دعت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى نسختها المطبوعة الصادرة صباح اليوم، الاثنين، كلا من إسرائيل ومصر إلى التفكير مجددا فى الاستراتيجية الإسرائيلية المتبعة فى قطاع غزة، التى تتضمن حصارا اقتصاديا أدى إلى تفاقم الضائقة التى يعيشها سكان القطاع، ولم يؤدِ إلى سقوط حكم حماس أو إعادة الجندى الأسير لديها جلعاد شاليط. وشددت الصحيفة فى مقال افتتاحى لها باسم أسرة التحرير لديها على أن الحصار أدى فقط إلى المس بصورة إسرائيل واتهامها بخرق مسئوليتها الإنسانية على غزة حسب القانون الدولى، وبدلا من الوقوع فى خطأ خيار استخدام المزيد من القوة والذى لا ينتج أمنا على مدى الزمن، فإن على الحكومة أن تستجيب للطلب الدولى وأن تخفف من ضائقة الفلسطينيين فى غزة. وأكدت أسرة تحرير الصحيفة أنه يجب على إسرائيل فتح المعابر من وإلى القطاع والمساعدة بشكل غير مباشر فى إعادة إعماره فى منطق فلسفة الحكومة الإسرائيلية المتبعة فى الضفة– حافز اقتصادى لمنع الإرهاب– يمكنه أن ينجح فى قطاع غزة أيضا. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد سنة من الهدوء النسبى فى الجنوب، فى أعقاب وقف إطلاق النار الذى أنهى حملة "رصاص مصبوب" يظهر فى الفترة الأخيرة تصعيد عنيف فى حدود إسرائيل وقطاع غزة، علما أن أحداث إطلاق النار وقعت بالتوازى مع تفاقم العلاقات بين حماس ومصر، التى توثق الحصار على غزة. ولفتت هاآرتس إلى أن المصريين يبنون جدارا فولاذيا تحت الأرض لإحباط التهريب فى الأنفاق من سيناء ويحظرون دخول قوافل التموين إلى غزة من غربى رفح، وكذلك تعتقل نشطاء سلام دوليين ممن جاءوا للتظاهر تضامنا مع غزة المحاصرة. وأضافت أسرة تحرير هاآرتس "إن طبيعة مشكلة غزة أنها تندلع من جديد فى كل مرة يخيل فيها للإسرائيليين أن القطاع وأزماته نسيت نهائيا، لا يوجد حل سهل لضائقة مليون ونصف فلسطينى فقير يعيشون تحت حصار مزدوج من جانب إسرائيل ومصر". وأكدت الصحيفة أنه لا يوجد مصلحة لإسرائيل فى منع التصعيد على الحدود وعدم الوقوع فى "جولة ثانية" من المواجهة العسكرية مع حماس، فتهديدات نتانياهو لن تحقق ذلك، ورئيس الوزراء يخاطر، مثل سلفه، بتعهدات علنية ستدفع إسرائيل فقط نحو حملة عسكرية أخرى. للمزيد اقرأ عرض الصحافة الإسرائيلية على الأيقونة الخاصة به.