أقام، أمس، الكاتب والمحلل السياسى البلجيكى "كويرت ديبوف" حفل توقيع كتابه "داخل الثورة العربية: ثلاث سنوات على الجبهة الأمامية للربيع العربى" فى كافيه "ريش" بوسط البلد، والذى يعرض فيه خلاصة دراساته وتحليلاته للبلدان العربية التى مر بها الربيع العربى من واقع إقامته بها طوال الثلاث سنوات الماضية. وقد تحدث "ديبوف" عن رؤيته للأوضاع فى الوطن العربى بشكل عام خاصة فى مصر، حيث أكد أن الثورة فى مصر قد أحدثت تغييراً عميقاً فى شخصية المصريين وحكمهم على الأوضاع، نظراً لارتفاع الوعى السياسى واختفاء الجمل التى اعتاد المصريون ترديدها والتى تدل على الرضا بالأوضاع مهما كانت سيئة، وهذا ما جعلهم يخلعون رئيسين للجمهورية فى سنتين فقط، كما عبر عن رفضه لمصطلح الربيع العربى، لأنه إذا كان هناك ربيع فلا بد من أن يأتى الشتاء، وهذا ما لا نريده للثورات العربية التى أخرجت أفضل ما فى الشعوب العربية، وأن الديمقراطية آتية لا محالة. وكان "ديبوف" قدم مقارنة بين الثورة الفرنسية والثورة المصرية فى كتابه، وأوضح أثناء الحفل أن كل ما مرت به مصر فى الثلاث سنوات القادمة مرت به فرنسا عقب ثورتها حتى حققت الديمقراطية بعد 68 سنة، وهذا ليس معناه أن مصر سوف تستغرق هذا الوقت لتخرج من المرحلة الانتقالية، فإيقاع الثورات أصبح أسرع الآن، وأضاف أن تولى رجل من المؤسسة العسكرية مثل المشير السيسى الرئاسة ليس معناه نهاية الثورة أو القضاء عليها، فقد جاء نابليون للحكم عقب الثورة الفرنسية وهو رجل عسكرى ولم يكن الأمر يعنى نهاية الثورة. وعند سؤاله عن رؤيته حول مستقبل جماعة الإخوان المسلمين السياسى قال بأنه لا يرى مستقبلا للإخوان بعد كل ما فعلوه فى فترة حكمهم وبعد انتهاء حكم مرسى، ليس فقط فى مصر بل فى الوطن العربى كله. يذكر أن كويرت ديبوف، هو عضو سابق فى البرلمان الأوروبى ومستشار سابق لرئيس الوزراء البلجيكى، انتقل إلى القاهرة عقب اندلاع ثورة 25 يناير لكى يعيش أحداثها على أرض الواقع، وتنقل بين العديد من الدول العربية من بينها سوريا وتونس والأردن وفلسطين، مما مكنه من تكوين تحليل سياسى متكامل عن واقع الربيع العربى ونقلها للساسة الأوروبيين، ونقلها عبر كتابه "داخل الثورة العربية: ثلاث سنوات على الجبهة الأمامية للربيع العربى". وقد قدم الحفل الصحفى ياسر الزيات.