سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ردود أفعال غاضبة على عظة البابا.. الأنبا بطرس غادر سريعا.. و"بيسنتى" لم يستطع الإجابة على أسئلة المحتجين.. و"يوأنس" نجح فى فض الاعتصام فى اللحظات الأخيرة
استمرت ردود الأفعال الغاضبة وتصاعدت عقب انتهاء عظة البابا شنودة بالكاتدرئية، العظة التى لم تستغرق أكثر من نصف ساعة لم تنجح فى تهدئة نيران الغضب التى اشتعلت بالكاتدرائية منذ الرابعة عصر أمس، حيث توافد آلاف الأقباط إلى الكاتدرائية من مختلف التيارات والحركات السياسية والقبطية للمطالبة بالقصاص لشهداء نجع حمادى. ورغم عدم وقوع اشتباكات مع رجال الأمن أثناء التظاهر قبيل العظة إلا أن مئات الأقباط قد امتلئوا غضبا لقيام رجال الأمن بإغلاق جميع أبواب الكنيسة عقب دخول البابا إليها، إذ اصطف المئات من الأقباط على الأبواب، مطالبين بالسماح لهم بالدخول، مرددين هتافات تندد بأحداث العنف الأخيرة. الأمر الذى دفع الأمن إلى فتح الأبواب والسماح للمتجمهرين بسماع رد البابا على ما رددوه من شعارات طالبته باتخاذ موقف واضح من الأحداث "يابابا شنودة أحنا معاك خد موقف والشعب وراك". إلا أن تصريحات البابا بالعظة والتى انصبت على إرسال التعازى والصلاة من أجل المصابين لم تكف لتهدئة المتجمهرين الذين خرجوا من الكنيسة، وردد بعضهم عبارات مثل "عليه العوض"، كما اعترض المتظاهرون طريق البابا بطرس المسئول عن قناة أغابى المسيحية منتقدين صمتها عن إدانة الأحداث. هذا وقد اندفع آلاف من المتظاهرين إلى أبواب الكاتدرائية محاولين نقل احتجاجهم إلى الشارع إلا أن قوات الأمن نجحت فى الإبقاء على الأبواب مغلقة، هذا وقد حاول الأنبا يؤانس الأسقف العام تهدئة الشعب إذ خرج لهم ليقنعهم بالبقاء داخل أسوار الكاتدرائية وعدم الخروج للشارع، إلا أن الأنبا يوأنس لم ينجح فى التواصل مع المتظاهرين فاكتفى بالتحرك إلى داخل الكاتدرائية فى محاولة لجذب انتباه المتظاهرين وتحريكهم إلى الداخل، ولاسيما بعد أن التف حوله المئات شاكين مطالبين بكلمة تهدئ من روعهم. هذا وقد استمر المتظاهرون فى ترديد شعارات الاحتجاج وأعرب الكثير منهم لليوم السابع عن عدم تنازلهم عن حقوقهم، رافضين ما أطلقوا عليه "سياسة الجبن والصوت الواطى" التى تنتهجها الكنيسة، منددين بالاعتصام داخل الكاتدرائية لحين صدور حكم بالقصاص لذويهم. الأنبا بيستنى الأسقف العام الذى تأخر كثيرا فى الخروج للمحتجين، لم يفلح هو الآخر فى تهدئتهم، فرغم أنه وقف واستمع إلى أسئلتهم حول تغير موقف الأنبا كيرلس، ومغزى تصريحات البابا فى العظة، إلا أنه لن يتمكن من الإجابة عليهم، إذ حاولت قوات الأمن تأمين سيارته التى التف حولها العشرات من أهالى الضحايا والمصابين والمعتقلين بنجع حمادى مطالبينه بالتدخل العاجل لحماية حياة أولادهم. على الجانب الآخر، آثر عدد من شباب نجع حمادى الصمت فى ظل كل هذه الشعارات والهتافات واكتفوا بتنظيم وقفة احتجاجية صامتة على سلم المقر البابوى، حاملين لافتات الاحتجاج والتنديد بالحدث. الوقفة الصامتة التى نظمها شباب نجع حمادى لم تستطع أن تجذب المتظاهرين الذين فضلوا ترديد الشعارات عن الصمت. يقول بيشوى جرجس أحد منظمى الوقفة الصامتة، فى الوقفة الخاصة بدار القضاء العالى كنا نردد شعارات تعبر عن موقفنا، إلا أننا فضلنا الصمت فى هذا الاحتجاج احتراما لقدسية المكان وشخص البابا شنودة، وهو ما دفعنا إلى التفكير فى فكرة وضع كمامات بيضاء على أفواهنا تعبيرا عن صمتنا لكى يتكلم الرب وقداسة البابا. وفى محاولة أخيرة لفض المتظاهرين، أحضر البعض ميكرفونات، واعتلوا أكتاف بعضهم، وبدأوا فى ترديد ترانيم وتسابيح دينية لتهدئة الحضور، الترانيم التى رددوها كانت جميعها تطلب المعونة الإلهية وترفع شعار أرحمنا يالله، ملناش غيرك يارب، وهى ترانيم معروفة ومحفوظة، لذا تجاوب الحضور معهم وبدأوا فى ترديدها والتوقف عن الهتاف، مما أضفى أجواء من الروحانية على المكان وتعزية لكثير من الحضور، لاسيما السيدات التى أنهكها البكاء والصراخ والنحيب على أولادهن. كل هذه المحاولات للتهدئة لم تفلح فى فض التظاهر، فرغم أن المتظاهرين قد أنهكهم الصراخ من الرابعة وحتى العاشرة مساء، إلا أنهم قد فضلوا أن يفترشوا أرض الكاتدرائية معتصمين فى صمت رافضين الخروج منها أو العودة لبلادهم لحين الإفراج عن الأقباط المعتقلين والحكم بالقصاص للضحايا، لاسيما بعد أن توافدت الأنباء بقرار النيابة بحبس متهمين الشغب فى بهجورة 15 يوما على ذمة التحقيق وانطلق الصيحات "سيبوا ولادنا". هذا وقد بذلت قوات الأمن محاولات كثيرة لفض الاعتصام وإرغام الأقباط على مغادرة الكاتدرائية بالتهديد أحيانا وباللين فى أحيان أخرى، إلا أن أحد لم يستجب، وبناء عليه توافدت العديد من عربات الأمن ورجال الأمن المركزى الذين التفوا حول مقر الكاتدرائية خوفا من تصعيد الاحتجاج. الأنبا يوأنس عاد مجددا إلى ساحة الكنيسة وبدأ فى تهدئة المعتصمين وإقناعهم بمغادرة الكنيسة فى سلام، الأمر الذى استغرق أكثر من نصف ساعة حتى بدأ المعصتمون فى الاستجابة وخرجوا فى مجموعات من مقر الكاتدرائية التى لم تغلق أبوابها حتى الحادية عشرة مساء مع خروج آخر أفواج المعتصمين الغاضبين.