قال د. حمدى زقزوق، وزير الأوقاف أمام مجلس الشورى اليوم، إنه بالرغم من كل الجهود التى تبذلها الوزارة فى سبيل تطوير الخطاب الدينى والارتقاء به فإن الطريق ليس دائماً مفروشاً بالورود والرياحين، فهناك بعض المشكلات التى لا تزال تواجه الوزارة فى سبيل الوصول إلى ما نتمناه وأهم هذه المشكلات مشكلة نقص أعداد الدعاة، فليس لدينا أئمة معينون فى وزارة الأوقاف إلا خمسين ألفاً فقط. ويرجع ذلك إلى زيادة عدد المساجد التى ضمت إلى الوزارة فى فترة زمنية قصيرة نسبياً. ولذلك نضطر إلى الاستعانة بخطباء من خارج الوزارة لأداء خطبة الجمعة فى آلاف المساجد نظير مكافأة شهرية وهؤلاء من فئات متنوعة فبعضهم من أئمة الوزارة المحالين إلى المعاش ولا يزالون قادرين على العطاء، وبعضهم من الوعاظ التابعين للأزهر الشريف، والعدد الأكبر منهم من خريجى معاهد إعداد الدعاة التابعة للوزارة أو ما يسمى بمراكز الثقافة الإسلامية. ولكن هذا وضع مؤقت إلى أن يتم تعيين العدد المناسب لعدد المساجد والزوايا فى مصر. وأكد أن جهود تجديد الخطاب الدينى المشار إليها لا يمكن أن تؤتى ثمارها المرجوة دون مساندة من جانب جهات عديدة فى المجتمع. وقد ورد هذا المعنى فى خطابات السيد رئيس الجمهورية فى عدد من المناسبات فى الفترة الأخيرة حين أشار إلى الحاجة إلى خطاب دينى مستنير من جانب الأزهر والكنيسة، مدعوم من المؤسسات التعليمية ومن عقلاء الأمة ومثقفيها وكتابها وإعلامييها. فالقضية قضية مجتمعية فى المقام الأول، والهدف منها هو حماية المجتمع من التطرف والتشدد والإرهاب، وإرساء دعائم التسامح والمواطنة والسلام الاجتماعى، ونشر القيم الدافعة لتقدم المجتمع وأمنه واستقراره. وأشار إلى أن الأدوار هنا موزعة بين المسجد والكنيسة والمدرسة والأسرة والمنتديات الثقافية والأدبية والكتاب والمثقفين بصفة عامة، وذلك فضلا عما للإعلام المسموع والمرئى والمقروء من دور مؤثر، وكذلك الفنون بجميع أشكالها ولا يجوز لأى جهة أن تتنصل من مسئوليتها إزاء مجتمعها، فهذا واجب وطنى ولا يعنى ذلك بأى حال من الأحوال أن وزارة الأوقاف تريد أن تلقى العبء على غيرها فستظل وزارة الأوقاف تريد أن تلقى العبء على غيرها فستظل وزارة الأوقاف تتحمل مسئوليتها كاملة فى قضية تجديد الخطاب الدينى وتوعية المواطنين بقيم الدين وتعاليمه على الوجه السليم، مؤكدة على منهج الإسلام فى الوسطية والاعتدال والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وتقوم الوزارة بتشجيع الأئمة وتحفيزهم على التجديد المستمر فى أسلوبهم فى الدعوة وفى الموضوعات التى يتطرقون إليها. ومن أجل ذلك تقوم الوزارة باختيار الإمام المثالى على مستوى كل محافظة وتمنحهم مكافآت مالية بالإضافة إلى أداء فريضة الحج. وأوضح زقزوق أن الوزارة تشارك فى جهود التوعية بأبعاد المشكلة السكانية وأخطارها على المجتمع تقوم الوزارة بعقد دورات تدريبية للدعاة فى موضوع تنظيم الأسرة فى الإسلام، وتهدف خطة التدريب فى هذا الصدد إلى تدريب خمسين ألف إمام لتوعية المواطنين بأخطار الزيادة السكانية المنفلتة التى تلتهم كل جهود التنمية، وبيان الرأى الإسلامى فى هذا الصدد والذى يركز على القوى النوعية وليس العددية ويؤكد مصلحة المجتمع، فحيثما توجد المصلحة، فثم شرع الله، كما كان يقول كبار الفقهاء منذ قرون عديدة.