بدأت عملية جراحية اقتصادية صعبة لا تحتمل إلا أمرين.. إما نجاح العملية أو موت المريض, فإلغاء الدعم التدريجى ورفع أسعار الكهرباء بنسب متزايدة وفقا للاستهلاك ورفع أسعار الوقود وما سيقابله من رفع لأسعار كل شىء فى مصر شاءت الحكومة أم أبت, هى عملية جراحية معقدة يرى الكثيرون أنها شر لابد منه يقابله ضرورة فرض عدالة اجتماعية حقيقية فعلية بدءًا من تطبيق الحد الأقصى للأجور دون استثناء حتى لو غادرت كفاءات فى قطاعات مميزة كالبنوك والبترول وغيرها وضرورة فرض ضرائب تصاعدية وفقا للدخل الحقيقى الفعلى حتى يتحمل الأغنياء دورا أساسيا فى تغطية عجز الموازنة وإصلاح حال الاقتصاد المريض. العملية بدأت بالفعل وهى كالدواء المر مرارة العلقم لمريض منهك القوى ولا يتحمل حتى جرعة الدواء ولا يمكن أن ننسى محاولة رفع بعض الأسعار فى نهاية السبعينات وما قابلها من انفجار فى الشارع رفضا لأى قرار يمس معيشته اليومية. القرارات المتتالية التى تصدر اليوم مُرة مرارة العلقم ولها ضحايا كثيرون من الشعب ولها ضحايا فى قصر الرئاسة والحكومة, فالرئيس سيفقد مؤيديه من الأغنياء حتى لو أظهروا الرضا مؤقتا وسيفقد مؤيديه من البسطاء والفقراء فلن يتحملوا طويلا ولو شهرين وليس كما يتمنى عامين ليشعر الناس بتحسن اقتصادى, بل إن مؤيديه من مختلف الفئات والأعمار سيترحمون على أيام حكم زال كان المساس بالدعم فيه من المحرمات والموبقات لأن الدواء المر لن يرضى أحدا. الرئيس دخل عش الدبابير طواعية برضا وقناعة فكيف سيخرج منه؟ وماذا حال الوطن بعد فرض العلاج والدواء بالقوة؟ وماذا ستسفر عنه الأيام القادمة؟