أكد الدكتور علاء قنديل، أستاذ علاج الأورام بجامعة الإسكندرية: "إن العلاج الموجه أصبح ضرورة ملحة وطفرة فى علاج الأمراض المزمنة خلال الفترة الأخيرة بعدما أثبت فاعلية كبيرة فى علاجها بنجاح كبير. وقال علاء، إن نسبة الاعتماد على العلاجات الموجهة بلغت 7% من إجمالى علاجات السرطان المختلفة خلال عام 2000، بينما قفزت تلك النسبة فى عام 2010 إلى 51%، ومن المتوقع أن تبلغ تلك النسبة 71% فى عام 2015". وأشار علاء إلى دراسة NOAH التى أجريت لتقييم إعطاء جرعات من عقار تراستوزوماب (هيرسبتن) مصاحبة لجرعات العلاج الكيميائى قبل إجراء الجراحة، وتمت الدراسة على حالات سرطان الثدى الموجبة لمستقبلات (HER2)، وخلال الدراسة حصلت نصف السيدات (إجمالى السيدات 235 سيدة) على العلاج الكيميائى فقط قبل إجراء الجراحة، أما النصف الثانى من المريضات فقد حصلن على العلاج الكيميائى، بالإضافة لعقار تراستوزوماب (هيرسبتن) قبل الجراحة أيضاً، وقد تمت متابعة حالة جميع السيدات لمدة 3 سنوات أو أكثر. وأظهرت الدراسة، أن السيدات اللاتى تلقين العلاج الكيميائى مع تراستوزوماب (هيرسبتن) قبل الجراحة، زادت فرص حياتهن بدون سرطان بنسبة 41% مقارنة بالسيدات اللاتى حصلن على العلاج الكيميائى فقط، وبعد مرور 3 سنوات من إجراء الجراحة، وصلت نسبة السيدات اللاتى لم يعانين من ارتجاع الورم أو نمو ورم جديد بعد تلقى العلاج الموجه 71%. وأوضح علاء قنديل، أن سرطان الثدى الإيجابى لمستقبلات HER2 هو نوع شرس من سرطان الثدى يتطلب عناية خاصة، نظراً لسرعة نموه وارتفاع فرص عودة الإصابة به، مضيفاً: "يعد تراستوزوماب (هيرسبتن) هو العلاج الأساسى لسرطان الثدى الموجب لمستقبلات HER-2، وقد استخدم العقار لعلاج حوالى 600,000 على مستوى العالم". وعلق د.ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ورئيس وحدة علاج الأورام بالقصر العينى، قائلاً: "اعتماداً على نتائج الدراسة المذكورة، فإن استخدام عقار تراستوزوماب (هيرسبتين) لعلاج سرطان الثدى الموجب لمستقبلات (HER2) قبل الجراحة يعد بديلاً علاجياً هاماً للسيدات المصابات بالمرض"، مضيفاً أن الحقبة المقبلة قد تشهد إحلال العلاج الكيميائى بالعلاج الموجه، موضحاً أن سرطان الثدى يعد من أسهل أنواع السرطان قابلية للشفاء، حيث تبلغ نسبة الشفاء فى حالة الاكتشاف المبكر حوالى 98%.