أكد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه لا توجد خلافات بين الكنيستين المصرية والروسية، قائلا: "نحن فى حوار لاهوتى مع الكنيسة الروسية نشرح من خلاله الفهم المسيحى للعقيدة المسيحية". وأضاف البابا تواضروس - فى حديث خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى موسكو - "غالبا ما ينتهى هذا الحوار ببعض التباينات على الألفاظ والمصطلحات.. والأمور بعد ذلك تسيير بشكل طيب". ولفت إلى أنه يزور روسيا للمرة الأولى ويلتقى بالبطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا، لأول مرة كذلك، واعتبر زيارته لروسيا فرصة للتعارف ولتأكيد المحبة بين الكنيستين وبحث أسباب توقف الحوار بينهما، مشيرا إلى أن آخر زيارة إلى روسيا قام بها البابا شنودة الثالث منذ 26 سنة أثناء الاحتفالات الروسية بالألفية الأولى للمسيحية. وقال البابا تواضروس إنه "كان يتمنى زيارة روسيا منذ زمن بعيد"، لافتا إلى أنه بزيارته الحالية لموسكو قد حقق حلما من أحلامه، منوها بأن التعارف مهم للغاية بين الكنائس على مستوى المواقف المشتركة والإنسانية. وعن نتائج لقائه مع البطريرك كيريل، قال البابا تواضروس إنه "تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لاستئناف الحوار بين الكنيستين المصرية والروسية وللعمل والتعاون بينهما فى المجالات اللاهوتية والتعليمية والرهبانية وغيرها". وأضاف "لقد بحثنا أيضا مع المطران هيلاريون مسئول العلاقات الخارجية فى الكنيسة الروسية إمكانية تشييد كنيسة قبطية فى روسيا، والأمر يحتاج إلى تقديم أوراق رسمية لتسجيل هذا النشاط"، مؤكدا "أننا سنشهد ظهور كنيسة قبطية فى روسيا فى المستقبل". وفيما يتعلق بالفكرة التى طرحتها روسيا فى العام الماضى بشأن عقد مؤتمر لمسيحى الشرق، قال البابا تواضروس إنه "لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع أثناء مباحثاته مع الجانب الروسى"، وأشار إلى أن قلق روسيا من أوضاع المسيحيين فى الشرق الأوسط يمثل قلقا لكل العالم، مضيفا "لابد أن نجد المسلم والمسيحى، واليهودى أيضا، فى حالة تعايش طبيعى فى منطقة الشرق الأوسط لأن ما يحدث يعد أمرا غير طبيعى". وذكر البابا تواضروس أن مباحثاته فى موسكو سواء مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أو مع البطريرك كيريل، تطرقت إلى أوضاع المسيحيين فى الشرق الأوسط، بجانب استماعه لشرح مفصل عن المشكلة الحادثة فى أوكرانيا، وقال إن "أوكرانيا، كما تعلمون، تقع على الحدود مع روسيا، وتحاول الصحافة والميديا الغربية بشكل عام قلب الأمور والحقائق". وأضاف أنه "ينظر إلى روسيا، وإلى الكنيسة الروسية، على أنهما تحميان القيم والمبادئ الإنسانية"، لافتا إلى أنه فى الغرب بصفة عامة ينادون بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن كل هذه الأمور لا تحمل المعنى الحقيقى المقصود من ورائها. وأوضح أن هذه الأمور تحمل الكثير من المعانى الأخرى، قائلا: "ومن هذه الأبواب يدخلون إلى المجتمعات، وقد يفسدون هذه المجتمعات".
