سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر: المتشدد الليبى عبد الحكيم بلحاج تسلم الأسلحة القطرية ويستعد لنقلها إلى مطار سبها.. بلحاج بحث مع الخرطوم نقل عناصر متشددة للقتال بجوار "أنصار الشريعة" فى بنغازى.. والجزائر رفضت استقباله
أكد مصدر سودانى مطلع ما نشرته "اليوم السابع" عن قيام عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب الوطن الليبى، وأحد قادة الجماعات المتشددة، بزيارة الخرطوم سريا للحصول على أسلحة أشترتها قطر، ونقلتها إلى الخرطوم، كى يتم نقلها إلى مطار سبها العسكرى المسيطر عليه من قبل عناصر تابعة لتنظيم القاعدة. وأوح المصدر أن بلحاج دخل السودان عن طريق مدخل الكفرة قاصدًا مدينة أم درمان السودانية، للقاء العديد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية التى تم نقل جزء منها بواسطة الدوحة إلى السودان، عقب القرارات الخليجية الأخيرة، مشيرا إلى أن بلحاج بحث مع الخرطوم نقل عناصر متشددة للقتال بجوار أنصار الشريعة بمدينة بنغازى. وكشف المصدر عن مكوث بلحاج ما يقرب من ثلاث سنوات بالسودان فى تسعينيات القرن الماضى عقب عودته من أفغانستان، مشيرا إلى أنه قام بخلق نوع من المصاهرة مع قيادات الإخوان السودانية، فقد تزوج خلالها من سيدة سودانية فى رحلة هروب من ليبيا قادت بلحاج إلى حوالى 20 دولة من أبرزها باكستانوأفغانستان وتركيا والسودان، رافق خلالها بعض أمراء الجهاد وعلى رأسهم عبد الله عزام. من جانبه أكد مصدر ليبى مطلع أن عبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن الليبى، وأحد قادة الجهاديين المتواجدين بليبيا، قد وصل إلى ليبيا مساء أمس الأول الخميس بعد زيارة سرية إلى السودان، للحصول على دعم لوجيستى من قطر عبر الخرطوم. وأكد المصدر، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن عملية الكرامة التى يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تسببت فى تدمير العديد من مخازن الأسلحة التى يمتلكها أنصار الشريعة بمدينة بنغازى، وهو أحد أسباب سفر بلحاج إلى الخرطوم للحصول على أسلحة تساعد الجماعات المتشددة فى صد هجمات الجيش الليبى الوطنى. وحذر المصدر من تحركات عبد الحكيم بلحاج الأخيرة، والتى يسعى من خلالها للحصول على الأسلحة التى تمولها قطر، ويتم استلامها من السودان، وذلك لفتح جبهة على الحدود الغربية لمصر، وإثارة البلبلة على الحدود المشتركة مع القاهرة، وتتم عمليات استهداف عناصر من قوات الأمن المصرية لتوريط الجيش المصرى فى عمليات عسكرية داخل العمق الليبى، وأشار المصدر إلى أن طرابلس أصبحت ساحة للعديد من الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية التى تسعى لخلق حالة من البلبلة والفوضى على الحدود المشتركة لدول الجوار الليبى. وأكد مصدر جزائرى ل "اليوم السابع" أن عبد الحكيم بلحاج طلب لقاء مسئولين من الجزائر منذ أسبوعين للتشاور معهم حول العمليات العسكرية التى يقودها حفتر ببنغازى، ولم تكشف المصادر عن الغرض من طلب بلحاج دخول الجزائر، وأوضحت المصادر أن طلب بلحاج قوبل بالرفض من قبل المسئولين الجزائريين. عُرف عن عبد الحكيم بلحاج انتماؤه المبكر إلى التيار الإسلامى قبل أن يؤسس بنفسه الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التى تزعمت معارضة حكم العقيد القذافى. فى سنة 1993 استقر عبد الحكيم بلحاج فى مدينة بنغازى شرق ليبيا، حيث مقر الحركة السنوسية، مستفيدًا من كره سكان المنطقة لنظام القذافى وشرع فى تجنيد عدد من شباب المنطقة لمشروعه السياسى الرامى إلى قلب نظام الحكم فى ليبيا، وأوعز إلى فتيانه دخول اللجان الثورية للحصول على التدريب والأسلحة للقيام بانتفاضة مسلحة على نظام العقيد الراحل معمر القذافى الممسك بزمام الأمور. وبعد سنتين من العمل السرى، اكتشفت السلطات الليبية مكانا للمقاتلين بالشرق الليبى كان معدًا للتدريب، وكان اكتشاف الجماعة بداية خريف ساخن بينها وبين العقيد القذافى الذى استخدم طيرانه العسكرى لضرب مواقعها ببعض الجبال وأجهض خططها الانقلابية. وبعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر صعدت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها فى المنطقة اللهجة ضد الإسلاميين عموما، والعائدين من أفغانستان خصوصا، وخلال هذه الفترة كان بلحاج يخطّط للسفر من ماليزيا إلى السودان، لكنه وقع فى أيدى المخابرات الأمريكية سنة 2004، لتسلّمه إلى خصمه اللدود العقيد معمر القذافى لينتهى به الأمر إلى السجن. وفى السجن سمح لعبد الحكيم بلحاج بلقاء رفاقه داخل معتقلات القذافى لقيادة حوار شامل حول الأسس الفكرية للجماعة، ومراجعة الكثير من المفاهيم، وكان سنده ورفيقه فى الحوار الشيخ الصلابى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين. وأفرج سنة 2010 عن بلحاج، الذى قضى قبل ذلك سنوات فى سجن جوانتانامو، بعد إعلان هدنة مع نظام القذافى برعاية نجله سيف الإسلام القذافى، وضلل بلحاج نظام القذافى من خلال إعلانه عن قيامهم بعمل مراجعات فكرية مما بث الطمأنينة فى قلب القذافى، وعمد إلى تقديم الدعم المادى والمعنوى لهم داخل ليبيا. وبعد سقوط نظام العقيد معمر القذافى، وفى ظل الاضطرابات الأمنية التى تهز ليبيا، والاتهامات التى تلاحق عبد الحكيم بلحاج بدعم الميليشيات المسلّحة، خاصة وأنه كان قائدًا عسكريًا، ويسيطر على كميات هائلة من السلاح المنتشر فى البلاد، يسعى الآن لتجميع شتات الجماعات المتشددة التى بدأت تتهاوى فى البلاد العربية، كى تكون معركة الحسم على أرض ليبيا. يذكر أن الجزائر وجهت اتهامات إلى عبد الحكيم بلحاج، لارتباطه بالعديد من الجماعات المتشددة المتواجدة فى الجزائر، وفتح اتصالات معهم، فالعلاقات التى يتمتع بها الرجل مع التنظيمات الجهادية زادت مع انخراطه فى عمليات نقل الشباب السلفى إلى سوريا، وإشرافه على تدريبات المجاهدين قبل إرسالهم، وتورط عبد الحكيم بالحاج فى الملف السورى، وبرز ذلك منذ بداية المواجهات المسلحة بين القوات النظامية والثوار، كما اتهمته السلطات الأسبانية بالضلوع فى تفجيرات مدريد عام 2004. ويتخذ عبد الحكيم بلحاج، يوسف القرضاوى، مرجعية إسلامية له، فأول اللقاءات التى جمعت بين بلحاج والقرضاوى كانت فى سجن أبو سليم بليبيا، بعد أن أطلق نظام العقيد الراحل معمر القذافى مبادرة انتهت بإصدار بلحاج وعدد من قادة الجماعة الليبية المقاتلة لكتاب "مراجعات الجماعة الإسلامية المقاتلة فى ليبيا: دراسات تصحيحية فى مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس سنة 2009"، وكانت هذه المحاولة خطوة تؤسس لمنهج جديد فى العمل السياسى، وأدت دورًا فى إقناع القذافى بتوبة أخوة بلحاج، فأفرج عنه مع 214 من سجناء أبو سليم.