رفض مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الاعتراف بدولة كسوفو الإسلامية التى أعلنت استقلالها مؤخراً، وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق أن مهمة الاعتراف باستقلال الدول الإسلامية، ترجع لمنظمة المؤتمر الإسلامى وليس مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، باعتبار أنه مؤتمر دينى ويخص المسائل الشرعية والمجتمعية وليس القضايا السياسية. وحذر مفتى دولة صربيا ورئيس المشيخة الإسلامية "معمر زكورلتش" المسلمين والمؤتمر من الاعتراف بدولة كسوفو الآن حتى لا يثير ذلك الفتنة ويهدد 700 ألف مسلم يعيشون فى صربيا، مطالباً بتوحد مسلمى كسوفا ومسلمى دول البلقان تحت لواء المجلس الإسلامى فى صربيا كحل أفضل بدلا من إثارة الفتنة، معتبراً أن دعوته للتوحد وعدم إثارة القلق تأتى خوفاً على المسلمين وحرصاً على سلامتهم. وأثار استقلال كسوفو والاعتراف بها لغطاً وأزمة فى الجلسة الختامية للمؤتمر، بعد أن طالب العديد من الوفود الإسلامية، خاصة وفود غرب أوروبا وبعض الوفود الآسيوية، بتقديم الدعم لمسلمى كوسوفا والاعتراف بها رسمياً ودعمهاً سياسياً ومعنوياً ليكون العالم الإسلامى ومؤسساته الجامعة هى المعبرة والمساندة لمسلمى هذه البلاد. فى حين سيطرت أزمة الرسوم المسيئة للرسول (ص) على جلسات المؤتمر بمحاوره الأربعة، وتحولت الجلسات من مناقشة الأبحاث الخاصة بكيفية الحفاظ على الأمن المجتمعى فى الإسلام، وكيفية توفير مقومات الأمن فى المجتمع الإسلامى، إلى مداخلات ومناقشات حول الرسوم المسيئة والتى اختصرها ممثلو مسلمى أوروبا ومسئولو الجاليات الإسلامية ورؤساء المراكز والمجمعات الإسلامية فى ضرورة تجاهل مثل هذه التصرفات الفردية والتعامل معها بالحكمة والحوار بدلاً من العنف أو المغالة فى رد الفعل. وأكد د. أحمد جاب الله، مدير المعهد الأوروبى للدراسات الإنسانية بباريس المشارك فى المؤتمر، أن أزمة الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) عكست تطوراً إيجابياً فى سلوك الجالية المسلمة فى أوروبا، والتى نجحت فى كسب تأييد ملايين الأوروبيين لموقفها الرافض للجريمة التى اقترفتها الصحف الدنماركية فى حق رسول الإسلام. وأوضح جاب الله أن المظاهرات أو العنف والمغالاة فى رد الفعل بالعالم الإسلامى، يؤثر بالسلب على مسلمى أوروبا، خاصة أن أوروبا تعلى حرية التعبير عن أى حق آخر، لذا مطلوب التعامل بعقلانية وحكمة من خلال الحوار والتواصل مع المسلمين فى الشرق والغرب وإرسال واعظين ومبعوثين لتوضيح سماحة الدين الإسلامى ووسطيته بدلاً من التظاهر. ورفضت معظم الوفود الإسلامية دعوات المقاطعة السياسية أو الاقتصادية للدنمارك، مطالبين بالحوار واستخدام العقل وفتح قنوات اتصال بين الجاليات الإسلامية وتعميق العلاقات مع المراكز الإسلامية فى أوروبا، خاصة أن العالم الغربى يحاول استغلال قضية "لإسلاموفوبيا" وأحداث سبتمبر وتفجيرات لندن ومدريد لتشويه صورة الأقلية المسلمة، مطالبين بمساعدة العالم الإسلامى، وخاصة مؤسساته الكبرى مثل الأزهر، فى فتح حوار وتنسيق الجهود بين الجهات المختلفة والجاليات الإسلامية فى الغرب. وكان مبعوث عن الفاتيكان وعدد من ممثلى هيئات ومؤسسات غربية وعالمية بجانب الوفود الإسلامية الذين يمثلون 86 دولة، ناقشوا على مدار أربعة أيام مؤتمر الأمن المجتمعى فى الإسلام ومقوماته، والذى افتتحه رئيس الوزراء باسم رئيس الجمهورية والبابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تحت رعاية وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومشخية الأزهر.