نقلا عن اليومى.. لم يكن جمال عبدالناصر مجرد رئيس لمصر فى سلسلة طويلة من الملوك والسلاطين والحكام والرؤساء التى حكمت مصر على مدى تاريخها، لكنه كان زعيما مصريا خالصا متقلدا لقب الزعامة كأول رئيس فى تاريخ مصر يحوز ذلك اللقب الذى يحمل صفة ملازمة له وهى ما أطلق عليه «كاريزما جمال عبدالناصر»، تلك الكاريزما التى بدأت فى الظهور فور توليه الرئاسة ومن خلال خطابات تحمل صفة الثورية وروح عبدالناصر التحررية، مما خلق له تلك الكاريزما التى صاحبته فى رحلة حياته من الرئاسة وحتى قبره، ونظرا للثقل الاستراتيجى لمصر ومحوريتها فى العالم وتشابك الكثير من الخيوط العالمية بها خاصة خيوط إنجلترا وفرنسا وإسرائيل وأمريكا، فقد كان التركيز على شخصية الزعيم جمال عبدالناصر من قبل رؤساء وحكام العالم فى وقته، ومن هنا تم عرض صورته فى الدراما السينمائية العالمية من خلال ذلك التأثير المباشر السلبى من جهة معظم القوى الغربية والأمريكية فى ذلك الوقت، حيث اتخذ عبدالناصر موقفا متشددا من المحتلين لمصر أو غيرها من البلدان، وأصر بعزيمة قوية على خروجهم من مصر، مما جعل منه عدوا للغرب ولأمريكا، فكان التناول السينمائى فى كثير من الأحيان يعكس تلك الصورة غير المرغوب فيها من قبل هذه الدول، ففى فيلم «Power Play «1978 أو «لعبة القوة» وله اسم آخر هو «عملية الانقلاب» يظهر التفكير الغربى واضحا من خلال الإسقاط على ثورة 23 يوليو 1952 التى يعتبرها ذلك التفكير خاصة الإنجليز انقلابا نظرا لكراهية جمال عبدالناصر، لذلك يدور العمل فى مكان غير محدد حيث تقوم مجموعة من الجيش من بينهم القائد العقيد زيلر «بيتر أوتول»، الذى يظهر أنانيا وانتهازيا ويحاول صناع الفيلم إسقاط صورة الزعيم جمال عبدالناصر عليه، الأمر الذى يجعلهم يظهرونه بصورة سلبية متعددة، وقد استمد مخرج العمل وكاتبه مارتن بيرك مادته من خلال تجاربه الخاصة كصحفى فى البيئات التى مزقتها الحرب، وقد ظهر جليا الإسقاط على شخصية جمال عبدالناصر من خلال شخصية صديقه فى العمل القائد «أنور» الذى قام بدوره «هارفى أتكين». وفى عام 1983 ظهر الفيلم التليفزيونى Sadat «السادات» عن حياة وموت السادات الذى قام بدوره الممثل «لويس جوسيت»، وفى الفيلم تظهر شخصية جمال عبدالناصر، وقام بدوره «جون ريس ديفيس»، ويظهر الفيلم علاقة السادات بعبدالناصر على أنها علاقة تابعية، حيث استطاعت مصر أن تكون لها قوة إقليمية فى عهد عبدالناصر الذى يظهر متمتعا بشعبية واسعة النطاق بمجرد أن تم تأميم قناة السويس، ولكنه يعانى من سقوط فادح فى أعقاب هزيمة مصر الساحقة فى حرب الأيام الستة، وصور الفيلم فى المكسيك، وقدم الفيلم أيضا شخصية عبدالناصر بصورة سلبية تماما فهو شخصية سريعة الغضب متهورة بدرجة كبيرة لا تستطيع أن تتحكم فى انفعالاتها وغير قادرة على اتخاذ قرارات سليمة وصحيحة فى التوقيت المناسب، فقد أراد صناع الفيلم تقديم صورة لعدوهم تدفع الشعوب إلى كراهيته، لذا أساء لعبدالناصر كما أساء إلى السادات، لعدم معرفة صناع الفيلم بالتقاليد فى مصر وحدودها الجغرافية. وتناول الفيلم الإنجليزى Suez 1956 - 1979 «السويس 1956» التليفزيونى الذى أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية مواقف عبدالناصر من أزمة السويس والعدوان الثلاثى، وصور مكائد سياسة رئيس الوزراء أنطونى إيدن وحكومته أثناء أزمة تأميم مصر لقناة السويس فى 1956، وتصارع القوى الدولية فى مصر وبريطانيا وروسيا وأمريكا والذى كاد يؤدى إلى نشوء حرب عالمية، وقام الممثل البريطانى «روبرت ستيفنز» بدور «عبدالناصر»، وقدم العمل كذلك شخصية عبدالناصر بصورة فيها من السلبية الكثير مع تقديم صورة مجملة للاحتلال البريطانى لمصر.