توصل الدكتور عبد النبى البيومى قابيل، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة طنطا، والحاصل على جائزة الدولة للتفوق العلمى لهذا العام، إلى فكرة مبتكرة وهى تحويل الهواء الجوى الذى يحتوى على بخار الماء إلى مياه عذبة تصلح للشرب والرى الزراعى. ويمكن استخدام طريقتين مختلفتين للحصول على الماء: أولهما: تبريد الهواء حتى درجة حرارة أقل من نقطة الندى، وهى تنخفض كلما انخفضت الرطوبة النسبية للهواء الجوى، وظاهرة الندى من الظواهر الطبيعية التى تحدث عند انخفاض درجة حرارة الجو بشكل ملحوظ. ثانياً: امتصاص الماء من الهواء باستخدام بعض الأملاح أو المواد الصلبة ذات القدرة العالية على امتصاص الرطوبة وإطلاقها، وتستخدم تلك الطريقة أساسًا لتجفيف الهواء فى العديد من الصناعات، ثم يتم إعادة فصل الماء من المادة الماصة عن طريق التسخين حتى درجة حرارة يبدأ عندها تبخر الماء، والذى يتم تكثيفه للحالة السائلة بتعريضه لسطح أبرد نسبيًا عند درجة حرارة الجو. ومن مميزات هذا الماء، الذى يتم الحصول عليه بتلك الطرق نقاوته التامة من جميع الأملاح، فهو كماء المطر، إلا أنه يحمل بعض ملوثات الهواء، التى يسهل تنقيته منها. وقد قام الدكتور عبد النبى قابيل بنشر مجموعة من الأبحاث فى كيفية استخلاص الماء من الهواء فى مجلات ودوريات عالمية. وقام البيومى بتصميم جهاز هرمى الشكل زجاجى، ويوجد بداخله مخدات مشبعة بمحلول كلوريد الكالسيوم، فعندما يتم فتح جوانب الهرم ليلاً يقوم المحلول بامتصاص رطوبة الهواء الجوى، ثم تغلق الجوانب نهارًا فيتم تبخير كمية المياه التى امتصت ليلاً، وفى هذه الطريقة يتم الحصول على ما يقرب 2 لتر مياه لكل متر مربع. الثانى تم استخدام طريقة بسيطة ومهمة لقاطنى الصحراء، والذى لا يتوفر عندهم مياه الشرب، حيث تم استخدام الرمل المشبع بمحلول المادة الماصة للرطوبة، مثل كلوريد الكالسيوم، وتم الحصول على ما يقرب من لتر ونصف لكل متر مربع أى استخدام كم مربع يسمح بحصول على ما يقرب من 1500 لتر من المياه. أكد الدكتور عبد النبى قابيل الأستاذ بهندسة طنطا، أن الدول العربية تعانى من مشكلة المياه، حيث تقع هذه الدول فى منطقة الفقر المائى، بحيث يقل نصيب الفرد فى مصر عن 1000 متر مكعب سنويًا. وأضاف، أنه لزم البحث عن طرق غير التقليدية لتوفير المياه العذبة، وربما كان استخراج الماء من الهواء بالطرق المختلفة من أهم تلك الطرق الحديثة.