سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
40 يومًا من الجوع والكرامة.. بال"مى والملح" أسرى فلسطين يتسلحون ضد الاحتلال الإسرائيلى وعفن الأمعاء.. و"حماس" تكتفى بالدعاء وتوافق "فتح" على إلغاء الوزارة.. وتضامن باهت للمثقفين: تمخض الفن فولد أغنية
أربعون يومًا مضت على دخول الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى بشكل جماعى معركة كسر الاعتقال الإدارى، أو ما أسموه بمعركة "الكرامة"، ليعلن بعدها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى تدشين حملة تضامن مع الأسرى عبر نشر هاشتاج "مى وملح". رغم انتشار الهاشتاج فى عدد من البلدان العربية كفلسطين ولبنان وسوريا والأردن، فإن عددًا كبيرًا من المتابعين لا يزالون لا يعرفون أصل تسمية "مى وملح"، حيث يعود المسمى إلى خوض 122 معتقلًا إداريا فى السجون الإسرائيلية إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على استمرار وضعهم فى الاعتقال الإدارى، وتزايد الرقم حتى وصل إلى 1500 مضرب من أصل 5243 أسيرًا فلسطينيًا وعربيًا، وانطلقت الحملة تحت عنوان "مى وملح" باعتبار أن المضربين عن الطعام داخل السجون لا يستخدمون إلا الماء والملح للحفاظ على أمعائهم من العفن. يشار إلى أن الاعتقال الإدارى، هو اعتقال يتم القيام به استنادًا إلى أمر إدارى فقط دون حكم قضائى ودون لائحة اتهام ودون محاكمة، ويتم من قبل قوات الاحتلال تحت غطاء كبير من السرية بحيث لا يتيح للمعتقلين أن يرتبوا لأنفسهم دفاعًا لائقًا، ودون الإفصاح لهم عن التهم الموجهة ودون السماح لهم أو لمحاميهم من معاينة المواد الخاصة بالأدلة. إسرائيل ومواصلة عقاب الضحايا وتجرى حركة تنقلات لإفشال الحملة من جهتها، ردت قوات الاحتلال على الإضراب بمزيد من سياسات التعسف وإجراءات العزل، ووزعت منشورًا على كافة الأسرى، تعلن فيه تنصلها من اتفاق مايو 2012، والذى نص على "إنهاء العزل الانفرادى، ووقف الاعتقال الإدارى وتجديده من دون أسباب قانونية واضحة، والسماح لأسرى غزة بالزيارات، وتحسين شروط الحياة المعيشية للأسرى"، وترفض مصلحة السجون الإسرائيلية الاستجابة لمطالب الأسرى، كذلك ترفض الحوار معهم، وأجرت حملة تنقلات واسعة من سجن إلى آخر بهدف إرباك الأسرى وقطع التواصل بينهم والتأثير على إضرابه، فى ظل تمسك المضربين بمواصلة النضال مهما بلغت التضحيات. ويشار إلى الأسرى أن المشاركين بالإضراب تم توزيعهم ونقلهم على سجون ومراكز العزل فى "ريمون، عسقلان، النقب، جلبوع، أيالون، عوفر، نفحة، إيشيل، كيشون، أوهالى كيدار، هداريم". وفى خطاب مسرب كتبه الأسرى، وحصل "اليوم السابع" على نسخة منه، أكدوا على أن "المعركة اليوم ليس فيها مدفع ولا بندقية، وإنما فقط بسلاح الجوع، سنضع حدًا لهذا السيف المسلط على رقابنا جميعًا وهو الاعتقال الإداري". مطالبين كافة الجهات بالتحرك والوقوف جانبهم، باعتبار المعركة معركة الشعب الفلسطينى أجمع. نادى الأسير الفلسطينى: أسرانا يعانون الجوع والتجاهل وحسب الناطقة باسم نادى الأسير الفلسطينى أمانى سراحنة، فإن بعض الأسرى بدأ الإضراب منذ فترة أطول، كالأسير أيمن اطبيش المضرب منذ 100 يوم، وسبق وأن خاض إضراباً لمدة 105 أيام العام الماضى ضد اعتقاله الإدارى، وشرع بالإضراب الحالى منذ 28 مارس الماضى بعد تنصّل سلطات الاحتلال من الوعود بالإفراج عنه فى 9 يناير الماضى. وأضافت أمانى سراحنة فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن حالة الصحية للأسرى المشاركين بالإضراب تزداد سوءًا، وتدهور واضح فى ظل تجاهل قوات الاحتلال، ما استدعى نقلهم للمستشفيات. كما نقل 18 أسيرًا مضرباً عن الطعام من قسم الآبار من سجن النقب إلى مستشفى "سوروكا" فى بئر السبع بسبب تدهور وضعهم الصحى. "حماس" تكتفى بالدعاء وتوافق "فتح" على إلغاء وزارة الأسرى على الرغم من مطالب الأسرى بتدخل الجهات الرسمية، فإن السلطة الفلسطينية انشغلت بالتشكيل الوزارى الجديد، واتفقت حركتا "فتح" و"حماس" على الاستجابة للضغوط الإسرائيلية بإلغاء وزارة شئون الأسرى والمحررين، فبعدما أُسندت الوزارة إلى رئيس الوزراء الفلسطينى تم تحويلها إلى هيئة. ومن جهته، كشف القيادى فى حركة فتح سفيان أبو زايدة عن السبب المباشر فى التفكير بإلغاء الوزارة، وتحويلها إلى هيئة تتبع منظمة التحرير الفلسطينية، هو ضغوط إسرائيلية يمينية تبنتها الإدارة الأمريكية، وجزء من دول الاتحاد الأوروبى. وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، قال رئيس الوزراء رامى الحمد الله، إن الحكومة قررت تحويل وزارة الأسرى إلى هيئة، وأوكلت مهام الإشراف عليها لوزير الشؤون الاجتماعية شوقى العيسة لحين إتمام إجراءات تحويلها. فيما اكتفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فى بيان رسمى الجمعة الماضية، بحث أئمة المساجد وخطباء المنابر على إثارة قضية الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام فى سجون الاحتلال، مشيرة إلى أن هذا الفعل يندرج فى صلب الدور الوطنى الذى يمكن للمساجد أن تؤديه فى رسالتها للمجتمع. مثقفو وفنانو فلسطين: تمخض الجبل فولد "أغنية" كان رد فعل النخبة الثقافية والفنية بفلسطين مع حملة "مى وملح" مخيبًا لكثير من آمال الأسرى المضربين، حيث تجاهل أغلبهم الحملة، الموقف الذى اتخذه مثلًا المطرب الفلسطينى الشاب والفائز بجائزة "آراب أدول" محمد عساف، فيما التزم أغلب الكتاب المعروفين داخل فلسطين بالصمت. فيما قدم الفنان الشعبى قاسم النجار، والذى سبق وأن أنتج 30 أغنية فلسطينية أشهرها أغنية "اضرب اضرب تل أبيب" خلال العدوان على غزة فى 2012، أغنية جديدة بعنوان "مى وملح"، من أجل تفعيل قضية الأسرى المضربين، وصوّر فيديو الأغنية فى خيمة التضامن مع الأسرى، المقامة وسط مدينة نابلس، خلال زيارته للخيمة مع أطفال بورين، كذلك فى شوارع مدينة نابلس لحث الناس بشكل عملى على التضامن.