تابعت صحيفة "واشنطن بوست" التطورات فى العراق، وقالت إن فرق القوات الخاصة ودبابات الجيش أحاطت بمقر الحكومة فى المنطقة الخضراء ببغداد مع تشبث رئيس الحكومة نورى المالكى بالسلطة وبشراسة يوم أمس، الأمر الذى يأخذ باستقرار البلاد إلى الحافة فى لحظة تواجه فيها بالفعل تحديا قاتلا من المقاتلين الإسلاميين المتطرفين. ووصفت الصحيفة ما قام به المالكى بالانقلاب السياسى، وقالت إنه قدم خطابا متحديا مساء أمس فى بغداد، وقال إنه سيقيم دعوى قضائية ضد رئيس البلاد الذى رفض تسميته رئيسا للحكومة لفترة جديدة. وأشارت الصحيفة إلى أن الدبابات توغلت داخل الجسور والطرق الرئيسية فى العاصمة، بينما وضعت قوات الأمن فى حالة تأهب قصوى، وقام رجال الميليشيات بدوريات فى الأحياء الشيعية. وأحاطت فرق القوات الخاصة بالمنطقة الخضراء، وتتلقى الأوامر بشكل مباشر من رئيس الحكومة، حسبما يقول المسئولون الأمنيون. ويلقى معارضو المالكى باللوم عليه فى الإشراف على التجزئة الفعلية للبلاد، حيث سيطر متطرفون من تنظيم داعش أو ما يسمى بالدولة الإسلامية على مدن فى غرب وشمال العراق ويهددون بغداد. ويقولون إن المالكى قد اضطهد وهمش الأقلية السنية ودفعهم إلى سلاح الجماعات المتطرفة. وعن الموقف الأمريكى، قالت واشنطن بوست إن الحكومة الأمريكية أشارت أمس إلى أنها تخلت عن المالكى، فقالت المتحدثة باسم الخارجية جين ساكى فى بيان إن الولاياتالمتحدة تدعم بشكل كامل الرئيس العراقى فؤاد معصوم فى دوره كحارس للدستور العراق، وأكدت دعم واشنطن لعملية اختيار رئيس للحكومة يستطيع أن يمثل تطلعات الشعب العراقى ببناء توافق وطنى والحكم بصورة شاملة. غير أن الصحيفة تقول إن المواجهة السياسية تثير احتمال اضطرابات أعمق وربما عنف جديد فى العراق، حيث أعادت الميليشيات الشيعية التى حاربت القوات الأمريكية من قبل خلال الاحتلال تأسيس نفسها فى الأشهر الأخيرة.