قال الأديب والكاتب يوسف القعيد أمس، الثلاثاء، فى حلقة برنامج "مانشيت" على "أون تى فى" إن المجتمع المصرى أصبح للأسف يتنفس الدين فقط، ووصلت الأمور إلى "خندقة دينية" تضر الوطن ككل، وأن نظام الحكم القائم على شرعية الرجل الواحد نجدها فى كل القطاعات، وفكرة الحوار نفسها بين المثقفين وأصحاب الرأى والنخبة غير مهيأة، مؤكدا فى هذا الإطار أن مصر تعانى من انعدام الحوار أو حتى القدرة عليه، ولن يقبلك الآخر إلا إذا مدحته ولو كذبا، أما أن تنتقده فتلك الطامة الكبرى، مما يعنى أن الحوار بين المصريين وهم. وأكد القعيد لمقدم البرنامج الإعلامى جابر القرموطى أن مصر بلد الرجال، يتحكم فيه الرجل بشكل أساسى والمرأة كمالة عدد، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يلتقى امرأة مصرية ويتحاور معها لإصلاح الوضع العام فى البلاد، فيما يكون محمد حسنين هيكل فى مقدمة المفكرين الذين يرغب القعيد فتح الحوار معه بشأن مستقبل البلاد القاتم حاليا، ومناقشه مشروعه الخاص بالدستور والحكم. وصرح القعيد بأن الدستور ينص على أن الدين الإسلامى المصدر الأساسى للتشريع، ورفض الأديان الأخرى كأحد المصادر، معتبرا أن أزمة الوطن تعود إلى السنوات الخمس الأولى من حكم السادات الذى تصرف مع خصومه الناصريين والشيوعيين، وكأنه اقتنى أسدا خوفا من الجيران، ولم يجد الأسد أحدا يأكله فأكل صاحبه، إضافة إلى أنه تغاضى عن بعض الفرق الإسلامية لكى تعمل فى المجتمع، فأصبح الناس يرون فى الدين ملاذا، ولم نعد نرى خيرا فى الأرض فنظرنا إلى السماء. وأكد أن الفتنة الطائفية حدثت فى مصر قبل ثورة 1919، وأنه لو تم الأخذ بتقرير لجنة الوزير جمال العطيفى عام 1971 وفعلنا قانون البناء الموحد للمساجد والكنائس لتجنبنا مشاكل طائفية كثيرة. وفجر القعيد مفاجأة عندما أكد أن وزير التعليم السابق الدكتور حسين كامل بهاء الدين برر له إخراج الطلبة المسيحيين من حصة التربية الإسلامية بأنه جاء بطلب شفهى من الكنيسة، خوفا من تأثر الطلبة بالدين الإسلامى فى الصغر، ويؤدى إلى تحولهم للإسلام بعد ذلك. وقال إننى استفسرت من الكنيسة عن مدى صحه هذا الكلام فأكدوا لى الأمر، وطالبت الكاتبة صافى ناز كاظم بالوقوف على الحقيقة قبل اتهامى بزيادة الفجوة بين المسيحيين والمسلمين. وسخر القعيد ممن يسمونه بالعلمانى، وقال إن كلمة علمانى للأسف أصبحت "سيئة السمعة" وتعنى الإلحاد فى مصر، وأكد أن الشرق لم يعرف "الملاحدة"، وعرفة الغرب فقط، معتبرا أن الملاحدة هى هواجس عند المفكرين فى الشرق خاصة بجوهر الدين وأشخاص الرسل.