سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. أزمة حادة فى مياه الشرب بمطروح مع بداية الموسم السياحى.. ومحطة تحلية القوات المسلحة تنقذ الأهالى من الموت عطشاً.. وشركة المياه تحمل المزارعين المسئولية
مع بداية موسم الصيف السياحى تعانى محافظة مطروح من أزمة حادة فى مياه الشرب، حيث يعانى المواطنون من قلة مياه الشرب وصعوبة الحصول عليها للأسبوع الثانى على التوالى بسبب نقص إمداد المحافظة بالمياه، ويرجع مسئولو شركة مياه الشرب بمطروح السبب إلى انخفاض منسوب المياه بترعة الحمام المصدر الرئيسى لمياه الشرب فى مطروح بعد فلترتها ومعالجتها داخل محطة المعالجة والرفع الواقعة جنوب العلمين والتى توقف عملها بشكل متقطع خلال الأسبوعين الماضيين بسبب تعديات المزارعين على مياه الترعة ومع توقف أو قلة ورود المياه من محطة جنوب العلمين يعانى المواطنون أشد معاناة فى الحصول على احتياجاتهم من مياه الشرب وقيام بعض موظفى الشركة من سائقى سيارات نقل المياه باستخدام طرق ملتوية ويصعب اثباتها ببيع حمولة سيارات المياه للأثرياء وأصحاب أبراج وعمارات الشقق المفروشة والمنشآت التجارية والسياحية بأكثر من 10 أضعاف سعرها، وهو ما لا يقدر عليه المواطنون العاديون، حيث يبلغ سعر حمولة سيارة المياه 10 أمتار مكعبة ما بين 150 و300 جنيه فى حين أن سعرها الرسمى 12 جنيها فقط. يأتى هذا فى الوقت الذى تقوم فيه محطة تحلية مياه البحر التابعة للقوات المسلحة بمنطقة باجوش شرق مدينة مرسى مطروح بمد المدينة بكامل طاقتها الإنتاجية البالغة 24 ألف متر مكعب من المياه المنقاة يوميا، وهو ما أنقذ أهالى مطروح من الموت عطشا. وتعيش شركة مياه مطروح حالة من التخبط والعجز عن معالجة الأزمة التى تتكرر كل عام ويتعامل رئيس الشركة اللواء مهندس شريف فارس ومسئولو الشركة مع الأمر، كأنه مفاجئ ككل عام منذ توليه قبل 4 سنوات بمحاولة التملص من المسئولية عن الأزمة ومسئولية حلها، ويصدر بيانات تثير السخرية وغضب المواطنين فتارة يتهم المزارعين الواقعة أراضوهم على ترعة الحمام بالتعدى على حصة المياه المخصصة لمحطة المعالجة لإثارة الأزمة من بعض الأشخاص لأسباب سياسية _ فى إشارة لجماعة الإخوان المسلمين _ وتارة يتهم المزارعين بالتعدى على خط ال1000 مم الناقل للمياه من محطة جنوب العلمين إلى مدينة مرسى مطروح ويتجاهل سرقة القرى السياحية لكميات كبيرة من المياه عن طريق الوصلات غير الشرعية وعدم إلزام القرى بإنشاء محطات تحلية لتوفير احتياجاتها من المياه. ومؤخرا، أصدر رئيس شركة مياه مطروح أمس الأحد بيانا جاء فيه: "تحذر شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمطروح من وجود بعض الأفراد ذوى النفوس الضعيفة لأغراض سياسية والمستغلين لفرصة أزمة المياه التى تمر بها المحافظة بسبب قلة الوارد نتيجة التعديات على الترعة وتوقف محطة الإنتاج بجنوب العلمين ببيع سيارات المياه فى السوق السوداء بثمن باهظ والمتاجرة غير الشرعية "وهنا يقصد بيان رئيس الشركة موظفى الشركة من سائقى سيارات نقل المياه ولا يعترف بفشله وفشل إدارته منذ توليه قبل 4 سنوات وتفاقم الأزمات خلالها فى متابعة وضبط سلوك موظفيه خلال عملهم وضع نظام حاكم ومنضبط لتوزيع المياه بالسيارات وتوفير المشقة على المواطنين فى التنقل بين مكاتب الشركة ومحطة توزيع المياه بالسيارات" الغراب" وقطع مسافة يومية أكثر من 20 كيلو متر قد تستمر لمدة أسبوع خلال الأزمات من أجل حصول المواطن على احتياجه من المياه. كما ترفض الشركة ومسئولوها بحثا أو تنفيذ اقتراحات المهتمين بوضع نظام حاكم لعملية توزيع المياه وكثير من الاقتراحات الأخرى التى يمكنها أن تساهم فى تخفيف أزمات نقص مياه الشرب المتكررة. ويصف رئيس الشركة من خلال البيانات الرسمية وأحاديثه المنتقدين للشركة والمتحدثين عن أزمات نقص مياه الشرب أو تقصير الشركة أو كشف وقائع الفساد يتهمهم بالابتزاز دون بينة أو دليل وأحيانا يتهمهم بالإثارة من أجل أغراض سياسية، كأنه مسئول سياسى أو منتخب فى مجلس برلمانى. وكان اليوم السابع قد قدم مقترحا منذ عامين لمحافظ مطروح الأسبق اللواء طه السيد فى حضور رئيس شركة المياه بإلزام شركات البترول التى تستحوذ على نسبة كبيرة من حصة المياه المخصصة للمحافظة بإنشاء محطة تحليه كبيرة لتوفير احتياجاتها من المياه وهو الاقتراح الذى لقى قبولا كبيرا من المحافظ وقتها ووصفه بالوجيه فبادر رئيس شركة مياه مطروح برفض الطلب، مبررا بأنه يقوم ببيع المياه لشركات البترول بالأسعار التجارية، وهو ما يساعده فى توفير الخدمة المدعمة للمواطنين، متناسيا أن الدولة تقدم الأموال للشركة لتغطية فروق التكلفة والتشغيل. وتؤكد مصادر من داخل الشركة أن الوضع مقلق، خاصة أن هذا يحدث مع بداية المصيف، فمحطة مياه العلمين مازالت تعمل بشكل متقطع وإنتاج مياه الشرب بربع أو نصف طاقتها وأحيانا توقفها بشكل كامل خلال الأسبوعين الماضيين وحتى مساء أمس. كما أن المخزون الإستراتيجى لا يمكن الاعتماد عليه لسد العجز، ولو تكررت هذه الأزمة خلال أشهر المصيف ستكون انعكاساته خطيرة فيجب التدخل لدى وزير الزراعة لضمان وصول المياه الكافية لمحطة مياه العلمين وعدم تكرار ذلك. وعلى جانب آخر، تسود حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين بالمناطق المختلفة لعدم وصول المياه لمنازلهم وصعوبة الحصول عليها عن طريق سيارات المياه التابعة لشركة مياه الشرب، مما تسبب فى عودة ظاهرة شراء المياه من السوق السوداء بالبرميل الذى وصل سعره 10 جنيهات ليصبح سعر اللتر المكعب 50 جنيها وهو يعادل 50 ضعفا سعره الحقيقى. ومن جانبه، أكد المهندس شريف فارس، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمطروح، فى بيان إعلامى أن أسباب أزمة نقص مياه الشرب، ترجع إلى كثرة التعديات على ترعة الحمام وخط الألف الناقل للمياه على طول الساحل الشمالى وحتى مرسى مطروح، وقيام المزارعين على جانبى ترعة الحمام المغذية لمحطة تنقية جنوب العلمين بوضع مواسير أسفل بوابات الترعة لعدم غلقها مما يتسبب فى خفض منسوب الترعة عند مأخذ محطة جنوب العلمين لترشيح وتنقية المياه وتوقفها عن العمل. وأشار " فارس " إلى قيام وزارة الرى بصب كتل خراسانية على الممرات الجانبية للترعة للحد من التعدى عليها، بالإضافة إلى التنسيق مع القوات المسلحة وقوات الداخلية لتكثيف حملات إزالة التعديات على خط المياه. كما أكد أن اللواء بدر طنطاوى محافظ مطروح، أمر باستمرار الحملات الأمنية لإزالة التعديات على الخط الناقل وغلق البوابات الفرعية التى قام المزارعون بفتحها وتوقف المحطة، كما كلف بعقد اجتماع فورى بمحطة جنوب العلمين بين لجنة من وزارة الرى، على رأسهم مدير مكتب وزير الرى ومستشار مهندسى وزير الرى ومدير مصلحة الرى وآخرون، ولجنة من شركة مياه مطروح برئاسة رئيس الشركة والعضو المنتدب، لبحث مشكلة انخفاض منسوب المياه فى الترعة، وأسفر الاجتماع عن ضرورة إحكام غلق وتأمين البوابات الفرعية فى منسوب بوابتى 125 و124، والتصدى للمعتدين على الخط. وقال رئيس شركة مياه مطروح أنه جارٍ تصعيد أوامر عليا للتصدى للمعتدين على الخط بإصدار أوامر بالقبض عليهم. وأكدت إدارة الشركة أنها تعمل ليلًا ونهارًا وتواجه العديد من الصعوبات والمعوقات، والتى تحاول التغلب عليها لتوصيل مياه الشرب للمواطنين. وقال بيان الشركة: "تؤكد الشركة انه يوجد بعض اللذين يروجون إشعاعات يريدون خلق الأزمات ولهم أغراض سياسية ويبثون إشعاعات بين المواطنين وأكاذيب بأن الأزمة مفتعلة وأنهم مدعون أنه لا يوجد أزمة مياه، حيث إنه يتابع السيد محافظ مطروح شخصيا ساعة بساعة بمتابعة الموقف، ويقوم بإبلاغ أعلى مستويات الدولة للسيطرة على الأزمة فى ترعة الحمام لتشغيل المحطة بكامل طاقاتها".