لا أعلم لماذا أكتب هذه الكلمات الآن ولكن ما أعلمه جيدا أنى أريد كتابتها فأمسكت بقلمى وجلست أكتب ولا أعلم ماذا ولماذا أكتب ولكنى أريد أن اكتب.. حينها تصورت أن المشكلة فى الكتابة فقد افتقدتها كثيرا أحسست أنى بغيرها ينقصنى الكثير والكثير.. ولكنى تنبهت إلى أنى لا أفتقد الكتابة فحسب فهى ليست إلا وسيلة لإفراغ شحنات ملأت نفسى وأفكار استحوذت على عقلي.. بل أفتقد جوانب كثيرة فى حياتى أهمها حلم من أحلامى.. وجدت نفسى افتقد أحدا لم أدرك مدى أهميته فيما مضى ولا أعلم لماذا فكرت به فى هذا الوقت الذى يعتبر من أهم وأصعب أوقات حياتى.. إنها فتاة أحلامى.. تلك الفتاة التى كنت أحلم بها وأنا صغير.. ومع مضى السنين وتراكم الهموم لم أعد أذكر منها ولا من أحلامى معها إلا الفتات القليل.. وهذا ما أزعجنى كثيرا.. أعلم انه مضت سنوات كثيرة وقابلت اناسا اكثر بكثير وشغلت بالحياة بشكل مزعج ولكن.. هل أفقدنى كل هذا إحساسي.. وهل أثر على مشاعرى ووجدانى؟؟؟ وجدت نفسى مشوش الفكر منزعج البال بتلك الافكار الجديدة التى جعلت عقلى يسأل الكثير من الاسئلة تحتاج الى جواب واضح.. حاولت جاهدا أن أتذكر فتاة أحلامى وان أعدد صفاتها بعقلى ولكنى لا اذكر شيئا .. فيئست وتركت القلم.. وقتها أغمضت عيناى قليلا لأستريح من تعب التفكير.. وهنا رأيت فتاة لا اعرفها ولا أستطيع ان أتعرف عليها ربما لبعدها عنى.. ولكنى رأيت عينيها.. رأيت أجمل عينين فى حياتى كلها.. رأيت عينين وكأنهما بحر كبير أمواجه متناغمة.. مياهه صافية ..نظرك إلى تلك العينين يزيدك تعطشا للمزيد من النظر.. هما عينان لفتاة ولكنهما ليستا كأى عينين فسبحان الخالق البديع فما فيهما من الرقة والتعبير والدلال والجمال وحسن المنظر والابتهاج يدلان على أنهما ليستا كأى عينين هما عينان إذا رأيتهما للحظات تنسى كل هموم حياتك وتكاد أن تنسى كل ما يدور حولك من جمالهما.. أما جفناها العجيبان فكانا لى كالدنيا بأسرها تفتح ذراعيها وتغلقهما أمامى فى كل حركة منهما.. وابتسامتها التى لا تفارق زوايا عينيها تزيدها سحرا وجاذبية.. سمعت صوتها العذب فصمت لسانى كثير الكلام وفقدت قدرتى على التعبير ووجدت نفسى مذهولا مما أسمع فلم أسمع يوما صوتا وكأنى أراه نعم أحسست أنى أرى صوتها.. أراه ألوانا هادئة متناغمة تعزف على وتر قلبى سيموفونيه من الحركات المتداخلة التى جعلتنى فى دنيا غير دنيانا هذه.. دنيا لا اعرفها ولم اعرفها قبل هذا اليوم.. لم أسمع من نفسى وقتها غير صوت دقات قلبى التى تتعالى شيئا فشيئا.. أما حديثها فكان حديثا يتسم بالعقلانية والموضوعية الشديدة فى أمور الدنيا.. هى عاقلة فاتنة إذا جلست تتحدث معها تتمنى أن تقف كل ساعات وعدادات الوقت فى الدنيا كلها.. هى تعرف أنوثتها جيدا وتحترمها جيدا وتعرف قدر عقلها الغالى الذى وهبه رب العالمين إياها.. هى تعرف حقائق الدنيا جيدا وتدرك ماهية وجودها فى الحياة ولا تفرط فى أقل قليل من واجباتها تجاه كل من حولها.. هى فتاة ككل الفتيات ولكنها فتاة يتمنى الكثير من الرجال أن يصبحوا مثلها أو جزءا منها.. فقط لفرط عقلها وحكمتها.. هى غالية على نفسها وعلى كل من حولها.. من عرفها أدرك قيمتها و حظه بمعرفتها وأدرك أنه يجب عليه بذل الغالى والنفيس حتى وان كان فى ذلك فقدانه كل شىء وأى شىء فقط من اجل أن يكون بجوارها فهى كملكة الأرض المتوجة والتى يتمنى جميع شعب الأرض فقط رؤيتها لا أكثر.. هى فتاة تزن الأمور جيدا وتعرف هدفها ووجهتها جيدا.. هى فتاة قائدة لحياتها ومستقبلها بل ومستقبل الكثيرين من حولها.. هى فتاة تتسم بالحنان على المقربين منها أكثر من حنيتها على نفسها.. وهى كالصاعق لمن يتجرأ على أذاها أو أذى أى من حولها. هى فتاة قلبها مطيع لأوامر ربها رحيم بمن حولها سعيد لسعادة غيرها قوى بايمانها صادق فى إحساسها جرىء فى حقها حليم فى أحكامها برىء فى حديثها. وبعد أن انتهيت من سكب الحروف من عقلي.. وفك أسر الكلمات من روحي.. تعجبت كثيرا مما كتبت فلا أدرى أهى أحلام حقا.. أم أنى حظيت بشرف رؤيتها فى الواقع أم ماذا؟ ولكن كل ما أدركه أنى أرحت خاطرى كثيرا.. وألقيت بحمل ثقيل من على عاتقي.. بعد أن شككت فى فقدانى لمشاعرى مع ضغوط الحياة ومهامها. كم كنت أتمنى أن أكون شاعرا عظيما فى هذا الوقت فقط كى أعرف أن أعبر عن جزء مما رأيت منها فى مخيلتى وأحلامى وأيامى.. هذه الفتاة التى هى فى خيالى أدعو الله أن تصبح كل واقعى ومستقبلى.