السيدات والسادة الحضور: يسعدنى أن أرحب بكم فى حفل افتتاح فعاليات المؤتمر السنوى الثانى والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى يعقد تحت عنوان "مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر"..ويشرفنى أن ألقى عليكم كلمة السيد رئيس الجمهورية نيابة عن سيادته. - السيدات والسادة ضيوف مصر الأعزاء - السيدات والسادة أعضاء المؤتمر السلام عليكم ورحمة الله إنه لمن دواعى سرورى أن أحييكم فى بلدكم الثانى مصر..التى يسعدها دائما أن تستقبلكم كل عام فى مثل هذا الموعد للعام الثانى والعشرين على التوالى..شاكرين لكم جهودكم المتواصلة للمشاركة فى بحث القضايا المصيرية لأمتنا الإسلامية..بهدف الإسهام فى حل مشكلاتها والبحث عن أفضل السبل لتقدمها وازدهارها. الإخوة والأخوات لقد جاءت الرسالات السماوية جميعها تحمل للإنسان على مدى التاريخ رسالة أمن وسلام..ومن شأن هذه الرسالات أن تتكامل وتتعاون فيما بينها ..وأن تتضافر جهود علمائها وقادتها من أجل خير الإنسان وأمنه وسعادته ..وقد تخفى هذه الحقيقة على الكثيرين من أتباع الديانات السماوية وسط الصراعات والنزاعات التى يشهدها عالمنا المعاصر. وعلى الرغم من العديد من مؤتمرات الحوار بين الأديان التى تعقد فى كثير من بقاع العالم..فإن الرسالة التى تحملها هذه المؤتمرات لم تصل إلى قلوب وعقول الجماهير..وظلت فى إطار النخبة حبيسة القاعات المغلقة ..ومن أجل ذلك نجد أن سوء الفهم والأحكام المسبقة لا تزال هى التى تحكم العلاقة بين أتباع الأديان..وكان للإسلام النصيب الأكبر من سوء الفهم السائد فى عالم اليوم، مما يحتاج إلى جهود مضاعفة من جانب علماء المسلمين من أجل تصحيح هذه الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين. وقد أحسن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صنعا فى اختيار موضوع "مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر" ليكون محور البحث فى مؤتمره السنوى لهذا العام .. ففى ظل مناخ التشويش على الإسلام وتعاليمه واتهامه بدعم العدوان ونشر العنف .. يصبح من الضرورى القيام بجهد علمى للكشف عن جوهر الشريعة الإسلامية وما تشتمل عليه من تعاليم تهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار فى المجتمع .. وتتواكب مع حاجات الإنسان المشروعة ومطالبه الضرورية فى حياته المعاصرة .. وترفض كل شكل من أشكال التطرف والتعصب.