أكد سفير ماليزيا لدى مصر داتو كو جعفر كو شعارى، أن بلاده ستظل دوما ملتزمة بمساهمتها فى تنمية مصر، بينما تحرص على تبادل الخبرة والتجربة والمعرفة بين البلدين. وقال إن ماليزيا ومصر حافظتا على العلاقات الودية بينهما معربا عن الثقة من أن العلاقات السياسية والتجارية الممتازة بين البلدين سوف تستمر فى النمو والازدهار. جاء ذلك فى كلمته الليلة الماضية خلال الاحتفال الذى أقامه للاحتفال بذكرى تأسيس ماليزيا الذى يوافق 16 سبتمبر من عام 1963 والعيد القومى السابع والخمسين لماليزيا الذى يوافق يوم 31 أغسطس من عام 1957 وحضره الدكتور السيد أحمد عبد الخالق، وزير التعليم العالى والسفير أحمد إسماعيل عبد المعطى، مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية ولفيف من المسئولين والسفراء الأجانب المعتمدين بالقاهرة والصحفيين والمثقفين. وأوضح داتو كو جعفر، انه ومن حيث معدلات التبادل التجارى، فان مصر هى أكبر شريك لماليزيا فى منطقة شمال أفريقيا مشيرا إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين فى نمو مستمر كل عام، حيث بلغ حجم التجارة البينية العام الماضى ما قيمته مليار ومائة مليون دولار. وأضاف أن مصر لا تزال أكبر سوق لمنتجات زيت النخيل فى افريقيا فى عام 2013 حيث قامت باستيراد اكثر من نصف مليون طن من منتجات زيت النخيل الماليزى معربا عن تطلعه للتعاون مع مصر فى قطاعات مثل السياحة والنقل والبنية التحتية والخدمات المصرفية الإسلامية، فضلا عن منتجات الأغذية "الحلال" فهى مجالات يجب أن يتم تطويرها بين البلدين. وأوضح أنه من أجل تعزيز مساهمة ماليزيا فى تنمية مصر فقد بدأت بتروناس عملها فى مصر فى عام 2001 من خلال امتياز نيميد أو منطقة المياه العميقة شمال شرق المتوسط حيث حرصت على تعزيز تواجدها فى مصر من خلال الحصول على 50 % بالمائة من أكبر امتياز للتنقيب عن الغاز الطبيعى فى البحر الأبيض المتوسط ومنطقة غرب الدلتا البحرية العميقة من أديسون فى 2003 باستثمارات بلغت قيمتها مليارى دولار أمريكى. وبدأت شركة بتروناس جنبا إلى جنب مع شريكتها بى جى مصر والحكومة المصرية فى تأسيس الشركة المصرية لتسييل الغاز الطبيعى فى 2005، وهى واحدة من أكبر شركات تصدير الغاز فى العالم باستثمارات تبلغ حوالى مليار وثمانمائة مليون دولار امريكى. وأوضح أن شركة بتروناس لديها استثمارات فى مصر فى الوقت الحالى تزيد على إثنى عشر مليار دولار أمريكى، وتسهم بتروناس مع بى جى مصر بنسبة 20 % بالمائة من إنتاج مصر من الغاز الطبيعى يوميا. وأضاف سفير ماليزيا، أن شركة باروتيك إينيرجى جديرا هى شركة ماليزية أخرى ذات صلة بالحكومة لديها استثمارات ضخمة فى مصر وتعد أكبر منتج مستقل للطاقة فى البلاد حيث تمتلك وتقوم بتشغيل ثلاث محطات حرارية تعمل أساسا بالغاز فى سيدى كرير وبورسعيد وخليج السويس، لديها ما يزيد عن مليار دولار استثمارات فى محطات توليد كهرباء مصرية تغطى 8% من احتياجات البلاد من الكهرباء . ونوه كذلك بحسور التعاون التى تتسع بين البلدين على مر السنين، فى مختلف المجالات سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد ازدهرت علاقاتنا لاسيما فى مجال التعليم حيث يوجد أكثر من عشرة آلاف طالب ماليزى يواصلون تعليمهم فى جميع أنحاء مصر، ما يجعل لماليزيا أكبر البعثات الأجنبية فى مصر الأمر الذى يساهم فى إمداد الاقتصاد المصرى بأكثر من سبعة مليون دولار سنويا. فى هذا الصدد، الثنائية مستقبل أكثر إشراقا. وأضاف إننا وبينما نحتفل بهذه المناسبة البهيجة، يجب علينا أن ننظر إلى الوراء ونتذكر لحظات الأسى والحزن التى هزتنا جميعا مؤخرا، حيث كان عام 2014 بمثابة اختبار حقيقى لماليزيا، حيث نعى شعب ماليزيا بشكل خاص وشعوب العالم بأسره ضحايا الطائرتين الماليزيتين، أحدهما لا تزال قيد البحث ولم يعثر عليها حتى الآن بينما أسقطت الأخرى بصاروخ فى منطقة صراع. وأوضح أن كلا الحادثين شهدا خسائر مأساوية، من حيث اختبار صبر وصمود الحكومة وشعب ماليزيا وكذلك البلدان الأخرى الذين كان لديهم أيضا مواطنون أحباء على متن الطائرتين مشيرا إلى أن الماليزيين يقفون على اختلافهم من حيث الخلفية والعقيدة والأيديولوجية بثبات وراء قادتهم لاسيما رئيس الوزراء داتو سرى نجيب عبد الرازق الذى أدار الأزمة شخصيا بهدوء وثبات خلال هذه الفترة الصعبة جدا. وأعرب عن الشكر والتقدير لحكومة وشعب مصر لتعزيتهم ومواساتهم للشعب الماليزى .