إلى خلافات داخلية بشأن هيمنة طرف على آخر، فالبيت الأبيض متمثلا فى دائرة تقودها سوزان رايس، مستشارة الأمن القومى، يسيطر على عملية صنع القرار بشكل وصفه مسئولون عسكريون ب"الأوامر الصارمة" التى تتسبب فى مضيعة الوقت والضغط على العاملين. وكشفت صحيفة الديلى بيست، فى تقرير مساء أمس الجمعة، عن إحباط كبير بين المستويات المختلفة للقادة داخل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بشأن القيود المشددة التى يفرضها البيت الأبيض على خطط مكافحة داعش وتدريب جيش جديد من المتمردين السوريين. وبينما تدخل المعركة التى تقودها الولاياتالمتحدة المعركة ضد داعش، شهرها الرابع، يشكو مسئولو البنتاجون العمل تحت أوامر صارمة من البيت الأبيض لإبقاء الحرب فى حدود السياسة، فضلا عن أسلوب الإدارة الجزئية وخلق أكوام من الأوراق التى تضع ضغوطا على العاملين، فمجلس الأمن القومى أعطى تعليمات بشأن المتمردين الذين يمكن إشراكهم وبشأن من يدربهم وعما يجب أن يفعله أولئك المقاتلين عندما يعودون إلى سوريا، ورغم أن أغلب المتمردين الذين يجرى تدريبهم من قبل الولاياتالمتحدة، لن يذهبوا للقتال ضد داعش، وهو ما يجعل الأمور أكثر سوءا، بحسب تصريحات ضباط الجيش والقاعدة المدنيين فى البنتاجون للديلى بيست، هو عملية صنع قرار الحرب ضد داعش، التى تقودها سوزان رايس، مستشارة الأمن القومى. ويتحدث المسئولون عن لقاءات مفاجئة ومتكررة من قبل مجلس الأمن القومى وما يسمى لجنة الدفاع الأعلى والاستخبارات ومسئولى السياسة الخارجية، وبحسب مسئول رفيع فى البنتاجون فإن "هناك الكثير من الأمور والمناقشات بشأن الأمور الصغيرة.. والقرارات الأساسية التى ينبغى أن تستغرق ساعات تأخذ أيام أحيانا". وأشارت صحيفة نيويورك تايمز، فى تقرير الأسبوع الماضى، إلى أن وزير الدفاع تشاك هاجل من أشد المنتقدين لاستراتيجية أوباما فى سوريا، لكن بحسب الصحيفة فإن أوباما يتجه لتغييرات فى إدارته، إذا أنه يميل لتسليم المهام الحساسة لمستشاريه الأكثر وثوقا، فيما يكافح كل من وزير الخارجية جون كيرى والدفاع تشاك هاجل، من أجل اختراق دائرة متماسكة بإحكام حول الرئيس. وبحسب مسئولون، فإن كيرى أكثر صخبا وانتقادا فى المناقشات الداخلية، وفيما يولى له الفضل فى تجميع ائتلاف من الدول العربية للمشاركة فى الضربات العسكرية على داعش فى سوريا، فإنه كثير ما يظهر منفصلا عن الإدارة الأمريكية خلال تصريحاته العلنية. أما هاجل فلديه مشكلة مختلفة، فالسيناتور السابق الذى يحظى بمكانة رفيعة، يتحدث قليلا فى اللقاءات السياسية وغالبا ما يترك إدارة هذه المرحلة الاستراتيجية إلى الجنرال مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الذى فاز بثقة أوباما بسبب توصياته فى التحركات العسكرية ضد داعش، ومع ذلك تشير صحيفة الديلى بيست، وفقا لعدد من المسئولين والمطلعين، إلى أن ديمبسى، وغيره من كبار قادة البنتاجون، من بينهم قائد القيادة المركزية الجنرال لويد أوستن، ومايكل ناجاتا مسئول عمليات تدريب المتمردين السوريين، يكافحون للعمل فى ظل القيود التى يفرضها البيت الأبيض وأسلوب الإدارة الجزئية فى التعامل مع الأزمات فى الشرق الأوسط. وفضلا على وجود بعض الأدلة بشأن اتجاه أوباما إلى تغيير داخل إدارته، فإنه يميل إلى دائرة صغيرة من مساعديه فى البيت الأبيض، أكثر من أى وقت مضى، ممن وطدوا علاقتهم به خلال حملة الانتخابات الرئاسية 2008، ومن بين أولئك، بحسب نيويورك تايمز، رون كلاين الذين عينه لإدارة أزمة وباء الإيبولا والجنرال جون ألن، الذى يعمل منسقا للحرب على التطرف، فضلا عن رايس ودينيس ماكدو، رئيس موظفى البيت الأبيض.