قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الهجمات الجوية المفاجئة التى شنتها الولاياتالمتحدة على معاقل داعش فى سوريا، فجر الثلاثاء، كانت أكثر كثافة وأوسع مدى كثيرا من تلك التى شنتها على التنظيم فى العراق، منذ أغسطس الماضى. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الحملة الجوية فى سوريا تمثل أوسع نطاق للتدخل العسكرى المباشر فى الأزمة السورية منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل ثلاثة سنوات. مشيرة إلى أن الهجمات المكثفة شكلت ضربة شرسة ضد إرهابى داعش، مما أسفر عن تشتت قوات التنظيم الإرهابى وتدمير شبكة المنشآت التى بناها التنظيم فى سوريا والتى ساعدت على تأجيج إستيلائه على جزء كبير من العراق، هذا العام. وشنت الولاياتالمتحدة، بمشاركة خمس دول عربية حليفة، حملة جوية واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإحدى الجماعات الإرهابية، التابعة لتنظيم القاعدة، فى سوريا، الثلاثاء، مستهدفة قواعد عسكرية ومعسكرات تدريب تابعة للجناعات المتطرفة ونقاط تفتيش فى أربع محافظات على الأقل. وفضلا عن الهجمات التى استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية فى العراقوسوريا، المعروف ب"داعش"، فإن القيادة المركزية الأمريكية أعلنت استهداف القوات الأمريكية، بشكل منفصل، لجماعة خورسان التابعة لتنظيم القاعدة فى سوريا، ذلك لإحباط هجوم وشيك مخطط له ضد المصالح الأمريكية والغربية. ولم تكشف الولاياتالمتحدة أو حلفاؤها عن موعد ومكان الهجمات المقبلة، كما شنت هجماتها، الثلاثاء، بشكل مفاجئ. وأطلقت واشنطن وحلفائها، فجر الثلاثاء، ضربات عسكرية جوية على معاقل داعش فى مدينة الرقة السورية، والمناطق الريفية المحيطة. واستهدفت ضربات أخرى محافظات دير الزور والحسكة، حيث آبار النفط التى يسيطر عليها التنظيم. ولم يتضح بعد حجم الضرر الناجم عن الغارات، لكن القيادة المركزية أعلنت أن موجة من الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز توجهت ضد 14 هدفا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية. وبحسب البيان فإنه تم إطلاق نحو 50 صاروخ كروز من سفينتين حربيتين امريكيتين فى البحر الأحمر وشمال الخليج. فيما تم إطلاق أربع هجمات أخرى باتجاه أهداف لمتشددين فى العراق خلال نفس الوقت، ليصل إجمالى الهجمات 194. وقال مصدر عسكرى أمريكى إن مشاركة السعودية والإمارات والبحرين والأردن وقطر، أمر هام للحد من الإنتقادات الزاعمة ان واشنطن تشن حربا بمفردها ضد المسلمين. ويتفاوت دور البلدان الخمس بين المشاركة ودعم الضربات. ورغم أن مسئولين أمريكيين نفوا أن تكون الهجمات بالتنسيق مع حكومة الرئيس السورى بشار الأسد، الذى تعتبره واشنطن فاقدا للشرعية ويجب أن يتنحى، لكن التليفزيون الحكومى السورى أكد أن الولاياتالمتحدة أبلغت السفير السورى لدى الأممالمتحدة قبل شن الهجمات. ويأتى هذا بعد أسابيع من تهديد مسئولى دمشق اعتبار أى هجوم، دون إذن من الحكومة، عملا عدائيا. وبالإضافة إلى قواعد داعش فى الرقة والحسكة ودير الزور وحلب، استهدفت الضربات قواعد تابعة لجبهة النصرة، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، من الجماعة الإرهابية، وثمان مدنيين، ذلك وفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان، الجماعة السورية المعارضة للأسد والتى أعربت عن دعمها للهجمات على داعش.