تسبب تردى الأوضاع داخل مؤسسات الرعاية الإجتماعية، "دور رعاية الإيتام، وأطفال الشوارع"، فى أزمة حادة بين نقابة الإجتماعيين ووزارة التضامن الإجتماعى، خاصة أن أسامة برهان نقيب الإجتماعيين أرسل سلسلة من المقترحات لتطوير وحل مشاكل مؤسسات الرعاية الإجتماعية، وتجاهلتها غادة والى وزيرة التضامن. وحصل "اليوم السابع"، على دراسة لنقابة الإجتماعيين، لرصد مشاكل دور رعاية الأيتام وفاقدى الأهل، حيث أكدت وجود قصورا كبيرا وهوة عميقة فى ناتج المؤسسات الإيوائية للأبناء الأيتام، ونسبة كبيرة من المؤسسات تخرج للمجتمع أشخاصا غير أسوياء، وغير قادرين على الإنخراط فى المجتمع أو الاعتماد على أنفسهم، ويعانون قصور خطيرا فى كافه النواحى النفسية والإجتماعية والأخلاقيه والتعليمية والثقافية والدينية، بل تعدى الأمر إلى وصول بعض أبناء المؤسسات إلى مرحلة الإجرام بشتى أنواعه، من البلطجة والمشاجرات حتى الإتجار بالمخدرات . وأشارت الدراسة، إلى حصر ركائز التدخل السريع لحل المشكلة فى 3 محاور رئيسية، أولها أن الكثير من المؤسسات الإيوائية تشكل إزعاجا لقاطنى الأحياء حولها، بالإضافة إلى إنتشار ظاهرة انحراف الأبناء والإتجار بالمخدرات فى بعض المؤسسات، فضلاً عن التسرب التعليمى وانخفاض المستوى الدراسى، فأغلب الأبناء لا يجيدون القراءة والكتابة حتى تخرجهم من المؤسسة، ما يمثل فاقدا كبيرا فى الموارد البشرية فى المجتمع، كما يمثل فاقدا ماديا لضخامة المبالغ التى يتم اعتمادها لتربيتهم دون تحقيق الهدف المرجو . وأضافت الدراسة، أن ترك الجمعيات الأهلية تنتهج ما تشتهيه فى تربيه الأبناء، واعتمادها على من تريد دون منهج مهنى تربوى محدد، جعلنا نفاجأ باستغلال بعض منها لهؤلاء الأبناء فى مظاهرات الإخوان واعتصام رابعة العدوية واعتناقهم لأفكار موجهة . وتابعت الدراسة، أن فشل مؤسسات الإيواء فى إتمام رسالتها نحو الأبناء محسوبا على مهنة الخدمة الإجتماعية والإخصائيين الإجتماعيين، لأن المجتمع يدرك بفطرته أن المسئولين فى دار الأيتام هم المشرفين الإجتماعيين، ولا يدرى أنه يعمل بها الآن أحيانا "راسبى الإعدادية". وأوضحت الدراسة، أن المشكلة تكمن فى إعتماد مؤسسات الأيتام على أشخاص غير مؤهلين نهائيا فى تربيه وتنشئة الأبناء، ما كان له أكبر الأثر فى الوصول إلى كوارث اجتماعية خطيرة، لافتة إلى أن أغلب المؤسسات تعتمد على مسمى وظيفى وهمى مبتدع اسمه "المشرف"، وهى كلمة هلامية مكنت القائمين على الإدارة من تعيين أيا من كانت مؤهلاته وصفاته دون أى معايير اختيار، ليكون مشرفا على هؤلاء الأبناء فى تربيتهم وتنشئتهم، والذى يتبع كلا منهم أسلوبه الشخصى وفطرته فى التربية دون منهج أو تخطيط علمى سليم أو دراية بالاحتياجات النفسية والإجتماعية التى تتطلبها المرحلة العمرية. وبلورت الدراسة، الحل فى إصدار قرار من وزارة التضامن الاجتماعى يكون ملزما لكافة مؤسسات الأيتام، بإقتصار وتحديد العمل المهنى التربوى الموجه للأبناء فى مؤسسات رعاية الأيتام على خريجى الخدمة الإجتماعية فقط، مع اشتراط عضويتهم فى نقابه المهن الإجتماعية، وحصولهم على شهادة الإجازة فى العمل فى مجال رعاية وتنشئة الأيتام من النقابة، بعد نجاحهم فى الدورة التدريبة التى تنفذها لنقابة، لتضمن عنصرا فعّالا يتمتع بصفات ومهارات وقدرات علمية وتطبيقية عالية، على أن يتضمن القرار تحديد المسمى الوظيفى بدقه ب"مشرف اجتماعى"، حتى نتلاشى التلاعب بمسمى "مشرف"، وإقحام عناصر من غير خريجى الخدمة الاجتماعية فى مجال العمل، وأن تكون درجات الترقى فى ذلك المجال بالتعاون وتحت إشراف النقابة على النحو التالى، مشرف اجتماعى حاصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وشهادة الإجازة النقابية، ومشرف أول اجتماعى "خبرة سنتين"، وأخصائى اجتماعى "بعد الحصول على خبرة 5 سنوات وشهادة النقابة بذلك"، والمناصب الإدارية الفنية فى المؤسسة بكافة مسمياتها ومستوياتها، على أن تتعهد نقابة المهن الإجتماعية بتوفير البرامج والدورات التدريبية التى تضمن تقديم كل جديد من أبحاث ونماذج علميه لثقل مهارات المشتغلين فى المؤسسات بصفة دورية، وإيجاد آلية تمنح النقابة متابعة العمل المهنى الفنى لأعضائها فى المؤسسات ومحاسبتهم مهنيا طبقا لأخلاقيات ومبادئ المهنة. وقال أسامة برهان، نقيب الإجتماعيين، فى تصريحات ل "اليوم السابع"، أنه أرسل خطاب للمهندس إبرهيم محلب رئيس الوزراء، مطالبا إياه بلجنة عليا للإشراف على مؤسسات الرعاية من خمسة أعضاء، ثلاثة منهم خبراء اجتماعيون من النقابة العامة والتضامن الإجتماعى، واثنين من المهتمين من الشخصيات العامة، للإشراف على إدارة مؤسسات الرعاية الإجتماعية وإعداد تقريرا حولها ورفعة للجهات المعنية، بالإضافة إلى دعم النقابة العامة والفرعيات لتأهيل وتدريب الأخصائيين الإجتماعين والنفسيين، للعمل بالمؤسسات، وذلك من صندوق إعانة الجمعيات والمؤسسات الخاصة، فضلا عن منح الضبطية القضائية للخبراء الإجتماعيين المشرفين على دور الرعاية. أخبار متعلقة: تقرير يكشف تفشى الشذوذ الجنسى وتعاطى المخدرات بجمعية "إنقاذ الطفولة" ب"التحرير".. ومحاضر مسربة تؤكد اعتداء الأمن الإدارى على الأطفال.. وغياب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين أدى إلى الفشل الدراسى