نقلا عن اليومى.. عرفت الإسكندرية بسحرها من قديم الزمان، محتضنة بين شواطئها أسرارًا وألغازًا، فوقع فى أسرها الحكام والملوك، وجذبتهم مفاتنها، فأطلقوا عليها عروس البحر المتوسط، أسسها الإسكندر الأكبر فى 21 يناير 331 ق. م، وكان لها من اسمها نصيب، ثم عشقها بطليموس، فكان ثانى حكامها، ومؤسس الأسرة البطلمية، واهتم بتنظيمها، وإنشاء الحدائق على شواطئها، وأنشأ حديقة سميت بعد ذلك ب«المنتزه»، وأسسها على طراز حدائق اليونان، وبمرور الزمان واختلاف العصور أهملت الحديقة حتى أواخر القرن التاسع عشر عندما اختارها الخديو عباس حلمى الثانى عام 1892 لبناء فيلا بداخلها، فأعاد إحياءها، وجعلها مصيفه الدائم، فضلاً على مصايف أوروبا وباريس، فكانت مساحة واسعة تبلغ 370 فدانًا أقام أمامها فيلا صغيرة أطلق عليه اسم «السلاملك»، أى مكان الاستجمام والراحة باللغة التركية، مزدانة بمدافع قديمة لمحمد على باشا. وبعد فترة قصيرة أقام مسكنًا للحريم، وكان عبارة عن فيلا من طابق واحد، أما سبب تسمية الحدائق ب«المنتزه» فيرجع إلى محمود باشا شكرى، رئيس الديوان التركى فى عهد الخديو عباس الثانى، وظلت «المنتزه» مصيف الخديو المفضل حتى عزل فى 19 سبتمبر 1914. وفى عهد الملك فؤاد 1917 تمت إزالة الفيلا لبناء قصر، فأمر أرن ستوفيروتشى بك، أحد المهندسين الإيطاليين المسؤولين عن بناء القصور الملكية، بتشييد القصر الجديد، وتنسيق الموقع حوله، فأسند بناءه إلى شركة «دى فارو» الإيطالية التى قامت بتنسيق الموقع وإنشاء الميناء الملكى داخل القصر، وتنسيق الحدائق المحيطة به ليكون المقر الصيفى للأسرة الملكية. وفى حكم الملك فاروق ملكًا على مصر فى 28 إبريل 1936 أسند إلى المهندس المصرى مصطفى باشا فهمى إنشاء كوبرى يربط جزيرة الشاى بالقصور الملكية على الطراز الكلاسيكى، وإضافة السينما الخارجية، ومكتب الملك إلى قصر السلاملك، وتصميم برج المياه ومحطة القطار الملكية، ومكاتب الإدارة والركائب الخاصة بالأسرة الملكية، وأشهر ما يميز تطوير الملك فاروق الملحوظ للقصر برج الساعة الذى تخرج منه أربعة تماثيل ذهبية تحمل صوره عندما تدق عقاربها. واهتم بتزويد الحوائط بالصور والرسوم والمخططات التى تحكى تاريخ القصر، مثل صورة للخديو عباس حلمى الثانى وهو يتجول بالحدائق والشواطئ وفى قطاره الخاص، ورسم لمنطقة قصر المنتزه عام 1900 بواسطة الأمير النمساوى سلفادور، وصور قصرى السلاملك والحرملك، وصالونات الاستقبال الرئيسة المصممة على طراز الباروك، وصورة الملكة نازلى مع أطفالها فى نزهة ب«الكارتة» الملكية، وصور له فى مكتبه بالمنتزه. وفى 23 يوليو 1952 قامت الثورة، وفى مساء يوم 26 من الشهر ذاته غادر الملك مصر إلى منفاه فى روما على ظهر اليخت الملكى «المحروسة» الذى غادر عليه جده إسماعيل إلى منفاه، وبعدها فتح قصر المنتزه والحدائق للشعب، وعهد إلى شركة إيطالية بعملية التطوير والاستفادة من الموقع الفريد، إن قصر المنتزه تحفة معمارية مدهشة، لذا وجب التنويه!