فرضت أحداث العنف الطائفى بنجع حمادى نفسها على غالبية البرامج الحوارية المصرية والعربية منها، حتى أن قناة البى بى سى بنسختها العربية خصصت حلقة كاملة من برنامج "نقطة حوار" الذى يبث من لندن ويقدمه الإعلامى "سمير فرح" ، ويتلقى خلاله المكالمات الهاتفية ومكالمات الصوت والصورة عبر الانترنت بالإضافة إلى الاستعانة بمحللين وخبراء فى الاستديو، أو مكاتب البى بى سى حول العالم. تحدث "فرح" فى مقدمة البرنامج الذى أذيع فى السادسة مساء اليوم، الاثنين، قائلا: "من المهم أن نناقش أسباب التوتر والاحتقان الطائفى فى مصر وأن نبحث أسباب تكرار تلك الأعمال"، وأضاف "المشكلة أن المصريين يعددون مظاهر السلام والتعايش بينهم وعلى النقيض يذكر آخرون أمثلة على الاضطهاد مثل حرمان الأقباط من الوظائف وغيرها والمشكلة الأكبر أنه إذا صفع مصرى، مصريا آخر على وجهه لا تحدث مشكلة، المشكلة تحدث إذا كان أحدهم قبطيا والآخر مسلما. ثم تلقى "فرح " اتصالا هاتفيا" من "أبو أيمن" وهو مسيحى مصرى مقيم بالكويت، الذى حمل البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المسئولية الكاملة فيما يحدث للمسيحيين فى مصر، وأشار إلى أنه بعد 30 عاما من جلوسه على المقعد الباباوى زاد اضطهاد المسيحيين وعدم اندماجهم فى المجتمع المدنى وفى الحياة السياسية وقال "البابا لا يحل ولا يربط فى هذه القضايا المصيرية، وقد شاهدت له حوارا فى التلفزيون دعا المسيحيين إلى السماحة والسلام، وعبر "أبو أيمن" عن انزعاجه وقال "سلام إيه لازم ناخد حقوقنا الأول، واستكمل "البابا مركز على الحياة الروحية للأقباط بنسبة 100% وترك باقى جوانب الحياة فإذا كنا سنركز فى الحياة الروحية فقط، فعلينا أن نترك الحياة العامة ونترهبن فى الصحراء وتابع: "لقد فشلنا فى الحياة العامة والحياة الروحية بكل أسف". ثم تدخل معه "فرح" وسأله "ماذا على البابا أن يفعل؟" فقال: "البابا لن يستطيع أن يفعل شيئا، له أكثر من 30 سنة لم يستطع أن يبنى فيها كنيسة، و30 سنة يذبح المسلمون الأقباط وهو لم يفعل شيئا، ولقد حصلت المرأة على كوتة فى مجلس الشعب ولم يحصل الأقباط على شىء، فعليه أن يعطى الفرصة لقيادة شابة بدلا منه". فسأله "فرح" هل ترى أن تقسيم البلاد مثل لبنان هو الحل؟ فأجاب: "لا أطالب أن نحصل على حقوقنا بالسلاح لأننا مندمجون مع المسلمين ولكننى أتمنى أن يحصل الأقباط على حقوقهم الفعلية". اختلف مع "أبو أيمن" متصل آخر يدعى "عزت حبيب" من أسيوط وقال: "لا يمكن أن نلوم على قداسة البابا فلن نجد من يصل إلى حكمة وروية البابا، ونحن نعانى من غياب سلطة القانون والجهاز التنفيذى لأنهم عنصريون فكيف يقتل 21 قبطيا فى أحداث الكشح ويبرأ المتهمون وتساءل "أى دولة وأى قانون هذا؟". ثم تحدث"حبيب" عن أحداث فرشوط وقال: "لقد حرق المسلمون عشرات المنازل والمحلات المملوكة لأقباط ولن أخوض فى التفاصيل حتى لا أفضح هذه الدولة المجرمة". ثم استضاف البرنامج الدكتور "إبراهيم حبيب" رئيس جمعية الأقباط المتحدون ببريطانيا الذى قال إن الثقافة العامة اتسمت بالعنصرية الشديدة بداية من عمليات الإسلام السياسى وعلى مدى 3 عقود انتشر الشحن الطائفى، وأضاف: "أعلم أن المثقفين لديهم تسامح كبير عن العامة، فالأحداث المتتابعة تؤكد ذلك" وأشار إلى أن المعالجة الأمنية والثقافية للأحداث غير كافية فلا بد من معالجة قضائية فالشرطة تتواطأ مع القضاء وتقدم أدلة غير كافية ليبرأ الجناة، وتابع: "نحن نريد أن نرى المجرمين خلف القضبان". وتحدث رجل آخر يدعى سمير من القاهرة وقال: "ما يحدث فيلم جديد يمارس ضد الأقباط، ويبدو أن الحكومة سعيدة بهذا، من بعد أحداث الكشح التى حصل فيها 92 متهما على البراءة بسبب عدم كفاية الأدلة لابد أن تتكرر هذه الأحداث"، وقارن "سمير" بين ما حدث فى قضية الكشح وبين قضية "مروة الشربينى" وقال: "ألمانيا حكمت على المتهم بالسجن مدى الحياة ومصر تحكم بالبراءة"، وتساءل "فى أرخص من دم المسيحيين يا بلاش؟". ثم تحدث الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى وقال: "التطرف فى مصر له تاريخ طويل وممتد، فالنظام السياسى المصرى دخل حربا طويلة ضد الجماعات الإرهابية منذ 20 عاما ونجح فيها، وقضينا على الإرهاب وغيرنا المادة الأولى من الدستور التى كانت تقضى أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع السلطات، وأضاف: نحن لا ننكر وجود شعور لدى الأقباط بالاضطهاد فلا بد من وجود قانون للمواطنة والحزب الوطنى يقوم بذلك. وأشار عودة إلى وجود ما أسماه "انفجار اجتماعى" حدث نتيجة تطور المجتمع يتوازى معه أيضا "العنف الطائفى"، كما أكد على أن الدستور يمنع التمييز حتى إنه لا يشترط أن يكون رئيس الدولة مسلم. وتحدث على الهاتف أيضا "عصام البرنس" وهو مصرى مقيم بالكويت وأكد أن الحادث هو رد فعل لحادث فرشوط، وحمل القساوسة السبب فى ذلك لأنهم لم يعلموا الشباب القبطى كيف يحترم المسلمين، رغم أن المسلمين يربون أبناءهم على احترام الأقباط، واتهم الأقباط بالتعصب لأنهم يقومون بمظاهرات عارمة، مما اضطر المذيع إلى قطع الاتصال رافضا ما أسماه بالتعميم المبالغ فيه. واستضاف استوديو ال"بى بى سى" بالقاهرة فتاة مسيحية تدعى أميرة فكرى فؤاد، نفت وجود أى شكل من التمييز ضد الأقباط واستشهدت بموقف أختها التى تعمل أستاذة جامعية وقالت "إذا كان فى تمييز ما كنتش اتعينت" ، وضربت مثلا بتجربة لها فى العمل مع شركة كانت قد تقدمت لها إلا أنهم رفضوا قبولها لأنها مسيحية وقالت: "أنا لا أرى أن هناك مشكلة فى ذلك فهناك شركات مسيحية لا تقبل المسلمين".