سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقارب المواقف نقطة ارتكاز للعلاقة بين القاهرة وطهران..إيران تؤيد السيسى وتشيد بمواقفه لمحاربة الإرهاب ودوره فى تهدئة غزة.. وخلاف الرؤى بين نجاد وروحانى جعل الأخير يفكر فى تغيير وجهة إيران بالعالم
مرت سنوات من الصعود والهبوط، صعدت فيها العلاقات المصرية الإيرانية لأعلى مستوياتها بعد ثورة 25 يناير 2011 وفى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث تمكنت البلدان من عقد اتفاقية سياحية تم على إثرها دخول أولى الأفواج الإيرانية إلى القاهرة والعكس، لتعود تدريجيا إلى الهبوط بعد عزل محمد مرسى، مع اتخاذ طهران موقفا رماديا من ثورة 30 يونيو، لم تؤيد عزل مرسى ولم ترحب رسميا بالنظام الجديد، لينتخب الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسى وتقدم مصر للرئيس الإيرانى حسن روحانى دعوة رسمية لحضور حفل التنصيب، والتى كُلف بتلبيتها مساعد وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان، وتتجمد العلاقات لتبدأ مرحلة جديدة. بدعوة رسمية سافرت إلى العاصمة طهران، لفك اللغز الذى اعترى العلاقات بعد 30 يونيو، حاولت أن أرسم سيناريو العلاقات بالنسبة للمرحلة المقبلة، وتحسست موقف طهران من ثورة 30 يونيو والنظام المصرى الجديد، فالموقف الرسمى الإيرانى كان مبهما بعض الشىء لا يؤيد أو يذم، لكن الإعلام والصحف التى تصدر بالفارسية تسير عكس ذلك، وفى لقائى بالدكتور على أكبر ولايتى وزر الخارجية الإيرانى الأسبق ومستشار المرشد الأعلى للشئون الدولية وأمين عام المجمع العالمى للصحوة الإسلامية، حاولت فك لغز التناقض بين الموقف الرسمى والإعلام، فكان جوابه "إننا نحترم رغبة الشعب المصرى وأن ما تناقلته وسائل الإعلام بوصف 30 يونيو انقلابا وليس ثورة لا يعد الرأى الرسمى، فهناك حرية فيما تتداوله وسائل الإعلام فى إيران"، مبديا أمله فى تتجاوز البلدين القضايا "غير الجوهرية" التى تعرقل تنامى العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن مصر دولة صديقة ولها مكانة كبيرة فى قلوب الإيرانيين، وأن الزيارات المتبادلة بين المصريين والإيرانيين تسهم فى تعزيز التفاهم المشترك ومواجهة التحديات التى تجابه العالم الإسلامى، وأكد على أن الدول المناهضة للعالم الإسلامى تسعى إلى تنفيذ مخطط لتفتيت الدول الإسلامية. وتلقيت إجابة بشأن المواقف المتقاربة ببين القاهرةوطهران، من نائب وزير الخارجية الإيرانى لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسين أمير عبداللهيان الذى رحب بتطوير العلاقات مع مصر باعتبارها بلدًا له ثقل تاريخى وحضارى وسياسى فى الشرق الأوسط، وإن بلاده كانت تواجه غموضًا والتباسات إزاء التطورات التى شهدتها مصر، وقال إن مواقف القاهرةوطهران متطابقة تجاه عدد من القضايا من بينها مواجهة التطرف والإرهاب، وإن مباحثاته مع المسئولين المصريين خلال مراسم تنصيب السيسى ركزت على محاربة الإرهاب والتطرف بسوريا، وإن طهران تدعم أية مبادرة لتعزيز التعاون مع مصر"، أى أنه أصبح الآن هناك أرضية مشتركة أكثر من ذى قبل من الممكن أن ترتكز عليها العلاقات فى المرحلة المقبلة، وقال عبداللهيان "فى العدوان الإسرائيلى على غزة أكدنا لأصدقائنا فى حركتى حماس والجهاد الإسلامى تأييد بلادنا لجهود مصر الدبلوماسية لحل الأزمة، ونصحنا حماس بالاستماع لمصر وتأييدها". من خلال تصريحات المسئولين الإيرانيين يمكن استنباط أن طهران غيرت رؤيتها بشأن القاهرة، وأصبحت لا تعوّل كثيرًا على جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، رغم اعترافها بأنها جماعة سياسية لها تاريخ طويل فى مصر، وأن هناك إرادة جادة وحقيقة لإقرار علاقات مع النظام المصرى الجديد فى كافة المجالات، خاصة بعد أن قال مساعد وزير الخارجية الإيرانى ردًا على سؤال بشأن العلاقات التى تجمع طهران بجماعة الإخوان الإرهابية "أى قرار يتخذه الشعب المصرى يحظى باحترامنا، وأى تيار يرتكب أعمال عنف وتطرفا سيكون محل رفض من جانبنا". وحينما تكرر سؤال بشأن وجود شارع خالد الإسلامبولى (قاتل السادات) فى طهران، قال إن هناك اهتماما إعلاميا به، وإنه فى السنوات الأخيرة لم يناقش أحد من المسئولين المصريين هذا الموضوع. كان اللقاء مع دكتور حسام الدين أشنا، المستشار الثقافى للرئيس الإيرانى حسن روحانى، والذى تحدث بكل صراحة عن تاريخ الرئيس الإيرانى الذى لا يعرفه الكثيرون طيلة ال 34 عاما بعد الثورة الإسلامية فى إيران، حيث قال إن روحانى يختلف فى رؤيته وتوجهه عن الرئيس السابق أحمدى نجاد حول كيفية ادارة الملف النووى، وعندما ترأس الوفد النووى المفاوض مع الغرب كان يرى أنه ليس هناك مجال للهجوم، وعندما تعارضت وجهتا النظر استقال روحانى من مجلس الأمن القومى آنذاك، وشكره نجاد على مجهوداته فى هذه الفترة. واعتزل روحانى العمل السياسى لفترة اتجه فيها للعمل فى مركز الدراسات الاستراتيجية لمدة 8 سنوات، وبدأ يجمع الأشخاص ويطرح قضايا البلد، إلى أن أعلن ترشحه للرئاسة العام الماضى، وأعلن عن عملية جراحية اقتصادية سياسية اجتماعية وفى السياسة الخارجية، وبهذه الأفكار بدأ ينهض بالمجتمع، ورأى أنه حان الوقت لتغيير وجهة إيران فى العالم، لأن –على حد ظن أشنا- أن إيران يجب أن تكون على أفضل مظهر فى العالم. وحول العلاقات بين البلدين فى فكر الرئيس روحانى، قال دكتور أشنا أن رؤساء إيران على مدار التاريخ يرغبون فى بدء علاقات بين البلدين، وكلما تمضى السنين يتحدث المسئولون الإيرانيون عن بدء أو تجديد العلاقات، لكن الطرف المصرى لا يستجيب للدعوة! وفى عهد مبارك كنا نسعى لإقرار علاقات، وقالوا لنا إن المشكلة ليس فى مصر بل فى علاقتكم مع أمريكا، وحضور مرسى فى طهران كان حضورا باردا، أما الرئيس السيسى لم يبدِ أى شىء، وأوضح أن هناك فرقا بين العلاقات الأمريكية -الإيرانية، والمصرية-الإيرانية، أمريكا هى التى قطعت علاقتها بإيران، وإيران هى التى قطعت علاقتها بمصر، وحول علاقاته السياسية بالغرب، قال إن هناك مفارقات بين روحانى وخاتمى الرئيس الإصلاحى الأسبق، "فالحنكة السياسية لروحانى تمكنه أن يبتسم للغرب لكن لا يخضع"، وحينما سألناه عن العلاقات الأمريكيةالإيرانية قال من الأفضل أن تُسأل الإدارة الأمريكية عن ذلك، مؤكدا على أن "ليس ضمن برنامج روحانى إقامة علاقات مع أمريكا". وفى نبذة مختصرة حول الحياة العملية للرئيس روحانى، قال أشنا إنه كان من أشجع الخطباء وأول من نادى "الخمينى" بالإمام، ومن قلائل العلماء الذين كانوا يعملون فى الجيش وانتخب نائبا فى البرلمان، وبعد الحرب العراقية الإيرانية عمل قريبا من الرئيس الأسبق هاشمى رفسنجانى، وكان نائبا له فى إدارة الحرب، وقائدا فى الدفاع الجوى الإيرانى، ومحاورا فى المفاوضات فى نيويورك لذا أطلق عليه "الشيخ الدبلوماسى"، وبدأ يفكر بعدها فى صالح إيران أن تستمر فى الحرب أم لا؟ وقبل الخمينى إنهاء الحرب لصالح إيران، بعد انتهاء المفاوضات مع صدام حسين، وكيفية استمرار العلاقة بين البلدين، وانتخب بعد الحرب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومى، وكان يتفهم ويعلم المشاكل الأمنية والسياسية، الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية التى كان يطالب المجتمع بها، وشارك فى الانتخابات أكثر من 75%. موضوعات متعلقة: بالفيديو..النص الكامل لكلمة الرئيس بجامعة القاهرة..السيسى: أتطلع لبناء منظومة تعليمية تفتح أبوابا تنويرية للبلاد.. وأصدر تعليماتى بمضاعفة البعثات التعليمية بالخارج.. وتحية لذكرى عبد الناصر.. وتحيا مصر