الزواج تآلف ورحمة به يترفع الإنسان عن المعاصى ويصبح أجمل وأرقى عاطفياً ووجدانياً لأنه سيكون بكنف امرأة ترعاه وتحافظ عليه وتنتزعه من وحدته القاسية والباردة لتقدم له حياة عائلية فيها حرارة مشتركة دافئة. فالزواج يبعد الرجل والمرأة عن العبث والتهريج واللامبالاة والابتذال العاطفى فيحميهم من الضياع ومخالفة شريعة الله، وهذا بحد ذاته احترام للذات بالمقام الأول. لذا قررت أن أكتب جزئين فى هذا الموضوع وسأبدأ بالرجل أولا لأنه صاحب السيادة وصاحب القرار. أخى الرجل.. الحب يولد من كلمة فتنساب بين ثنايا القلب لترويه وتلهب المشاعر وتؤجج الأشواق فيتدفق الشعور بين الطرفين فلا تبخل بها على زوجتك وأشعرها دائماً بأنها الملكة المتوجة فى قلبك وبيتك وإنها الأنثى الوحيدة فى حياتك وأنك غريب ووحيد دون وجودها بجانبك لتشعر معك بالحنان والاطمئنان. وما أجمل الزوج الذى يدلع اسم زوجته فيناديها بأحب الأسماء إليها ويسمعها كلمات كان يرددها لها أيام الخطبة، وهى تعشقها منه لأن الكلمة الطيبة صدقة وأكبر صدقة للزوجة فلا تبخل بها عليها. وكن معها رجلاً فى كل المواقف فالمرأة تحب من يحميها ويدافع عتها ويتحمل عبء المسئولية ويكون سنداً متيناً لها ترتكز عليه وقت الحاجة فلا تخيب ظنها بك، لأن الرجل هو قدوة لها فى حياتها، منه تستمد الحياة والأمل والقوة ويكون مستشارها المؤتمن على أسرارها ولا تدع نفسك ضعيفا أمامها فتسقط من نظرها ويوماً من حياتها. شاركها بكل تفاصيل حياتك بفرحك لتفرح معك وبحزنك لتساندك وقت الشدة وبمشاريع أعمالك وكل ما يدور بخلدك فهى كائن ذكى جدا ممكن تعينك فى حل مشكلة مستعصية أنت عجزت عن حلها، فلا تبقيها كقطعة أساس لا إحساس لها ولا شعور وتجعلها مجرد كماليات فى البيت، ثم ادخل السعادة والفرح لقلبها بهدية متواضعة تجدد من نفسها أو حتى وردة يفوح عبقها بين قلبيكم وهمسة ناعمة تشعرها بذاتها وكيانها وبأمان لا ينتهى. ويا أخى الزوج كما تدين تدان... كيف تحب مظهر زوجتك أمامك عليك أنت أيضاً أن تفعله فليس من المعقول أن تطالبها بالزينة والرائحة العطرة والشكل الحسن، وأنت منكوش الشعر وملابسك غير منظمة ورائحة عرقك تفوح.. فما أجملك يا سيدى عندما تراعى ربك فيها وتجعل منظرك يسر القلب والعين لتشعر هى بأنوثتها أمامك وتشعر بالراحة والطمأنينة وأنت بجانبها وخاصة عندما تغدق عليها كلمات الشكر والامتنان على مجهودها بالبيت ومع الأولاد عندها تتشجع لتعطى المزيد وهى متيقنة أنك مقدر عملها وتعبها، وأنك ملاحظ ما تقوم به من مجهود لتسعد أسرتها وتنشر فيها عبق السعادة والهناء، ثم شاركها أحلامها وأمانيها وتطلعاتها للمستقبل، وإن استطعت الوقوف بجانبها ومساعدتها لتحقيق ما تتمناه ضمنتها بقربك طول العمر، وستكون أنت التاج الذى ستضعه على رأسها وستقف جانبك بكل ما يتطلب الأمر. وما أروعك يا سيدى لو كنت قدوتها وقدوة أولادك بالدين تصلوا معا وتحافظوا سوية على قراءة القرآن فهذا سيجعل الرابط بينكم قوياً ويجعل مخافة الله بين عيونكم ويقوى صلتكم بالرحمن الرحيم. ولا تفرق بين أهلك وأهلها فاشعرها أنهم سواء وأنكم عائلة واحدة لا فرق بينكم ولا تتذمر من قدوم أهلها لأنه سينعكس سلباً على نفسيتها وتحاول هى أن ترد على أهلك بنفس الأسلوب بل اشعرها أنك تحبهم لأجلها وتحترمهم لأنهم منحوك أجمل زهرة لديهم. دع لروحك العنان مع امرأتك وكأنك ما زلت خطيباً وعاملها بنفس أسلوب الشوق والحنين لها فهذا يتغلب على المشاكل ويزيل أتفه العقبات ويجعلكم يداً واحدة فى الأزمات فالعمر قصير يا سيدى لمَ نقضيه بالمشاكل والتفاهات وخراب البيوت وتشريد الأولاد، وتعيشون حياة بلا عنوان وأجساد بلا أرواح وجرح نازف يصعب معه نسيان الآلام، فكن حكيماً لأنك سلطان البيت، وكن لها أباً وأخاً وزوجاً وحبيباً لتكون هى شهرزادك طوع أمرك وبنانك وأميرة بيتك وتقطفوا معاً ثمار إيجابياتكم وسعادة أولادكم.