إلى متى ستظل امتحانات الثانوية العامة العفريت الذى لا يصرف من البيوت المصرية. انتهى الأسبوع الأول من ماراثون الثانوية بنجاح ساحق للحكومة بقيادة وزارة التربية والتعليم، وواضعو الامتحانات يكسر آمال الطلبة سواء بنين وبنات وانهيار الأمهات أمام لجان الامتحان، والدعوات على واضع الامتحان أقل دعوة إن "ربنا ينتقم منه". أول يوم امتحان تزامن مع الاحتفال بحلف اليمين وما لا يعلمه الكثير بعد حلف اليمين، وبالتحديد فى شارع 9 بالمعادى أمام مدرسة المعادى الثانوية، مظاهرة بين مؤيد ومعارض ومكبرات صوت، ولا يستطيع أحد أن يوقف هذا الصخب بأنه توجد لجنة امتحان. وكما هو معتاد سيظل امتحان اللغة العربية يكره الطلبة فيها، ماذا يجنى واضع الامتحان من تعقيده للطلبة وحثهم على كره اللغة العربية. وقد تميز امتحان هذا العام بطوله والتفنن فى وضع العراقيل التى تسيطر على سؤال الأدب بالنسبة للمرحلة الثالثة للنظام الحديث للثانوية العامة. ولقد سيطر اليأس على الطلاب، فقاموا بتمزيق ورقة الإجابة، والبعض قال نعوض فى اللى جاى، ولكن القادم أسوأ. اليوم التالى امتحان اللغة الإنجليزية، الأستاذة اللى وضعت الامتحان تخاطب طلابا فى المرحلة الثانوية فى مكان آخر وليس مصر، لأن الامتحان ليس من المنهج وهذه بشهادة مدرسى اللغة، والكل علم ولا يوجد ما يخفى من انهيار للطلاب، والأمهات أمام لجان الامتحان، والبعض لا يريد أن يكمل الامتحان، ومن راودته فكرة الانتحار" ليه؟" ألا يكفى ما يعانيه هؤلاء الطلبة وأولياء الأمور من ضغوط عليهم، سواء كانت مادية ونفسية وسياسية، إن كل بيت يوجد فيه أحد فى هذه المرحلة كأنه متصل بصاعق مع صباح كل امتحان، يلهث من الدعاء والأمنيات والتوفيق له، ولمن معه ويكون الامتحان القادم فى مقدوره التغلب عليه فى حل الألغاز، واكتشاف كلمة السر التى توصله إلى مرحلة متقدمة، كى يستطيع التغلب والسيطرة على هذه الورقات المتمردة الملعونة، ويجعلها طوعًا وفك شفرته.