"Blended".. زوجة الأب ليست دائما غضبًا من الرب

اللى بلا أم حاله يغم، وزوج الأم شيطان ومراة الأب خدها يا رب، تلك هى الصورة الذهنية لعموم الناس فى الشرق والغرب والشمال والجنوب تجاه زوجة الأب وزوج الأم، فكل أطفال الدنيا سمعوا حكاية ساندريلا وحكايات أخرى كثيرة رسخت هذا المعنى فى العقول والقلوب ثم تأتى جرائم من هنا وهناك نواجهها كبارا فترسخ الصورة التقليدية لمثل تلك العلاقات الأسرية.
ولكن حين يقرر صُناع فيلم سينمائى أن يخرجوا عن هذا المعنى بل يريدون أن يؤكدوا أن زوج الأم قد يكون أفضل ألف مرة من الأب وأن زوجة الأب قد تكون هى الحل لكل مشكلات الأبناء، فأنت إذا تشاهد فيلم «blended» أو «خلطبيتة»، وهو فيلم كوميدى يُعرض حاليا بطولة آدم ساندلر ودرو بارى مور وأخرجه فرانك كوراس المخرج العاشق للسينما الكوميدية العائلية.
يحكى الفيلم عن رجل توفت زوجته وتركت له ثلاث بنات أكبرهن فى السادسة عشرة وعن زوجة مطلقة لديها ولدان، يلتقى الرجل بالمرأة برتيب من صديقة ولكنه يبدو لقاء كابوسيا ينفر فيه كل منهما من الآخر، ولكن الظروف تدفع بهما للقاء آخر ولكن فى رحلة لجنوب أفريقيا كل مع أبنائه ويكون الغرض من الرحلة هو جمع شمل الأسر الملخبطة أى التى تضم أبناء وزوج أب أو زوجة أم، وتتوالى الأحداث الكوميدية التى تدفع العائلتين المتنافرتين إلى الاختلاط والتعارف عن قرب ثم الإحساس بالاحتياج ثم الحب، وكأن الفيلم يقول للمشاهد أعط نفسك فرصة لتراجع قناعتك التى كبرت عليها ويقول لنا ذلك وهو يدفعنا للضحك.
هذا النوع من الأفلام الكوميدية العائلية قد لا يكون فيلما يرضى عنه النقاد لدرجة تصل به إلى صالات المهرجانات أو جوائز التميز ولكنها أفلام تؤكد أن السينما لو حلقت بالمشاهد فى أماكن جميلة وحكت له حكاية بسيطة ودفعته للابتسامة على أقل تقدير أو للضحك على أقصى تقدير، فإنها تكون قد أدت مهمتها الأولى وهى التسلية وفيلم هذا الأسبوع قد فعل ذلك.
آدم ساندلر بطل الفيلم نجم بدأ حياته بالستاند أب كوميدى على المسرح ثم انتقل للسينما نجما كوميديا، مؤخرا قدم أفلاما لم تنل حظها من النجاح ولكن هذا الفيلم دفعه مرة ثانية للأضواء وإن لم يحصل على نجاح باهر فأداؤه كان باهتا والضحكات نبعت من المواقف ولم يكن له فيها مجهود.
بينما البطلة أمامه درو بارى مور تلك الطفلة التى اكتشفها سبيلبرج وقدمها فى فيلمه إى تى رغم أنها مرت بكوابيس مراهقة وفضائح هوليوودية من العيار الثقيل فيبدو أنها كبرت ونضجت وكانت أكثر حيوية من البطل.
الأطفال فى مثل هذه الأفلام إما أن يكونوا إضافة أو خصما مباشرا من متعة الفيلم وقد كانت مجموعة الأطفال والمراهقين فى الفيلم إضافة.
ليس كل زوجة أب خدها يا رب وليس كل زوج أم لازم يغم، وليس كل فيلم كوميدى عائلى يجب أن يكون تافها أو مصنوعا باستخفاف.