رغم أن مصر قد حباها الله بالكثير من الموارد والثروات الطبيعية ما لم يتوفر لدى الكثير بعض دول العالم، إلا أن دولا مثل اليابان ( رغم صغر مساحتها) حققت فائضا تجاريا يزيد على الولاياتالمتحدةالأمريكية باستثمارها فى أثمن كنز استخلفه الله فى الأرض "الإنسان"، واستطاعت دول "النمور الأسيوية" والتى كانت إلى عهد قريب أكثر فقرا وأقل تقدما من مصر القفز لتصبح من الدول المتقدمة بإعادة بناء الإنسان والاستثمار فيه. إن التحدى الأكبر للنهوض بمصر لتكون بحق "أما للدنيا" و"قد الدنيا" للعودة للزعامة والريادة ولعودة الأخلاق والقيم النبيلة لمجتمعنا ولعلاج معظم المشاكل الاجتماعية والأمنية هو إصلاح منظومة التعليم، بناء على فلسفة "إعادة بناء الإنسان المصرى" فى إطار من العمل الجماعى سواء كان ذلك على المستوى المؤسسى أو الفردى، فالتعليم لا يقتصر على المؤسسات العلمية وحدها بل بخلق البيئة المناسبة لتلقى العلم والتعلم ليشمل وسائل الإعلام والترفيه المقروءة والمسموعة ودور العبادة والأندية والمقاهى ومنظمات المجتمع المدنى لكل منها الدور المساعد والفعال. ولا يتأتى ذلك إلا بوضع خطة زمنية طموحة باستراتيجيات قومية واضحة لإعادة "بناء الإنسان المصرى" خلال 4 سنوات، يقوم بوضعها مجموعة من علماء الدين وعلم النفس والاجتماع وعلم النفس التربوى والمأثورات الشعبية والعلماء كل فى مجال تخصصه، شريطة أن يكونوا ممن ابتعدوا كل البعد عن التأثر بسلبيات المنظومات السائدة وممن تأثروا بالثقافات العالمية ليتم امتزاج الثقافة الوطنية مع الثقافات العالمية وفى ظل التطبيق الحازم والعادل للقوانين الداعمة لهذه الاستراتيجيات والخطط. ويمثل التعليم داخل المؤسسات التعليمية أحد ركائز هذه المنظومة التى يقضى فيها الطالب ثلث يومه، لذا يتعين إصلاح المناخ التعليمى سواء كان منهجا وبرامج تعليمية أو معلمين أو أماكن تعليم بشكل يتماتشى مع تنفيذ هذه الخطط والاستراتيجيات. أولا: إعادة النظر فى المناهج والبرامج التعليمية 1. لتكون الشهادات انعكاسا واقعيا للمهارات والخبرات المكتسبة وتقييما تراكميا للمعرفة والمعلومات ومؤهلة للحصول على عمل مناسب حسب احتياج سوق العمل بحسب المناطق الجغرافية. 2. لتسهم فى إعادة بناء الإنسان المصرى لتنمية قيم: التفكر والتعلم اعتمادا على البحث والاطلاع بدلا من التعليم اعتمادا على التلقى والتلقين. ربط التعليم بالمشاكل العملية والمرتبطة بواقعنا والبيئة المصرية لتنمية ملكة البحث العلمى. بث روح المنافسة البناءة والتعامل بروح الحب والعمل الجماعى. تقبل النقد البناء الموضوعى والحيادية واحترام الرأى الآخر والمناقشة دون صدام أو تخوين. احترام القوانين واستيعاب تطبيق روح القانون قبل تطبيق نصه. الإخلاص فى العمل خدمة للوطن دون النظر إلى المكتسبات الشخصية غير المشروعة. تنمية القيم الدينية والخلقية. تنمية مفهوم العمل فى خدمة المجتمع كمحو الأمية. الاهتمام بغرس مبادئ ومقومات الوطنية والقومية خاصة اللغة العربية التى باتت فى تهديد حقيقى فى أجيال استحدثت استخدام الفرانكونية فى كتابة لغتها وأصبحت لغتها عائقا لها وعليه فينبغى إعادة تقييم تجربة مدارس اللغات و كذلك المدراس الأجنبية، التى أصبحت تشكل تهديدا صارخا فى غياب الدور الرقابى للجهات الحكومية المختصة، ليس فقط على العادات والتقاليد بل وعلى مبادئ القومية من لغة وعدم تحية علم الوطن فى بعضها. التخصصات حسب احتياج سوق العمل وحسب المناطق الجغرافية. ثانيا: تأهيل وتدريب و تنمية قدرات المعلمين على التعامل مع الطلاب وقصره فى مرحلتى رياض الأطفال والابتدائية على المدرسين المؤهلين والمدريبن على التعامل مع هذه المرحلة العمرية. بعقد دورات تدريبية لهم داخل مصر فى فلسفة التعليم وطرق التواصل مع الطلاب واجتذابهم مع جعلها مقررات إلزامية فى كليات التربية. ابتعاث البعض منهم خارج مصر ليساعدوا فى تأهيل زملائهم. مع الاهتمام بأجر المعلم وبما ينعكس على مظهره وأسلوب حياته ومعاملاته لتكون أعلى فى المرحلة الابتدائية عن باقى مراحل التعليم الأساسى. ثالثا: الاهتمام بالمدارس الحكومية لتضاهى شكلا وموضوعا بمبانيها وتجهيزاتها ومستوى معلميها المدارس الخاصة، لإعادة ترسيخ حب مناخ العلم فى نفوس التلاميذ، كما هو الحال فى جميع دول العالم وأكثرها تقدما التى تتفوق فيها المدارس الحكومية على الخاصة تجهيزا و تعليما.