تأتى أهمية «وسائل الاتصال والإعلام وتشكيل وعى الأطفال والشباب» قضية تعد من أخطر القضايا، لما للإعلام المعاصر من دور حيوى ومؤثر للغاية فى تشكيل وعى الأفراد والجماعات، وخاصة الأطفال والشباب لما لهم من دور مستقبلى فى الحياة العامة. إن ممارسة وسائل الإعلام الدور الرئيس فى تشكيل الوعى وخلق الصور الذهنية فى أذهان الجماهير، يعود كذلك إلى أنها النافذة التى تطل من خلالها الجماهير على الأحداث المحلية والدولية، لأنها الامتداد الطبيعى لأبصارنا وأسماعنا. فالإعلام بوسائله المتعددة يؤثر تأثيرًا كبيرًا فى تشكيل الرأى العام، فهو الذى يخلق الوعى لدى المجتمع بالأفكار ويروج لها من خلال ما ينقله من أخبار ومعلومات وبرامج تهدف إلى تكوين اتجاه معين. ونظرًا للأثر الكبير لمثل هذه الظواهر الإعلامية التى تنعكس سلباً على تربية الأجيال، والحياة الاجتماعية للمصريين، فإنه لابد من وقفة مراجعة، تتجاوز أخطاء الماضى، فمن الضرورة أن تتبنى دولة مصر الجديدة من خلال أجهزتها الرسمية بالمشاركة مع الأجهزة الأهلية حملات ثقافية ودينية وإعلامية لتعديل سلوك المصريين وإعادة بناء المواطن المصرى سلوكيًا وأخلاقيًا وحذر بث الأفلام والبرامج والمسلسلات الهابطة التى تتعارض مع قيم المجتمع ومبادئه وأخلاقياته والالتزام بالموضوعية واحترام خصوصية الأفراد والمؤسسات وعدم التشهير بهم أو تشويه سمعتهم وعدم بث أى مواد إعلامية من شأنها الحث على التطرف وإثارة الفتن والحض على كراهية أو ازدراء الأديان وعدم بث مواد إعلامية أو إعلانية تفرق بين الأفراد على أساس العرق أو الدين أو اللون أو الجنس. وتتطلب المرحلة الحالية العودة إلى المواثيق الإعلامية وانضباط الممارسة الإعلامية من خلال المفاهيم الجديدة الطارئة عن الحرية وحرية الرأى" فلا يجب "أن تكون الحرية عبر الخروج عن القواعد الأساسية واستغلال الأوضاع التى تقلق المواطن، بل يجب وضع الضوابط ومواثيق الشرف الإعلامية بشكل لا يؤثر المضمون على نفسية المواطن أو حتى يعرض الأمن القومى للخطر".