الواشنطن بوست رصدت صحيفة (واشنطن بوست) إجماع حلفاء وخصوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على صعوبة ، بل واستحالة إسقاط حكومته ، في ظل تزايد الضغوط عليه لإرضاء خصومه أو التنحي. واستهلت الصحيفة – في تقرير على موقعها الالكتروني – أن المطالب بتنحي المالكي لم تقتصر على الجانب السني ، بل جاءت أيضا من أعلى مرجعية شيعية في العراق وهو على السيستاني ، الذي نصح المالكي بتشكيل حكومة ائتلاف وطنية تجمع العراق سنته وشيعته ، لمواجهة التهديد الذي يمثله المتطرفون السنة ، ولتعويض فشله في نيل ثقة السنة على مدار الثماني سنوات التي قضاها في منصبه رئيسا للوزراء. وذكرت (واشنطن بوست) أن رسالة السيستاني جاءت شبيهة ، بل ومماثلة لرسالة الرئيس باراك أوباما ، التي لام فيها نظام المالكي الإستبدادي واضطهاده للأقلية السنية ، وهو ما جر البلاد الي هذه الحرب الأهلية ، وأضاف أن القادة الحقيقيين هم الذين يستطيعون جمع البلاد بكافة طوائفها وقت الأزمات ، وذلك عقب إعلانه إرسال ما يقرب من 300 جندي أمريكي لمساعدة العراق ضد متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش). وقالت الصحيفة " حتى خصوم المالكي ، ممن كرسوا على مرّ السنين بأنه هو سبب الأزمة ، يرون صعوبة إقناع المالكي بالتنحي ، خاصة بعدما فشلوا مرارا وتكرارا في تكوين تحالف فعال ضده ، إذ أن محاولاتهم السابقة للإطاحة بالمالكي بالإجراءات الدستورية لم تكلل بالنجاح ، وذلك لعجزهم عن الحشد والإتحاد تحت راية مرشح بديل ، حسب نظام الحكومة البرلماني ، كما أن العقبة الأخرى لرحيله هي إيران ، التي لم تتوان حتى الآن عن دعمه ماديا وعسكريا ، وأنه حتى وإن أرادت إيران التخلص منه ، فإن الأمر سيظل صعبا في ظل ولاء الميليشيات وقوات الأمن له ". وأضافت (واشنطن بوست) أن مسألة رحيل المالكي قد آن الأوان للحديث عنها ، وذلك بسبب انتهاء فترته الثانية بشكل رسمي ، كما أن انتخابات إبريل الماضي أسفرت عن برلمان جديد ، يجب بعده البدء في الحديث عن تشكيل حكومة جديدة يكون رئيسها مدعوما من البرلمان. وتابعت " على الرغم من انتهاء ولايته ، إلا أن المالكي أحكم قبضته على البلاد ، مُدعما مَن يقاتل من الشيعة في الميليشيات التابعة له ، وهو ما يُثير المخاوف من استمرار تمركز السلطة في يديه".